عاجل:
مقالات 2009-12-30 03:00 541 0

حسين..تقبل خجلي في حضرتك

وها عادت الذكرى ،وكلنا لم ير حسينا رؤية العيان . لكنه في الجنان مخلد، وهو هكذا هتاف الزمان على الزمان وكلما تعاقبت

وها عادت الذكرى ،وكلنا لم ير حسينا رؤية العيان . لكنه في الجنان مخلد، وهو هكذا هتاف الزمان على الزمان وكلما تعاقبت الازمنة..

وشكرا للرب لانه اهدانا الوسيلة التي ننفس فيها عن كآبات النفس وانكساراتها المتوالية وهزائمها المتعاقبة في معركتها مع الشيطان. وكلما هبت رياح الاسى والحزن على ذواتنا كلما تصدت لها دموع حارة من مقل فوارة تردها على اعقابها مدحورة مهزومة لا لاننا انتصرنا (فنحن على الدوام نعاني الهزائم) ولكنها تسلية تمر مر النسائم علينا ومع حلول المحرم لنتصبر بها كما يتصبر الاطفال الجياع برؤية مايلهيهم عن جوعهم او كما يتصبر العطاشى التائهون في القفار بسراب يحسبونه ماءا. وهيهات فالمسافة الفاصلة بين الحسين ونحن هائلة. لكنها محاولة وعلها تصيب.

ابا عبدالله وهذا نداء القلب المكلوم بسنان الازمنة الهائجة والمضطربة التي تدفع بنا يمنة ويسرة وتقوض احلامنا كلما ارتفع نصيبها من التحقق. ايها الرجل العظيم الذي وهبك الله لقلوبنا نبضا ودما فائرا ثائرا. ايها المتسامي على الجراح وعلى الاعداء الغارقين في لجج المطامع الدنيوية . ايها المتواضع رفعة  فلست مهتما ان تجلس على الثرى لانك تعرف اصول الاشياء ولانك لاتفرق بين مخلوقات الله . وكل للتراب يعود حتى الدودة التي تنسج الحرير. أوليس هو الذي قتلوك ليتنعموا مع جواريهم عليه؟ أوليس الجواري كلهن ذهبن الى التراب يمسدن به الخدود الناعمات؟أوليس هم ذهبوا وخربت ديارهم ؟ انت وحدك بقيت... لك في القلوب مساكن ومساجد وفي العقول مدارس وعلى الشفاه مآذن وفي صفوف المقاتلين على الحق صرخات ..

ياه ..ويالحظ كربلاء ويالحظ الحياة بك ويالحظ عاشقيك ويالحظ المنحنين اجلالا لذكراك من حكام واباطرة ومتجبرين...حتى وهم يظلمون ينحنون لقوتك في مواجهة الظلم القديم الذي يجددونه كل يوم وكلما تجددت عاشوراء.

السلام عليك ايها الفاتح الابواب الموصدة ومحرك السواكن والموات من الضمائر ..تقبل خجلي في حضرتك وكلما زرت كربلاء اني لاأجرؤ ان المس شباك ضريحك المضمخ بالقبل ..وكأن مايحدث كل لحظة رواية عشق لاتنتهي ولا يشبع منها المتذوقون لطعم الادب القديم والحديث.

نحن نحبك ياحسين أولست ابن فاطمة؟ وفاطمة بنت محمد؟ والله يقول. قل ان كنتم تحبون الله فأتبعون يحببكم الله...نحن نحبكم جميعا فكونوا معنا في محنة العراق.

التعليق