عاجل:
مقالات 2015-08-31 03:00 759 0

حزب الشارع؟!

توصل المشتغلون بالحقل السياسي، الى نتيجة مهمة؛ فيما يتعلق بالمشاركة الأنتخابية، تتمثل في أن نتائج الانتخابات، ليست هي القاعدة الوحيدة، التي يمكن من خلالها، الحكم على قوة حزب

توصل المشتغلون بالحقل السياسي، الى نتيجة مهمة؛ فيما يتعلق بالمشاركة الأنتخابية، تتمثل في أن نتائج الانتخابات، ليست هي القاعدة الوحيدة، التي يمكن من خلالها، الحكم على قوة حزب ما في الساحة السياسية، وإن كانت الأصوات الإنتخابية، قاعدة مهمة يمكن الركون إليها إلى حد بعيد.

ثمة معايير أخرى؛ غائبة عن إدراك القوى السياسية، بسبب أن معظم الأحزاب المتصدية راهنا، تبني وجودها على العملية الأنتخابية، ولا تقيس مساحة وجودها إلا من خلالها، وهو مقياس أحادي، يقول عنه علماء السياسة، يؤدي إلى إصابة الساسة بالغرور، إن هم حققوا نتائج عالية في الانتخابات، وسيقودهم غرورهم إلى العمى عن رؤية الحقائق، والطرش عن سماع ما تقوله فيهم الجماعات المجتمعية، التي فشلوا بالتواصل معها.

الى وقت قريب؛ كانت القوى السياسية ترى أن هذه الجماعات لا رأي لها، وأن من السهولة بمكان إحتوائها في الموسم الإنتخابية، عبر سلسلة من النشاطات والوعود، أو بعمليات شراء الأصوات المكشوفة، كما يرون ان الساحة السياسية، لا يقودها ألا من  له باع طويل في دهاليزها، وممارسة السياسة خلف الستار، عندما يتم استبدال الانتخابات، بالصفقات السياسية التي تعقد في غفلة من الشعب.

بالمقابل ثمة جماعات مجتمعية لم تشارك في الانتخابات، وربما لن تشارك مستقبلا، ومع ذلك فإن لها قوتها، التي لا يمكن إغفالها أو التنكر لوجودها!

 من بين تلك الجماعات، ما يمكن اعتبارها حزبا قائما، وإن كان حزبا ليس منظما تنظيما حسنا، وفقا للمعايير التنظيمية، إذ انه لا يمتلك مقرات وقيادات، كتلك التي تمتلكها الأحزاب القائمة، لكن هذا الحزب الإفتراضي يمتلك الشارع، وهو يمثل كثرة كاثرة، بدأت تفصح عن رأيها بقوة، بدأت تربك حسابات المتصدين للمشهد السياسي، بل ووضعتهم في زاوية حرجة، وأنهالت عليهم ضربا فوق وتحت الحزام !

بالحقيقة وكما ترون ما يحدث في الشارع، فإن الجماعة التي تتسمى بجماعة اللا رأي، قد أعطت رأيها بالعملية السياسية وبمخرجاتها، عبر سلسلة من التظاهرات، التي تعلن صراحة؛ أن الساحة السياسية ملوثة، وأنهم قد عرفوا من لوث هذه الساحة وشخصوه تشخيصا دقيقا، وأن الساحة مازالت تتلوث كل يوم بمزيد من اللاعبين.

التحرك الجماهيري الأخير لم يأت صدفة، أو كنتيجة عرضية لحدث آني، بل هو ثمرة حنظل تراكمات من الخيبة، وسينزع عن معظم القوى والأحزاب؛ أهليتها السياسية، وسيكون هذا الانتزاع حكما قاسيا على وجودها ووجود قادتها، لأنه ليس من المتصور أن تأتي الانتخابات القادمة ويخوضها من حقق في الانتخابات السابقة أرقاما بمئات الآلاف من الأصوات، وهو يعرف أنه هذه المرة سيخرج خالي الوفاض

كلام قبل السلام: في الانتخابات القادمة؛ لن يجد كثير من الساسة الحاليين، "الشجاعة" الكافية للمشاركة فيها، إلا أذا كانوا بلا "غيرة" أو أحساس..!

سلام...

التعليق