عاجل:
مقالات 2009-05-27 03:00 749 0

جريدة صدى الروضتين الكربلائيه .. تمهيد لصحافة اسلاميه معتدله ..

بعد سقوط النظام البعثي ظهرت الصحافة الاسلاميه المطبوعه ، تمولها جهات سياسيه واحزاب شتى ذات اتجاهات مذهبيه وطائفيه

أعداد من صدى الروضتين صدرت مؤخرا .

أعداد من صدى الروضتين صدرت مؤخرا .


بعد سقوط النظام البعثي ظهرت الصحافة الاسلاميه المطبوعه  ، تمولها جهات سياسيه واحزاب شتى ذات اتجاهات مذهبيه وطائفيه تعاملت بكثير من الحساسيه مع بعضها البعض مما تسبب في دمار وهلاك الزرع والنسل وادى بالتالي الى تخريب البلاد وتاخر التقدم الفكري والاقتصادي ، وكانت من اهم اسباب الفرقه بين ابناء السنة والشيعة وادت هذه الثقافة الدخيله الى ثقافة القتل والارهاب حتى ما كان بامكان المرء ان يفصح في أي مكان عن مذهبه او معتقده فالطائفية انتشرت في كل مناطق العراق كالوباء حتى لم يسلم من سمومها لا اخضر ولا يابس ..

ان السياسه الظالمه التي ارتكن اليها الرئيس السابق صدام حسين في كبت ومنع الشعائر الحسينيه  والحد من مراسيم الزيارات الى مراقد ائمة الشيعه تسببت في احتقان فتره ما بعد سقوط النظام البعثي الذي انهار سريعا وفي اقل من ثلاثة ايام امام اعتى قوة غربيه تحالفت معها قوى عربيه وقوى اخرى من داخل العراق ..

 تلك الفتره القت بظلالها على السنين الثلاثه التاليه  من سقوط النظام فأمست من اظلم الفترات التي عاشتها الصحافة في العراق بشكل عام ، والصحافه الاسلامية بشكل خاص ..

بتحريض وتمويل وتأجيج واضح  من قوات الاحتلال حرصا على بقاءها اطول فترة ممكنه في العراق وللسيطرة التامة على مقاليد الحكم في بغداد ونظم الاقتصاد والسياسة ولف الحبل على رقاب القادة الجدد عن كثب ...

معظم تلك الصحف التي تراشقت وتبادلت  الاتهامات الباطله والقذف والسب المعلن من خلال اقلام ادبية وفكرية واعلاميه معترف بها  سيطرت عليها  جهات ضاله سفهت الدين وعاثت في الارض الفساد ، أقول معظمها تلاشت وانزلقت سريعا واختفت تماما فيما عانت بعضها الاخر من اعراض القراء عنها لانتهاكها حرمة الدين واصرارها على الاكاذيب والمغالاة في توجهاتها المتطرفه من الطرفين ، فيما استفادت بعضها الاخر من تلك الفتره وما حصل فيها من عبر ، حتى تبين لها الخيط الابيض من الخيط الاسود فأرتكنت الى الحق وثبتت عليه وبادرت بالتوجه الى صحافة محايده معتدله تهدف الى جمع الكلمة والوحده الاسلاميه ، هذه الصحافه كانت السبب المباشر في رجوع الاستقرار الامني والاجتماعي والاقتصادي الى البلد رغم وجود المحتل الاثم الذي ما زال يحاول ايجاد ثغرات لاعادة التوتر الطائفي والعرقي بين المسلمين وبين ابناء المذهب الواحد ..

في السنين الاخيرة لاحظنا وجود صحافة اسلامية معتدله وثابته في بغداد ومحافظات اخرى واكبت الوضع الحالي للدولة ومنها جريدة صدى الروضتين الكربلائية وهي جريدة  فكرية ادبيه اسلاميه ثقافيه عامة مستقله تصدر عن قسم الشؤون الفكريه والثقافيه في العتبه العباسية المطهره أي انها تصدر وتطبع من داخل الحرم العباسي ، وهي ذات توجه فكري معتدل سليم تعمل بمسؤوليه وحرفيه عاليه تهدف الى توثيق الحدث والتحقيق في امور الدين وتجل الحوار وتبدي الرأي الاخر وتحترمه وتعمل على بيانه للناس وفق نهج مقنع يرضى به العقل والدين حتى رأينا نخبة طيبه من كادر الجريدة وخيرة علماء كربلاء في زيارة ادبيه وانسانيه لاخوانهم من اهل السنة في جامع ابي حنيفة النعمان  ( رضي الله عنه ) في يوم الاحتفاء بذكرى الولادة الشريفة لرسول الرحمة وخاتم الانبياء محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القُرشي  عليه وعلى اله وصحبه الف صلاة والف سلام .

منذ فترة ليست بالقصيرة وانا اراقب  منهج هذه الجريدة  الكربلائيه الطالعه بكثير من الاهتمام ، فوجدتها من خيرة المطبوعات على ساحة الصحافة الاسلاميه في العراق .

الجريدة  لا تباع في المكتبات بل تهدى من داخل الحضره العباسيه المطهره ، ليستنفع بها زوار الروضتين من الخاصة والعامه لتثقيفهم وتوعيتهم بكيفيه ووجوب اداء الشعائر والزيارة بالطريقة الصحيحه واطلاعهم على حاضر الروضتين وما يجري داخلها من اعمار وترميم وتوسيع لمرافق المرقدين المباركين ، كما ان الجريدة اهتمت بشكل لافت للنظر بتثقيف الزوار عقائديا وفكريا وتوعويا ..

صدى الروضتين  تمكنت من القيام بمهام عدة في تغطية مساحات هامة من ما تم اهماله وتحريفه من القديم والحديث من احداث فكرية وعقائدية ودينيه ومذهبيه وركزت بشكل خاص على التوجه العلمي والانساني للقارىء ، فتعاملت معه بخطاب معتدل جعله يتفحص الحدث ويفهمه بروية بعيدا عن التشدد والتعصب والانحياز لجهة ما او توجه خاص ..

فهي تؤسس لمدرسة فكرية اسلاميه موحده تجمع كل الاطياف والمذاهب والعقائد تحت راية واحده وهدف واحد فيهما خدمة المسلم والمسلمة عبر دراسات ومحاضرات ونقد شفيف وعميق يستند في اغلب الاوقات على القران والحديث النبوي الشريف وروايات ال البيت الكرام ( ع ) وهي منجز ثقافي تربوي عام يخاطب الرجل والمرأة والشاب والشابة والطفل ، وفي كل عدد جديد ترى توجها جديدا يضاف الى رصيد هذه الجريدة الفكرية يعتمد التوضيح والبساطة في الطرح ..

بالتأكيد لا يمكن ان نجزم انها كاملة متكامله لكنها تسعى وتجتهد لذلك ، بعد ان عاث الاعلام البعثي وما كان قبله وما جاء بعده بداية احتلال العراق ، فالصحافة كانت تكتب للفرد  وللنفاق وللحزب الواحد مهما علا او طغى ،  وراينا جليا اثار تلك الفتره التي صدق بها  العاقل والجاهل فللكلمة على الانسان اثر ضربة السيف على الرقاب ، فالكلمة حين تنصرف عن الهدف النبيل فانها تنحرف باتجاه تدمير بنى كثيرة تؤدي الى نهايات غير ساره تؤثر بشكل عام على سلوكيات البشر العامه وبها يكون الجميع في خانة الخاسرين ..

الصحافة الاسلامية برايي تحتاج الى الارتكاز على المعقول من القول والفعل حتى يكون بالتالي منبرا عاما يتمكن من تطبيق مفاهيمه العليا على ارض الواقع فيحدث تغييرا جذريا في ما تم زرعه او اقتلاعه في الانسان ، صحافة كهذه ستدوم بالتأكيد وتصبح مقروئه تعمل على البحث والتدقيق في المعلومه فتاتي بالبينه لتستوعب كل الاراء وكل المفاهيم الادبيه والعلميه والثقافيه ..

ما أشد حاجتنا كسنة وشيعة الى صحافة تستوعبنا جميعا وتوحد بيننا وتبين الصحيح من الفاسد ، وتنقي الحدث المؤرخ عن الشوائب والمغالاة ونأمل ان تكون صدى الروضتين بداية حقيقيه لهذه الصحافة ، وان تعمل على  تقارب وجهات النظر على كل الصعد ، وبدرجة عاليه من الشعور بالمسؤولية ..

مثل هذه الجريدة الطالعه  الواعيه تحتاج الى اختراق حاجز المدينه والانتشار الاوسع حتى تتعدى حدود البلد الواحد ، وسعدت كثيرا بالخبر الذي صرح به الاستاذ علي حسين الخباز رئيس تحرير الجريدة والذي يؤكد ان العالم سيتعرف على هذه الجريدة عبر موقع الكتروني على الشبكة العنكبوتيه قريبا جدا ، وهي فرصة كبيرة لمن يريد متابعة الجريدة بشكل دائم على ان تؤرشف اعداده القديمة ايضا على الموقع للرجوع اليها ساعة الحاجة  .

تحتوي المجلة على عدة ابواب منها التحقيق والحوار والاعمدة التي يحررها خيرة الكتاب والاعلاميين في كربلاء يشاركهم نخبة طيبة من ادباء وكتاب ومفكري  العراق والعالم العربي الواعي للقضية الحسينيه ، وهناك مساحة وافره  للمرأة والطفل تحتوي على القصه والقصيدة وموضوعات هامه ونافعه تحاكيهم باسلوب سلس ونافع .

 اذن الاعلام الحسيني المتمثل بصدى الروضتين يعد حاضرة بحلة انيقة وطباعة متميزة لكن نكرر طلبنا .. ونتمنى على قسم الشؤون الفكرية والثقافية في الحضرة العباسية ان تصل نسخة من المجلة الى كل يد والعمل على نشرها وتوزيعها في كافة ارجاء المعمورة .. فلولا موقع مركز النور لما عرفنا بها ، كما نتمنى عليهم اعتماد الاعتدال منهجا دائما ..

مجلة الصدى التي تحرر وتصدر من بين مأذن وقباب الامام العباس ( ع ) حامل راية الحسين ( ع ) وساقي عطاشى كربلاء وقمر بني هاشم لا بد ان تكون مختلفه ومتميزه ومهيبة ونبيلة بنبل وكرامات ال البيت الكرام   صلوت الله عليهم .

التعليق