سعر الامبير تجاريا وسياسيا
جاءت التسعيرة الجديدة للامبير بعد قرار منح الوقود الى اصحاب المولدات مجانا بظروف ولدت ردود افعال متضاربة بين اصحاب المولدات والمواطنين ، وبدا النزاع بينهم متجاهلين عجز الحكومة في توفير الطاقة الكهربائية الصيفية ، فبعض اصحاب المولدات بدا يتحايل على القرار من خلال ادعاء عطل المولدة وفي نفس الوقت لا يلتزمون بساعات التشغيل ( 12 ساعة يوميا )، مع الالتفاف على القانون بابتكار طريقة جديدة للتعامل مع المواطن وهي تشغيل (24 ) ساعة مقابل 20 الف للامبير الواحد ، والبعض منهم قام بتقليل ( الفولتية ) وهذا يؤثر على الاجهزة المنزلية الكهربائية .
اما المواطنون فالبعض منهم استحسن ذلك والبعض منهم اشتكى من اصحاب المولدات ، والبعض منهم اعتبر هذا القرار هو تمويه سياسي من قبل الحكومة حيث تزامن مع انتهاء مهزلة ( المئة يوم ) المزعومة وعجبا على الاعلام والمتابعين لموعد انتهاء المهلة !!!
الغرابة في هذا القرار فانه سيمنح فسحة اكبر للفساد المالي في تهريب الوقود وفي نفس الوقت ان الملبغ المرصود لصرف الوقود مجانا كيف تم حسابه في الميزانية العمومية ؟ .
العربانة ساعدت الحكومة في احتواء البطالة !!!
لو اريد للاخوة العاملين ضمن موسوعة غينيس عن الارقام القياسية ارقام قياسية لاشياء اصبحت اليوم غريبة فانهم سيجدون في العراق الرقم القياسي بعدد العربات العاملة فيه وبكل انواعها بل ان المتاحف الاثرية التي هي بحاجة لعينات من العربات القديمة تستطيع ان تراها في العراق ، شباب لو ضرب احدهم الارض بقدمه فانه سيخرج الماء منها يدفع عربة في الشارع متعرضا لاهانات رجال الشرطة مع عدم احترام الناس له اضافة الى الذلة التي يعيشها من اجل كسب لقمة العيش ، بل ان هنالك خانات افتتحت لتاجير العربة لليوم الواحد ( 2000) دينار وكل خان يضع علامة ورقم لعربته ومستقبلا سيكون سنوية وباج لها !!!.
والله العظيم الالم يعتصرني وانا انظر اليهم وهم متسكعين في الشوارع وفي بعض الاحيان يفترشون عرباتهم فيبيتون الليل عليها وعند سؤالي لاحدهم لماذا لا تذهب الى بيتك اجاب تركتهم جياع والمفروض ان ارجع اليهم بمصرف البيت !!انا لله وانا اليه راجعون.
وفي الجانب الاخر نسمع عن المليارات التي تهدرها الدولة والبعض منها تسرقها الدولة وهؤلاء اصحاب العربات حسرة عليهم الالف دينار ، اين ستذهبون في يوم لا مفر منه ؟!!!