عاجل:
مقالات 2010-07-25 03:00 991 0

ثقل الحكيم السياسي يقلق الديكتاتوريات الجديدة

ما أن أطلق السيد الحكيم مبادرة الطاولة المستديرة والتي تعتبر الاستراتيجية السياسية للمجلس الأعلى

ما أن أطلق السيد الحكيم مبادرة الطاولة المستديرة والتي تعتبر الاستراتيجية السياسية للمجلس الأعلى الإسلامي وقد تمثل خارطة الطريق لمستقبل العراق السياسي لأربعة سنوات قادمة التي حظيت بمؤازرة بعض الكتل السياسية ومعارضة أخرى حتى بدأت التصريحات والأقاويل تنطلق من هنا وهناك في محاولات بائسة للطعن في نوايا المجلس الأعلى الإسلامي ألا أن تلك الأصوات أظهرت من خلال تصريحاتها تناقض واضح مع مجريات الإحداث فالتأخير في تشكيل الحكومة العراقية أصاب المواطنين العراقيين بحالة من تذمر نتيجة لسلبياته واليائس من مستقبل متقلب ناهيك عن تحفظ بعض الدوائر السياسية التي يهمها مستقبل العراق واستقلاله تخوفا من مستقبل مجهول قد يجر العراق والمنطقة إلى حالة من الديكتاتورية الجديدة التي تأتي عبر صناديق الاقتراع وهذا ما أتضح جليا في العراق ما بعد 2003.
لذلك تجد أن دعوة رئيس المجلس الأعلى الإسلامي إلى تشكيل حكومة شراكة وطنية وان يحظى مرشح رئاسة الوزراء بالقبول في الساحة الوطنية لم تلاقي ترحاب من كافة الكتل السياسية والدليل أن الكثير من الأصوات وخلال ثلاث عمليات انتخابية لم تستقر عند اختيار واحد ولم تختار منهج سياسي واضح أنما هناك تقلب لدى نسبة عالية منها وتضح من خلالها تطبيق القاعدة التي تؤكد ملازمة "سياسة الملوك" أن تأخير تقديم الخدمات الضرورية والبطء في استكمال مشاريع الأعمار وارتفاع نسبة البطالة والتأخير في أطلاق التعيينات كانت بسبب المواقف المتشنجة اتجاه مبادرة حكومة الشراكة ووقوف المتصلبين في آراءهم على طلبات لا تمت إلى المصلحة الوطنية بصلة ولم تنظر إلى حاجة المواطن أنما أتخذ المواقف المؤيدة للمصالح الحزبية والفئوية تظهر بشكل واضح بعيد عن النقد البناء وحالة الغليان الشعبي اتجاه تأخير التشكيلة الحكومية وما يرافقه من بروز الأزمات اليومية لاسيما في مجال الخدمات والإرباك في دستورية الحكومة الحالية واللامبالاة في دوائرها الرسمية.
أن المجلس الأعلى الإسلامي ورغم حصوله على (20) مقعد في مجلس النواب نتيجة تصويت أكثر من (700) ألف ناخب لمرشحي ألا أن قوة الإرادة والثقة العالية التي يمتلكها باعتباره محور العملية السياسية في العراق والطرح المنطقي والمبادرات الايجابية التي تنم عن سعة أفق السيد عمار الحكيم جعلت كافة الجهات السياسية الوطنية والإقليمية والدولية تنظر إلى المجلس الأعلى الإسلامي ليس من منظور عدد المقاعد البرلمانية بقدر ما تنظر إليه من ناحية الثقل السياسي والطرح العقلاني المعبر عن صدق المواقف وحسن النوايا مقابل المواقف السلبية التي تصدر من بعض الذين تهيئة لهم الظروف لان يكونوا ضمن لائحة ساسة العراق الجدد وألا فان العراقيين يتذكرون أن تسخير ممتلكات الدولة واستغلال صلاحيات الحكومة هي من جعلت بعض الوجوه الاستثنائية التي لم تكن أسماءهم معروفه لدى كافة العراقيين حينما خاض الائتلاف الوطني العراقي الموحد انتخابات عام 2005-2006 وجعلوه جسر للعبور عليه والظهور من على الفضائيات التجارية ليصبحوا أسماء لامعة في تاريخ العراق السياسي الذي سوف يدون للأجيال المواقف الحكيمة والنبيلة من اجل بناء الوطن والحفاظ على مكتسبات الشعب والدفاع عن المبادئ الإسلامية ولكن لم يغفل عن ذكر المواقف التي سوف تستهجنها الأجيال كما فعلت مع أمثالهم.
أن التصريحات التي يحاول البعض من خلالها التقليل من أهمية ومحورية المجلس الأعلى الإسلامي أو الاستهانة ببعض المواقف والأدوار السياسية له والتهجم على قيادته رغم المحاولات البائسة التي نفذوها ضدهم مثل (حادثة الزوية) لم تكن حجر عثرة أمام استكمال الحالة السياسية الحديثة في العراق بينما أتضح للعراقيين وأصدقائهم أن التصلب في المواقف والتشبث بالمطالب هو من اجل المصالح الفردية وقد شكلت حجر عثرة أمام منجزات الشعب وان هذه التصريحات لا تضر عندما يشارك الجميع في الحكومة الشراكة الوطنية وتتجسد على ارض الواقع مصداقية مبادرة السيد الحكيم.

التعليق