عاجل:
مقالات 2009-11-08 03:00 724 0

بين الإنتفاضة الشعبانية وإنتفاضة الحوثيين تشابه كبير

رغم تبجحه بالنصر وعلى الطريقة الصدامية يبدو أن حاكم اليمن لم يستطع حسم أمر الحوثيين رغم أموال السعودية الطائلة التي

رغم تبجحه بالنصر  وعلى الطريقة الصدامية  يبدو أن حاكم اليمن لم يستطع حسم أمر الحوثيين رغم أموال السعودية الطائلة التي تدفقت عليه , ورغم استعماله كل الاسلحة ضد شعبه , ووسط أتفاق عربي على سحق الحوثيين , ورغم تحول الخطاب العربي من الشجب والاستنكار الى التدمير والسحق والازالة , مفردات تداولها الإعلام السعودي ومن يدور في فلكه وعادت بنا الى الحقبة الصدامية   على طريقة ((ياحوم اتبع لو جرينه)), فبعد أن رأوا السعوديون  أن مالهم غير كاف  ٍ في تدمير التمرد الفارسي الصفوي الايراني ( الشيعي) قرروا أن يتدخلوا بآلتهم العسكرية  متفاخرين في سحق الحوثيين  وكأنهم يحاربون إسرائيل ,وثمة من يتسائل هل يستحق الحوثيون كل هذا السلاح وهذه الطائرات الحربية والدبابات السعودية وهل قوتهم بهذا الحجم لكي يقابلوا بجيش نظامي و أف 16 ؟؟ لكن كأن التاريخ يعيد نفسه مع السعودية , ففي الإنتفاضة الشعبانية للعراقيين عام 1991 م  وبعد سقوط أربعة عشر محافظة عراقية في أيدي الشعب العراقي  التوَّاق للتخلص من الدكتاتورية وفي غمرة ضعف الدكتاتورية والبعثيين, أوعزت السعودية بعد أن ضغطت على الولايات المتحدة للسماح  للمقبور صدام باستعمال أسلحته وطيرانه لقمع الشعب العراقي بحجة أن المنتفظين هم من الحرس الثوري الايراني والحقيقة هم من (الشيعة والأكراد), وهي الكذبة التي صدقها الاغبياء والسذج وراحوا يرددونها , والامر كان واضحا أن ما يحرك السعودية هو الحقد الطائفي المترسخ في نفوسهم. واليوم يعاودون الكرة من جديد مع الحوثيين وللاسباب ذاتها التي دفعتهم لقمع الانتفاضة الشعبانية , وبغطاء عربي وصمت عالمي راح الطيران الحربي السعودي يضرب المدنيين العزل ويلقي القبض على النساء وعلى الطريقة الدونكيشوتية يصرح السعوديون أنهم القوا القبض على 150 حوثي  ,فبين الامس واليوم أوجه كثيرة للتشابه  , السعودية هذه الدولة الجارة التي ما فتئت تصدر الارهابيين وتقطع الرؤوس وترفض استقبال المالكي بحجة أن العراق بلد محتل وكأن القواعد الامريكية في الظهران والخبر مبرات خيرية لأيتام المسلمين ,اليوم تعلنها صراحة أن الحوثويون هم خطرا ً على  أمن المنطقة وهي بذلك تبعث برسائل الى الطائفيين والتكفيريين, وكانت بالامس تقول أن النزاع الجاري في اليمن شأن داخلي  ونحن نقف مع إخوتنا في اليمن ونساعدهم , وقد نسوا هؤلاء السعوديون كيف ساعدوا اليمنيين في عام 1991 م و سفروا العمال اليمنيين من السعوديية وأخرجوهم أذلاء من أجل أن  يضغطوا على حكومة اليمن  إذبان الغزو الصدامي للكويت , فما الذي تبدل حتى دعى السعودية ان تمول الحكومة اليمنية بالمال والسلاح وتتدخل في الشأن الداخلي التي تدعي أنها تنأى بنفسها  عنه , ويا ليتها تنأى بنفسها عن التدخل في شؤون الدول المجاورة ولا تمول القتله والارهابين في العراق فهاهي تدفع الملايين من أجل تخريب العملية السياسية في العراق ومن أجل إعادة البعثين الى الحكم ,ولعل الاخبار قد نقلت أن الإئتلاف الطائفي البعثي الجديد موَّل من السعودية بـ 100 مليون دولاركما موَّل شخصيات وكتل سياسية أخرى, فمهما يكن حجم التمويل وحجم الاخبار ولكن مما لاشك فيه أن السعودية لا تريد خيرا ً للعراق ولا للمنطقة , والدافع لا يخفى على العراقيين كما لا يخفى على اليمنيين وغيرهم , ولعل الفتاوى التكفيرية والارهابية التي تحرض على القتل والكراهية والتي تصدر من علماء سعوديون لهي اكبر الادلة على ان السعودية تحركها الطائفية  , فاذا كانت السعودية صادقة في دعواها في عدم التدخل فلماذا تتدخل في لبنان وتناصرطرف على آخر ولأسباب طائفية بحته , فهاهي في الباكستان واليمن والعراق ولبنان والبحرين وفلسطين  تكشر عن أنيابها الطائفية , أنا لست طائفيا ً بل أبغض الطائفية كبغضي للظلام ولكن الحقيقة تحتم علينا ان نشعل شمعة في وسط الضلام العربي القاتم , إن ما يجري في العراق هو حلقة متصلة بما يجري في اليمن ولبنان وأفغانستان وباكستان , إنه صراع طائفي سياسي تُستعمَل به كل الاسلحة القذرة , فما يردده البعثيون في العراق هو ما يردده الطائفيون في اليمن ولبنان وغيرها, فكما كان الشيعة في العراق كلهم صفيون إيرانيون كان الحوثيون ايرانيون طائفيون لا ينتمون الى اليمن , ولربما يخرج علينا أحد المسؤولين في اليمن ويقول أن الحرس الثوري الايراني يقاتل مع الحوثيين , كما رددها الغبي محمد الدايني وبقية الطائفيين في العراق , ولعل المراقبين للوضع في المنطقة شاهدوا التقارب السعودي السوري بعد التفجيرات الاخيرة في العراق وتحول السوريون الى أشقاء للسعودية بعد أن وصفهم الاعلام السعودي بالمأتمرين بأوامر الايرانيين , وهو يلقي اللوم عليهم في تأخيرتشكيل الحكومة في لبنان, و ثمة من يقول أن الصراع الجاري في المنطقة هو صراع نفوذ سياسي مغلف بأغلفة الطائفية و التي يطبل لها أكبر ماكنة إعلامية عربية من فضائيات وصحف ومجلات ومواقع الكترونية تملكها السعودية  , ولكن الصراع كان صراعا ً غير واصح أحيانا ً ولكن اليوم أصبح حربا ً مكشوفة , تشنها السعودية عى الرافضة كما تسميهم. الرابط التالي يوضح بعض جوانب هذا الصراع.                                                                     
http://www.youtube.com/watch?v=eK26W9FJUD8&feature=related
 
علاء الخطيب- كاتب وإعلامي

التعليق