عاجل:
مقالات 2010-09-08 03:00 609 0

بيت على ظهر انبوب نفطي

الخبر المروع الذي نقله امر شرطة النفط والمتضمن فقدان ستة مليارات دولار جراء ((القرصنة)) على بحيرات النفط

الخبر المروع الذي نقله امر شرطة النفط والمتضمن فقدان ستة مليارات دولار جراء ((القرصنة)) على بحيرات النفط العراقي ما عدى رواتب شرطتة وميزانية وحدته التي ذهبت هباء منثورا ، وكان بأمكاننا ان نتضامن مع الشرطة النفطيين لولا ما جاء في الخبر الذي تناقلته وكالات الانباء ، ولكن ما يروعنا اكثر من الخبرنفسه هو ان النفط في بلادنا عاد علينا بالنقم بما يفوق مستوى النعم ، واذا كان صحيحا ان النفط لعب دورا مصيريا في عملية تعافي لم تكتمل بعد لعراق ما بعد التغيير عام 2003 فأنه ايضا وضعنا في بؤرة الهدف لانماط واشكال مختلفة من المؤامرات والحقد والحسد والملامة من الاشقاء والاصدقاء والاعداء ، واذكر مرة اني مع اصدقاء عراقيين نتناول العشاء في مطعم عائم في بحر مرمرة اجبرنا على ترك المطعم جراء السخرية بوصفنا حسب رأي بعص رواد المطعم بأننا ملأنا المطعم برائحة النقط النتنة والذي لا نستحقه في رأيهم ، ومن المؤكد ان العالم حين يقرأ الخبر المنشور في كل اصناف الاعلام حول بيت انشأ على ظهر انبوب نفطي عراقي وتقف عند سياجه عدد من الصهاريج وتتردد على البيت بشكل مكوكي حسب اعتراف شرطة النفط - اقول من المؤكد ان خبرا مثل هذا قد اثار سخرية القراء الذين قد يتمثل لهم المشهد في العراق متخم بالغرائب والعجائب ، وان الناس في العراق هم ((قطعان)) من السراق وقطاع الطرق والخارجين على المنطق والقانون ان وجد ، فالمعروف ان غالبية الارض العراقية سهلة ومنبسطة وان انشاء بيت على الخط الناقل للنفط واضح وغير محجوب بالتلال والجبال ولا بد ان البناء واجراء تحويرات على الانبوب لغرض سرقة النفط قد استغرق زمنا يكفي للفت انتباه منتسبي المديرية العامة لشرطة النفط ، واذا كانت المديرية لا تعلم انشاء ذلك البيت من اصله وكل ذلك الوقت فأن ذلك يعني ان شرطة النفط في قيلولة طويلة ، وقول المديرية بأنها قد استعلمت من ((مصادرها الخاصة)) فأننا نفترض ان تلك المصادر استخبارية ( مع ان مصدر المديرية حتما هو المواطن دون غيره) والمعروف ان الاستخبارات معنية بالتحركات السرية التي تحتاج الى جمع وتحليل المعلومات وهذا لا ينطبق على هدف واضح ومكشوف وعلى ارض منبسطة ( مثل منطقة الشاعورة التي اكتشف فيها البيت ) وحركة الصهاريج وضجيجها ، ويفترض بالمديرية ان تمنع اتشاءه ذلك البيت منذ اللحظة التي بدء بها البناء ، لكن الاهم من ذلك كله هو ان العملية مكررة حسب علمنا حيث حدث مثل هذا الامر في مناطق اخرى من العراق وكان يفترض بالقوة الامنية المختصة ان تكون انشطتها استباقية والسؤال الآن مالجدوى من مديرية كبيرة تثقل الميزانية بالاموال الباهضة اذا كانت عاجزة عن كشف بيت وصهاريج تعمل على ظهر الانبوب وفي وضح النهار .

التعليق