عاجل:
مقالات 2009-08-29 03:00 950 0

بمزيد من الأسى والحزن تلقى العراقيون جميعا نبأ رحيل رجل الدين السياسي الوطني سماحة السيد ( عبد العزيز الحكيم ) إلى ذمة الخلود.

يعز علينا أن نؤبنك بابن البني المصطفى في وقت كان الكل فيه لوجودك أحوج وكأنما الله أراد أن يكون في فراقك امتحاننا ، لم أنسى

يعز علينا أن نؤبنك بابن البني المصطفى في وقت كان الكل فيه لوجودك أحوج وكأنما الله أراد أن يكون في فراقك امتحاننا ، لم أنسى أن أباك الإمام المفدى الذي اسكت كل الأصوات وهوت أمام مرجعيته كل العروش وأناخت لرحله كل الأفكار قد غادر الأهل في حين غرة من سيطرة البعث الأليم على مقاليد الحكم" حيث توفي الإمام محسن الحكيم في عام 1970 بعد أشهر من سيطرة حزب البعث على الحكم في العراق عام 1968" وكان الوقت كأنما هو البدر أمام أنظار المحبين والمؤمنين لينظرون له نظرة رحيمة رءوفة للتخلص من شراذم الدهر الذين ولجوا إلى الشعب بسلاسل من حديد ونار سبحان ربك حينما رحل الإمام محسن الحكيم قالها العراقيون بقلوب يعتصرها الألم في الأهزوجة الشعبية (( ادخيلك بابن الزهرة ادخيلك هذه القاصة البيه أكنوز الدين)) كأنهم يدعون الله أن يحفظ لهم المرجع الأعلى من كل شي متناسين أن الأقدار هي الحاكمة ولا شي يأتي بالتمني.

كما لم ينسى العراقيون فراقهم لأخيك أبا صادق وسيدهم والرجل الذي كانوا ينظرون له كأنما هو المخلص والقائد في سنوات المحن حينما اشتد غضب البعث على العراق وشعبه ولم يسلم من عذابه حتى الطفل الرضيع يا لها من أوقات يكون فيها الفراق مستعجل كان العراق بأكمله قد جعل أماله على أصبوحة وجه شهيد المحراب حينما طل منفتحا تعلوا وجهه الابتسامة ساعيا لرسمها على وجوه كل العراقيين بعد أن خلصهم الله من اكبر جبروت عرفته الإنسانية فقد وضع مستقبل العراق بين أيديهم وخط معالمه لهم وبصر لهم الطريق ورسم لهم كيف يكون الغد المشرق ولكن المنية عاجلته بالشهادة التي كان دائما ما يتمناها فقد رحل أبا صادق عنا إلى فسيح جنات الخلد بعد أربعة أشهر من سقوط أعتا نظام حكم العراق وكان كل الشعب والأحزاب السياسية والقوى الخيرة التي تريد المساهمة في بناء العراق مشتاقة إلى أن يكون السيد الحكيم بينهم ولكن هم أرادوا والله أراد فكانت هي المشيئة.

أما اليوم والعراق يتخطى مراحل بناءه الجديد والتي كان فيها فقيد العراق الكبير أبا عمار "ويعز عليه أن اذكر الفراق"المساهم الأول في وضع لبناتها الحقيقية القوية منذ مشاركته في تأسيس الحركة الإسلامية الأولى حيث كان (هارون من موسى) للسيد محمد باقر الصدر والذراع الأيمن لأخيه للسيد محمد باقر الحكيم في ساحات الجهاد والتضحية وبعدها شارك في تأسيس حركة جماعة العلماء المجاهدين في العراق والتي دكت عروش النظام وكانت عملية ( أبو بلال) ابرز مآثر هذه الحركة الجهادية ثم جاء دوره الفاعل في تشكيل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي فكان أبو عمار محور مهم في تأسيس المجلس وتوسيعه حتى باتت أيام الطغاة تعد ، إذ راح فقيد العراق حامل رسالة رسم فيها معالم النظام العراقي الجديد فقد مثل المجلس الأعلى في اجتماعات واشنطن الممهدة لما بعد إزالة نظام البعث وحضوره في مؤتمر لندن للتنسيق بين قوى المعارضة العراقية حتى جاء اليوم الذي سقط فيه عرش الطغاة ليكون السيد الحكيم احد أقطاب العملية السياسية بل قطب الرحى لاسيما بعد استشهاد شهيد المحراب فساهم في تشكيل مجلس الحكم وصار احد رئاساته ولعب دور في بناء العلاقات القوية بين المرجعية الدينية لاسيما الإمام السيستاني والقيادات السياسية في توضيح البناء الحقيقي للعراق فشارك في تشكيل الائتلاف العراقي الموحد والذي أدى الدور البارز في كل المراحل ولكن الطريق كان طويل أمام استكمال هذه المسيرة والوصول للمراحل النهائية وكان كل الشعب يرتقب فيه الأمل لانجاز ما سعى لانجازه ولكنها المنية التي سبقت الطموح ليغادر فقيد الأمة أبناءه وأهله ومحبيه وهم في أصعب الظروف التي يتمنون أن يكون بينهم حاملة للراية رغم صعوبة الفراق ألا أن الإيمان بقضاء الله وقدره صبرهم على تحمل الرزية وأعينهم في عين الله أن يحفظ بقية هذه العائلة المجاهدة السيد عمار الحكيم.

التعليق