عاجل:
مقالات 2014-06-04 03:00 809 0

بصراحة: لماذا تتعارك مصارين البطن؟!

لاشك أننا اليوم نقف على عتبة منعطف خطير لمستقبلنا، ولا شك أن لهذه الإنعطافة مقدمات وجذور، ولذلك يبدو استحضار الماضي ضروريا، لفهم ما حدث وما سيحدث!

لاشك أننا اليوم نقف على عتبة منعطف خطير لمستقبلنا، ولا شك أن لهذه الإنعطافة مقدمات وجذور، ولذلك يبدو استحضار الماضي ضروريا، لفهم ما حدث وما سيحدث! أخذ الدرس ليس عبرة فقط، بل هو عملية تحدث في اطار تشابه بين مرحلتين، في كلتيهما انفتح الفضاء فجأة، على جميع تيارات الهواء السياسية..ولذلك فإن قراءة جدية للماضي، ستكون مضادا حيويا ضد البلاهة، التي يحاول الساسة وضعنا في إطارها، تحت شعار (بوس عمك بوس أخوك)! معتقدين غياب الذاكرة التاريخية. العودة الى التاريخ ضرورية جدا، ولها ما يبررها في هذه المرحلة بالذات، حتى لا يمررون علينا ما يريدون، متصورين أننا مثلهم فعلا بلهاء، وضرورية أيضا لأنها ستفسر بشكل ما، جزءا من واقعنا الحالي، الذي مازال أسير منطق سنوات الثمانينات وما تلاها من سنين.. لكي نرى كم قطعنا من المسافة، وبشيء من الصراحة أتسائل: أليس ضروري وبديهي، ونحن نقرع أبواب مستقبلنا السياسي، أن نهضم بكثير من النقد؛ تاريخ العلاقة بين القوى السياسية المتصدرة للمشهد السياسي الراهن، قبل التغيير النيساني الكبير عام 2003؟! كانت بداية الثمانينات؛ هي السنوات الأولى التي تضع فيها الحركات الإسلامية، قدمها في داخل الحراك السياسي، وكانت نتاج قمع سلطوي خانق، وتعبيرا عن الرفض لحالة انغلاق سياسي مطبق، حكم على فضاءات التعبير، بالإنزواء في أقبية التنظيمات السرية.. لكنها بداية حملت أمراضها معها، لتصنع شبكة غير مرئية، من الحروب الصغيرة والشخصية، بين هؤلاء الذين يصولون ويجولون، في ساحتنا السياسية اليوم. تلك البداية؛ كانت هي أيضا ذلك الرحم الذي طرح لنا نخبة اليوم، والتي تربطها ببعضها بعض،علاقات سلبية متجذرة في الماضي، ما أستطاعت أن تتخلص من آثارها، وكانت تعبيرات تلك العلاقات السلبية متنوعة، بين خلافات أيديولوجية وعقيدية عميقة، الى مشادات ومعارك شخصية.. جيل الحاضر لا يستطيع إيجاد تفسير، لكثير من المشاحنات الدائرة الآن بين القادة السياسيين، سيما الإسلاميين منهم، والذين يفترض أنهم خرجوا اليه من خندق واحد، وتدور اليوم أمام أعين أبناء هذا الجيل، معارك كلامية وكيد سياسي علني على شاشات الفضائيات، مما يؤكد أن الخلافات السياسية الراهنة، هي بنت تلك التي يفصلنا عنها فارق زمني من ثلاثين عاما! كلام قبل السلام: لولا قواعد اللعبة السياسية الجديدة، وقشرة الوسائل الاتصال الحديثة، يمكن القول أننا مازلنا في بداية الثمانينات! سلام..

التعليق