عاجل:
مقالات 2010-01-20 03:00 628 0

ايام العراق

من شرائط النبوغ والرفعة في الادب والدين عند العرب المعرفة بما كانوا يسمونه (ايام العرب) ومايتصل بهذا الوصف من ملاحقة

من شرائط النبوغ والرفعة في الادب والدين عند العرب المعرفة بما كانوا يسمونه (ايام العرب) ومايتصل بهذا الوصف من ملاحقة  الذاكرة لحوادث جسام وحروب قهرت قبائل وسحقت اخرى واخذت بالقاهرين الى ذرى المجد والعلو،ليكونوا في القمة (شعرا ونثرا، وحكايات) .

وفي العراق ، ليست الامور بمختلفة عن ايام العرب في الجاهلية ، بل زاد في المشهد العراقي التعقيد اكثر مما كان في تلك الايام السالفة وصار الناس يتداولون من الحوادث مايشغل البال ويؤرق ويثير الحواس والهواجس ،وبدلا عن الفرس الاصيلة ،والفارس الشجاع ،والشاعر النابغ والخطيب المفوه ،والراوي الموثوق ،وهم ادوات الاعلام عند العرب في الجزيرة وما حواليها ، وكانوا يستغرقون من الوقت الكثير لينقلوا الاخبار من قبيلة الى اخرى متباعدة تفصلها عن بعض قفار ووديان وصحارى وجبال... صار التلفاز المتصل بجهاز الستلايت ، بديلا عن الفرس الاصيلة ،والمذياع الخارق بديلا عن الشاعر والخطيب المفوه وصرنا نجد اصنافا من وسائل الاعلام تجعلك في بلاد وانت مقيم في بلاد بعيدة عن الاولى بمسافات متطاولة.

ومن يجهل (ايام العرب) الحبلى بالحوادث والعبر والصراعات والطغاة ، فليس من زمان ولا مكان الا احتوى اثرا من هذه البلاد الاعجوبة؟ العراق بلد الحضارات الغابرة..

افلا يثير الناقل مايعترضه من حوادث وحكايات دارت خلال العقود الثلاث الماضية وعلى الاقل مذ فتحت عيني بقوة الادراك والفهم لما يجري من حولي حيث الصراعات السياسية والانقلابات والطغيان المريع والسجون الممتلئة وعلى الاخر ، بالابرياء والمجرمين ن وبالمعارضين السياسيين والدينيين ،وحفظت الذاكرة اسماء شهيرة لسجون ومعتقلات لعل منها (سجن ابو غريب) ومديرية الامن العامة في السعدون ومن ثم في البلديات،وقصر النهاية والاشهر (نقرة السلمان) في بادية السماوة.

ايام العراق حروب ليست كالبسوس ، ولاتشبه داحس والغبراء ولا صراعات العصور الوسطى في اوربا، ولا غزوات التتر والروم والفرس والامبراطوريات القديمة.

وميزتها انها متصلة غير منقطعة ، فثمان سنين حرب شعواء ، تلاها غزو لدولة مجاورة ،ثم حرب اكثر شراسة مع تحالف من ثلاثين دولة فيها العظمى ، ومنها غير ذي ذكر من بلدان العالم ، ثم حصار احرق الاخضر واليابس ودفعنا لنتحسر على رغيف الخبز ولأحدى عشر ة سنة مع ما تخللها من موت ونزوح للكفاءات والمثقفين ومن ذوي (الارواح العزيزة) . ثم حرب 2003 وتغيير نظام الحكم ودخول جيوش الاحتلال المتحالفة ، ثم ايام القتل على الهوية والتهجير وحرق البيوت والبساتين وقطع المياه ،وذبح المواش وعزل المدن والقرى والاحياء ،ونزوح الالاف في الداخل والخارج والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة ، وحرب المدن والشوارع والجهاد والمقاومة والارهاب والارتزاق والصراع السياسي والتنافس والفساد والتجاوز على الصلاحيات ..وكان اخطرها القيادة على عكس اتجاه السير..انها ايام العراق ويالكثرة ما نسينا من حوادثها...

التعليق

آخر الاخبار