عاجل:
مقالات 2009-05-31 03:00 764 0

انها كوثر الدين

القران الكريم يريد ان يرتقى بالمجتمع الانساني الى علياء الحضارة التي من خلالها ينطلق الانسان باتجاه معرفة الحق حتى يكون

القران الكريم يريد ان يرتقى بالمجتمع الانساني الى علياء الحضارة التي من خلالها ينطلق الانسان باتجاه معرفة الحق حتى يكون مع الحق لانه الطريق الوحيد المؤدي الى النجاة يوم لاينفع مال ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم.. والقلب السليم هو الذي يفقه الامور وينظر الى الواقع والى التاريخ والى الحقائق من عينها ومن بابها الواسع.. سورة الكوثر المباركة مع صغر كلماتها الا انها كبيرة في معانيها ومضامنيها وهناك تغير تام لواقع كان ينظر اليه المشركون الى رسول الله انه ابتر اي مقطوع من الذرية ليس له اولاد وليس له ذكور.. وكانوا في الجاهلية يعيبون على الرجل الذي ليس له ذرية من الذكور وهذا طبعا من غوغاء الجاهلية وبعد التعقل... واذا رسول الله يعلم العالم باسره انه كيف يمكن ان تاتي الذرية الصالحة من الفتاة او البنت.. ورسول الله هو اول من دعا الى رفعة الفتاة ورفعة المراة والا انها كانت تؤود في الجاهلية واذا رزق احدهم بانثى يسود وجهه وهو كظيم.. فرسول الله هنا يعلن انه من كان له بنت واحسن تربيتها وصحبتها كان معي في الجنة .. وهناك من ياتي ليفسر القران الكريم وهو غير مرتبط بمدرسة اهل البيت لذا يقع في الهفوات ويفسر سورة الكوثر حسب رايه.. والا القران واضح بطرحه.. ياتي المفسر ليقول يامحمد انا اعطيناك الكوثر.. فمامعنى الكوثر؟؟؟ يقول انه نهر في الجنة .. صحيح ان هناك نهرا في الجنة اسمه الكوثر.. ولكن هل القران بحاجة ليتنزل على صدر الحبيب المصطفى ليخبره ان لك نهرا بالجنة والاخبار المستفيضة تفيد بان الجنة باسرها وبما فيها هو للرسول ودخولها يقتضي الايمان برسول الله ...فهل يحتاج للقران ليخبر النبي ان له نهرا في الجنة.. ثم دائما عندما نريد ان نفسر القران يجب ان نعيش المناسبة ولكل سورة في القران لها مناسبة.. فمثلا ياتي شخصا ليفسر ((ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد)) ياتي يفسرها وينسى علي ابن ابي طالب .. فلا يقبلها العقل لان المناسبة لنزول هذه الاية هي مبيت علي ابن ابي طالب في فراش الرسول في ليلة الهجرة.. فلايمكن ان تفسر الاية وتغفل المناسبة ونحن معك ان القران ينسجم مع كل العصور والازمنة والاية تتفاعل مع اي قضية تتناسب معها .. لذا راجع كل التفاسير قاطبة تجد ان المفسر دائما يبدا بمناسبة نزول الاية.. يعني انت لايجوز ان تقرا الاية ((ومامحمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افائن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم )) وماتذكر معركة احد وان كانت الاية تنطبق على اشياء كثيرة وخصوصا بعد وفاة النبي وماجرى بعدها.. فتعال ندرس سبب نزول سورة الكوثر على رسول الله.. العاص بن وائل السهمي جاء للنبي حسب ماذكره ابن عباس وصار يخاطب النبي بطريقة غير ادبية وغير لائقة ويخاطبه بالابتر .. فغضب رسول الله فاخذته اغفاءة استقيظ بعدها وهو متبسم وهو يقول الان كان عندي جبرائيل ويقول السلام يقرئك السلام ويخصك بالتحية والاكرام ويقول لاتحزن انا اعطيناك الكوثر.. ماذا يعني؟؟؟ فاذا كانت المناسبة مناسبة ماء والعاص بن وائل السهمي يعيب على رسول الله قلة الماء وان الله اعطاءه وفرة الماء وعوضه بدل الماء بالدنيا بنهر بالجنة ؟؟؟؟!!!!!! .. ولكن المناسبة هنا هي مناسبة ذرية.. فعلى المسلمين ان يستيقظوا لهذا المعنى لذا الفخر الرازي يقول ((اذا فسرت كلمة الكوثر بغير الذرية والاولاد فالبحث يكون ابتر)).. والكوثر على وزن فوعل والفوعل في اللغة العربية وزن الكثرة التي لانهاية لها.. فالله يامحمد بدل ان يعطيك ذرية من الصبية فالله اعطاك فاطمة الزهراء سلام الله عليها وسيجعل نسلك وذريتك من هذه البنت فاطمة.. وستكون اكثر ذرية هي ذريتك يارسول الله وسنجعل عدوك وشانئك هو الابتر.. وفعلا الاحصاءات تشير وجود 50 مليون سيد في العالم من اقصاه الى اقصاه من ذرية فاطمة وعلي بينما اعداء رسول الله هل لهم ذرية؟؟؟؟!!!! طبعا لا... وفعلا الزهراء هي هدية السماء للنبي.. لانها لم تكن شي طبيعي او اعتيادي.. فهي ابدعت في كل مجالات حياتها فعلى مستوى الثقافة فهي اثقف امراة بالمدينة وان كان على مستوى تحمل اعباء الدعوة والرسالة فهي كانت المجاهدة الاولى مع ابيها حيث كانت تشارك مع رسول الله في كثير من الغزوات والمعارك التي يخرج لها المسلمون وكانت تضمد بيدها الشريفة جراح علي ابن ابي طالب حيث قالت له كلما ضمدنا له جرحا انفتح جرحا اخر حتى جاء النبي ومسح بيده على جروحه فبرءت جميعها.. اما في ميادين العطاء والتدريس فقد كانت مدرسة الزهراء مدرسة عظيمة ومعطاءة في مدينة رسول الله وكانت هي مفسرة للقران وللاحكام الشرعية وخصوصا ان تلك المرحلة لم يكن هناك امراة تتحمل هذه المسؤوليات الا هي.. اما في المحور الاجتماعي والسياسي ماكانت تتوانى الزهراء لتنبه الناس عن الامور المحيطة بهم.. وخطبتها حاضرة وشاهدة ايضا وتدل على معاني عظيمة كثيرة.. ولقد جاء ذكرها في القران الكريم مرات عدة ونحن نشير إلى ثلاث آيات تحدثت عنهم فشملت فيما شملت سيدتنا الزهراء سلام الله عليها ومنها الآيةالأولى (ويطعمون الطعام...) و الآية الثانية آية المباهلة وهي قوله تعالى: {فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} وكذلك قوله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}.... وكذلك لاحاديث النبي كان لها نصيبا فيها ونذكر من الاحاديث ما جاء في الحديث المشهور عن النبي الكريم(ص) بشأنها أنها: 'سيدة نساء أهل الجنة' وفي حديث آخر روي عن رسول الله(ص) قال: ' إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها' و ومن كلماته الخالدة والقيّمة في حق فاطمة(ع) قوله الشهير: 'فاطمة أمّ أبيها'... لذا كانت الزهراء هي ام لرسول الله حيث كانت تعوضه عما فقده من حنان الام وتقدم له الدعم المعنوي والانساني لكي تعطيه الزخم الكافي كي يتحمل النبي ماكلف به .. ولم تكن الزهراء امراة عادية ولم تكن تقصر في واجبها البيتي والاسري تجاه زوجها واولادها ولم يكن دورها في تادية الرسالة وارساء معالم الدين له تاثير في حياتها الاجتماعية.. فقد كانت توفق بين واجباتها الاسرية وواجبها الديني والشرعي وكذلك السياسي.. وكان لها ايضا دور في تقوية اواصر المجتمع الاسلامي الذي كان بحاجة لرجل يقود وامراة تساعد ايضا في تقوية روابط هذا المجتمع.. لذا من هذا القليل جدا تتبين منزلة الزهراء في الدين وفي حياة الاسلام ودورها المؤثر.. لذا هذا تاوييل الكوثر.. واي كوثر.. انها كوثر الاسلام.. انها كوثر الدين..

التعليق