عاجل:
مقالات 2016-02-27 03:00 509 0

الهدنة مفتاح الامل للشعب السوري وخذلان لأعدائه

مواقف واشنطن السلبية خلال خمس سنوات من الصراع السوري، والمعطيات الجديدة في الساحة توحي بان إدارة أوباما والقوى الغربية الأخرى تخشى من أن التدخل

مواقف واشنطن السلبية خلال خمس سنوات من الصراع السوري، والمعطيات الجديدة في الساحة توحي بان إدارة أوباما والقوى الغربية الأخرى تخشى من أن التدخل العسكري المباشر الذي قد يؤدي إلى تصعيد للصراع وإلى صدام مع روسيا. ومن المؤكد ان الولايات المتحدة تسعى إلى لجم محاولة حليفتيها ،بعد التغييرات على الارض، من الدخول في الحرب ، تركيا والمملكة العربية السعودية، ((السعودية هددت بالدخول بريا وارسلت طائراتها إلى تركيا بكامل طواقمها واستعرضت في مناروة باتحاد خليجي عربي اسلامي في حفر الباطن تحت مسمى رعد الشمال للقيام بعمل عسكري في سوريا )) عازية السبب الى أن التدخل العسكري المباشر قد يؤدي إلى صدام "خطر" كما لابد ان نشير الى ان أنقرة والرياض تخشيان بشدة من العمل دون موافقة أمريكية، لكنهما غاضبتان مما تريانه فشلا لسياسة واشنطن فيما يجري في المنطقة . اما بالنسبة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) فقد رفض القيام بدعم انقرة في الوقت الحالي ، تركيا تريد خلق منطقة محايدة على امتداد حدودها مع سوريا تمتد الى عدة كيلومترات في العمق السوري، بما يسمح لأنقرة بمراقبة توسع الحركات المسلحة الكردية، التي تشكل همها الأساسي في الوقت الحالي كما تدعي . في حين ان الناتو لايؤيد قيام أحد الدول الأعضاء فيه بنشر قوات في منطقة محتقنة تنتشر فيها قوات روسية وتثير القلق وتعتبر القيام بأي عمل ضد سورية امراً غير مقبول ولايمكن الدفاع عنه. ولاشك ان التدخل الروسي قد غير الكثير من الحسابات لدى الاطراف المعنية وبعد الانتصارات الاخيرة المتلاحقة التي حققتها القوات العسكرية السورية والمشاركين معها من الحلفاء دفع الجانب الاخر الى المطالبة بوقف اطلاق النار والذهاب لتشكيل مجموعة عمل دولية بقيادة الولايات المتحدة وروسيا بغرض تنفيذ المهمة والاشراف على العملية . وتم تحديد العمل بالهدنة في يوم 27 الجمعة /2/2016 على ان تلتزم بها الاطراف المقاتلة وخاصة التي تسمى بالمعارضة المعتدلة كما ان الدولة السورية من جانبها رحبت بالخطوة لبيان حسن نوياها ولهدف التقليل من الخسائر المادية والمحافظة على البنية التحتية وبشرط وقف التدخل التركي في الشؤون الداخلية لبلدها .

وكان من المتوقع للمعارضة القبول بالهدنة بعد الخسائر التي لحقت بها في جبهات قتال حلب ودرعا المهمتين واللتان تعتبران الشريان والمتنفس لهم ومن الاهمية الاستراتيجية بمكان لموقعها القريب من الحدود التركية وفعلاً اعلنت الانصياع للهدنة دون شروط مرغمة بعد ان اصابها اليأس وبعد ما لحق بها من وجع. المهم ان يتم تنفيذ هذه الوقفة بصورة صحيحة وعدم استغلالها في تقوية مواقعها ومراقبة التحركات التركية في ايصال المساعدات العسكرية واعادة هيكلتها ودعم هذه القوى الارهابية بارسال المسلحين عبر حدودها الى الداخل السوري . من الجانب المقابل هناك دول اخرى تبذل الجهود من اجل تسوية سلمية للازمة وايجاد الظروف والمناخات الملائمة لانتقال سياسي ناجح للعملية بقيادة سورية داخلية وبدعم دولي وبمساعدة المنظمات الدولية مثل الامم المتحدة، وتقف روسيا وايران في مقدمة من يسعى لحل الازمة وكذلك مجموعة العمل الخاصة بحل الازمة .

ان مضمون الهدنة يشترط التزام الاطراف المتنازعة التي اعلنت عن موافقتها على تطبيق القرار مع العلم ان القرار حدد الجهات التي لايشملها الامر مثل داعش والنصرة وغيرها من المجموعات الارهابية . كما ان جميع الاعمال العسكرية سوف لن تتوقف بما فيها الضربات الجوية ضد الجهات الارهابية التي اقرها مجلس الامن والامم المتحدة العازمة تماماً على تقديم أقوى دعم لديها لإنهاء النزاع السوري وتهيئة الظروف لعملية انتقال سياسي ناجحة يقودها السوريون، و لأجل التنفيذ الكامل لبيان ميونيخ الصادر عن المجموعة الدولية لدعم سوريا في الـ11 من فبراير 2016، وقرار مجلس الأمن الدولي ذي الرقم 2254، وتصريحات فيينا لعام 2015 وبيان جنيف لعام 2012. ومن جانب اخر فقد رحب الامين العام للامم المتحدة بالخطوة ووصفها انها ستساهم في خلق بيئة مناسبة وبارقة امل طال انتظارها ويعني ان هناك حل في الافق بعد هذه المعاناة الطويلة خلال السنوات الخمسة الماضية ويجب ان يكون هناك ثبات في المواقف والاستمرار بالعمل وبذل الجهود لانهاء الازمة . الهدنة مفتاح الامل للشعب السوري وخذلان لأعدائه

التعليق