عاجل:
مقالات 2015-09-18 03:00 467 0

الهجرة إلى أحضان الغانيات

ربما تأخرت وطراً على أن أكتب عن هجرة الشباب؛ إلى أوربا من المنطقة العربية لا سيما من العراق وسوريا، وهذه الهجرة بهذه الطريقة المخيفة التي وفرت لهم كافة التسهيلات،

ربما تأخرت وطراً على أن أكتب عن هجرة الشباب؛ إلى أوربا من المنطقة العربية لا سيما من العراق وسوريا، وهذه الهجرة بهذه الطريقة المخيفة التي وفرت لهم كافة التسهيلات، وفتحت لهم الحدود وتباكى عليهم رؤساء الدول؛ الضالعة بالتدخل السافر بشؤون البلدان العربية، ومتهمة بتصدير الإرهاب للمنطقة وجعلها ساحة للصراعات الدولية والإقليمية، وتصفيت الحسابات مع بعض الدول في المنطقة. 

العراق يعد في مقدمة دول العالم بأن شعبه شعباً شبابياً، نتيجة الحروب التي مر بها والمشاكل السياسية والإقتصادية، ومشاكل عشائرية وقبلية؛ ولا شك تقع كل هذه الأمور على الفئة العمرية الأولى، وهي بدورها تكون المتصدية للأحداث التي يتعرض لها البلد من الخارج، وتتحمل المشاكل الداخلية والأخطاء السياسية؛ وجور الحكام الدكتاتورية التي صب جام غضبها على هؤلاء. 

البلد الذي يكون شعبة أغلبية شبابية يعد من الدول المتقدمة والمتجددة؛ وفي مقدمة البلدان التي تمتاز بالعلوم الحديثة والتكنولوجيا، وعولمة الشبكات العنكبوتية كونها ترتكز على طاقات شابة، وعقول قد ترتقي بالعلم والمعرفة وتنسجم مع التقدم الثقافي والسياسي والإقتصادي؛ والتطور العمراني بعقول متجدده ومنفتحة للمستقبل، لا سيما وان الشباب هم ثروة البلد بحد ذاتها. 

الدول الأوربية التي غادرها شبح الحروب منذ أمد بعيد؛ وفي مقدمتهم بريطانيا تعاني من شيخوخة شعبها وهرم عقولها، لا سيما وان هناك إستبيان للمنظمات المعنية بهذا الشأن، إن الصين وأروبا في العقود المقبلة وبعد تحديد النسل تصبح كأرض جرداء؛ لا تقوى على تسيير شؤونها الداخلية ولا تتقدم على كافة الاصعدة، فلذلك أدركوا هذه المشكلة الكبيرة التي تهدد مستقبل أوربا مستقبلاً. 

فتحت الأبواب الأوربية للشباب العربي الغاضب، وفي مقدمتهم السوريين والعراقيين الذين إشتعلت بلدانهم بالطائفية؛ والحروب العشوائية وإستقطاب العقول، التي لم تجد لها مساحة كافية لتعبر عما تريد، حيث أصبحت المساحة الأوربية محط رحالهم التي شربت ميركل" كاس النبيذ وأسكبت دموع الفرح" على نجاح مشروعها الذي أعدت له منذ عقود، لتصبح ميركل سيدة نساء العالم عند" العربان". 

إن اليد التي أدخلت" العربان" في صراع داخلي؛ وجعلت بلداننا لتصفية الحسابات الدولية والإقليمية، هي نفسها التي هجرت الشباب تحت لافتة إحترام الإنسان وإسترداد الحقوق؛ وإغرائهم بمصطلح الحرية وحقوق الإنسان، وفتح لهم أبوب الغانيات وعاهرات أوربا؛ تحت مفهوم إن هؤلاء يعانون من حالات نفسية، نتيجة الأحداث الإرهابية الجارية في بلدانهم، وبذلك أصبحت أوربا تعطي بيد وتأخذ بالأخرى.

التعليق

آخر الاخبار