السلطات المصرية تهدد السياح الاجانب والمحليين من ارتكاب مخالفات عند زيارة مجموعة الاهرام الشهيرة في منطقة الجيزة .. وابرزها ارتقاء الدرجات التي تؤدي الى قمة الهرم .

العقوبة تتفاوت بين الغرامة والسجن للاشخاص الذين يذهبون بعيدا في طموحاتهم ليرتقوا قمة واحد من الاهرامات العديدة في المنطقة ، والاسباب المعلنة .. ان هناك من يستخدم الاماكن المرتفعة لتحقيق رغبة الانتقال الى العالم الاخر عن طريق القفز من اعلى (الانتحار).. والسبب الاخر الخشية على اخر العجائب المتبقية من الاذى لكثرة المتسلقين والفضوليين .

في ا لصين عمدت السلطات الى طرق عدة لمنع الراغبين بالانتحار من تسلق حواجز احد الجسور الشهيرة هناك ثم القفز منها وسط النهر وجربت وضع حواجز ونصب نقاط مراقبة وتكليف عناصر شرطة بملاحقة هؤلاء الاشخاص لمنعهم.. وكل تلك المحاولات لم تجد نفعا وظل الناس ينتحرون ، حتى ابتكرت البلدية طريقة مثلى حين طلت الحواجز بالزبدة ، وصار الانتحاريون ينزلقون ولا يصلون الى اعلى ، والفرق بين الراغبين بالانتحار  في الصين وفي بلادنا العربية انهم هناك لا يخشون السجن او الغرامة ، في حين ان السلطات المصرية لم تفكر بالزبدة وجعلت الغرامة والسجن حاجزين عن ارتقاء الاهرام او التفكير بالانتحار خشية العقوبة .. تتحول عجائب الدنيا الى الهة ، اما كيف ؟ فعلم ذلك عند الله الواحد الاحد ، او ان الامر برمته يعود لشكل من الشذوذ او الانحراف الفكري ..

فالاهرام المصرية صار لها عباد حولوها الى الهة يجتمعون عندها في مواسم خاصة ليؤدوا طقوسهم الدينية .. والخشية ان يعمد المتطرفون الى الاعتقاد بحتمية نسفها بالدنيا ميت ، مثلما فعل رفاق لهم بتماثيل بوذا في اقليم باميان في افغانستان حين دمروا منها ما تجاوز عمره الثلاثة الاف عام كاملة .

الحضارة اذا تدفع الثمن ، لاوهام المتطرفين الحالمين منهم بمعرفة الاله ، او المدافعين عن سلطته، ومن كل ترهاتهم لا يهمنا سوى الحفاظ على حضارتنا الانسانية التي اجتهد الاسلاف في بنائها .. يرحمهم الله ، ولهم الذكر الطيب.