المهدي المنتظر هو : ابو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي نزيل سامراء ، بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين سيد شباب اهل الجنة بن علي بن ابي طالب عليهم السلام جميعا !.
ولد بسامراء النصف من شعبان  255 هجرية ، 260 هجرية توفي عنه الامام الحسن العسكري ، غاب عن انظار الناس غيبة صغرى مع اتصال بعض الخلّص من انصاره به ، وبموت رابع نوابه غاب الغيبة الكبرى ، وبالتحديد ليكون عمره بضع وسبعين سنة ، وردت الروايات المستفيضة عن الرسول واهل بيته وصحابة الرسول بحتمية وجوده وظهوره اخر الزمان اغنانا عن ذكرها ، يحتفل اليوم فقط المسلمون الشيعة بمولده وادامة ذكره ، اما غير المسلمين الشيعة فانهم في امره بخلط مريج !.
***********************
عندما ارجع الى ارشيف فكرنا الاسلامي  وأقلب في صفحاته الكثيرة يعتصرني بلا شعور مني الالم والحسرة على أمة تسمى اسلامية الا انها خواء تماما من الاسلام وفكره وتصوراته وتعاليمه !!.
أمة كاملة غُيبّت ذاكرتها الاسلامية عمدا ، وزيفت تعاليمها الرسالية قصدا ، وحرفّت احكامها الدينية من اجل مصالح سياسية ، وتلاعبت بموازينها العقلية والنقلية فئات وفئات ولمختلف الاغراض ولشتى المبررات والدوافع !.
نعم فكرة المهدي المنتظر والمنقذ والمخلص مثالا لعدة امثلة من تعاليم وافكار واحكام الاسلام  التي القيّت في غيابت جبّ اسود
من قبل اعداء هذا الاسلام للتخلص منها ومن غيرها من تعاليم اسلامية واحكام دينية وتصورات الاهية ، ومع ان هذه الفكرة المهدوية من الوضوح والرسوخ في الاسلام نقلا وتواترا وحديثا وتفسيرا وفقها ... وغير ذالك في جميع مصادر الحديث النقلية مثل البخاري والترمذي ومسلم .... الخ ، وجميع منقولات الشيعة المسلمين الحديثية في الكافي وغيره ، مع ذالك ان سألت اي مسلم غير شيعي بالتحديد فانك ستكتشف ان هذا المسلم لايدرك ولايعلم اي شيئ عن فكرة المهدي المنتظر الاسلامية والذي ثبتت عند جميع المسلمين وبشرّ بها قرآن المسلمين الكريم وهذا طبعا بالتاكيد اذا لم تصادف استهزاء وسخرية من هؤلاء المسلمين بالفكرة المهدوية كلها ،بل ورمي المتحدث فيها بالبدع والكفر والشرك كما يحصل بالفعل اليوم عندما تحدث وهابيا بهذه الفكرة وغير ذالك ما يشيب منه الولدان ويترك صاحب العقل والفطنة حيران !!.
ان مشكلة امثال المسلمين هؤلاء الذين لايدركون من الاسلام وتعاليمه وافكاره وتصوراته الا اسمه انهم هم انفسهم من يناهض الاسلام باسم الاسلام ولاحول ولاقوّة الا بالله العلي العظيم ، فهم هم من يساند الظلم والجبروت والطاغوت والتفرعن باسم الاسلام وطاعة اولي الامر فيه ، وهم هم من يعبد الله سبحانه الذي ليس كمثله شيئ على اساس انه الاه صاعد نازل في سماء وجالس قائم على عرش ، ومجازي على عمل صالح ، ومثيب على عمل طالح ، وهم هم انفسهم من ادخل الاساطير اليهودية لتحل محل الاحكام الاسلامية المحمدية ، وهم هم مَن سوف يناهضون المهدي المنتظر غدا مخلص الاسلام والمسلمين وهادي اهل الارض وناشر العدل ومبير الجور والظالمين من على الارض باسم الاسلام ايضا نفسه ليصبح المهدي في عقل ووجدان وفكر هؤلاء المسلمين على اساس انه مدعي وساحر وكذّاب ودجّال وغير ذالك والعياذ بالله رب العالمين بدلا من كونه منقذ امة الرسول محمد ص والهادي لها الى سواء السبيل والمنتصر لظلامتهم في كل السنين  !!!.
وهذا طبعا كله راجع الى جهل المسلمين بفكرة المهدي وافتقارهم الى التصور نحوها وفقدان شخصيته داخل عقولهم الاسلامية الفارغة والخاوية ، ورفضهم الغير مبرر لهذه الفكرة التي يخضعون لأسلاميتها ولكن لايؤمنون بمضمونها وماتعنيه وكيفية دراستها والايقان بحلولها في زمن من الازمان الاتية وعليه فليس من المستحيل تصور ان يقود الجهل المسلمين اليوم وغدا لمناهضة المهدي المنتظر ع وان كان منقذ الاسلام والمسلمين ومن ذرية رسولهم الكريم ومؤيد من قبل الله سبحانه الرحمن الرحيم عند خروجه في اي وقت وزمان ومكان من منطلقات كثيرة اولها جهل المسلمين بفكرة الاسلام العظيمة حول المنقذ المهدي المنتظر عليه السلام !.
وعلى هذا نقول لكل مسلم لايدرك من فكرة المهدي المنتظر منقذ هذه الامة الاسلامية العظيم ع في قابل ايامها الجديدة ، لتستعد فانك اول من سوف يسلّ سيف البغي على منقذ الاسلام والمسلمين ، وانك اول من سوف تحز بشرفتك رقاب انصاره باسم الشرك والبدع واتباع من يدعي المهدي بسبب عدم معرفتك لاباصول واسلامية هذه الفكرة ولابفروعها وكيف تكون وماهي علاماتها الاسلامية الكثيرة ، فكيف سيكون لك ايمان بالاسلام وافكاره وانت لاتدرك من احكامه وتعاليمه اي شيئ يذكر ؟.
كيف لمسلم لايعرف من هو المهدي المنتظر ان يستعد لنصرته ؟.
وكيف به اذا لم يكن يملك اي عنوان عنه لايكون اعدى اعدائه في قابل الايام ؟.
وكيف لمسلم تحمله تعصباته واهوائه ان لاينكر الفكرة المهدوية مع انها دينية اسلامية ؟.
وكيف به اذا ناصر العتاة والظلمة والطغاة والفراعنة ضد مهدي هذه الامة تحت مسميات ما انزل الله بها من سلطان ؟.
وكيف بمسلم اذا لم يدرك في قابل الايام من هو الدجّال ومن هو المهدي ؟.
ومن هو عيسى صاحب المهدي ع ومن هو الشيطان الرجيم ؟.
كل هذا حتما سيقع فيه المسلمون الذين ايضا لايدركون من المهدي المنتظر الا اسمه !.
أما من يدرك المهدي عجل الله تعالى فرجه باسمه ورسمه وصفاته واخلاقه ونسبه وكراماته وافكاره وعلائم ثورته ..... فانه المسلم الذي استعدّ وادرك وتزوّد بالتقوى والايمان ليكون من حزب الله الغالبين ، لامن حزب الشيطان المنخذلين !!.
إن فكرة المهدي والايمان بها والاهتمام بكل حيثياتها في الاسلام العظيم يجب ان تؤخذ على اساس انها فكرة رسالية قرءانية لاتختلف عن فكرة الاخرة وفكرة ((ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون)) وفكرة الايمان بالغيب وفكرة الصلاة وفكرة باقي الاوامر والافكار الاسلامية ، بل ان فكرة المهدي واجب على كل مسلم ادراكها بشكل تام كادراك المسلم للاخرة واليوم الاخر بنفس التمام ليكون المسلم على بصيرة من ربه عند اللقاء مواليا لاوليائه ومعاديا لاعدائه من الاولن وحتى الاخرين !!.