عاجل:
مقالات 2009-12-20 03:00 548 0

المعاني الجليلة المستوحاة من النهضة الحسينية

( وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيئ بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لايظلمون .)الآية 69-الزمر

بسم الله الرحمن الرحيم
( وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيئ بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لايظلمون .)الآية 69-الزمر
الحسين ع سبط رسول الله ص و سيدالشهداء وقد اختار له الله تلك الشهادة الخالدة العميقة الدلالات الجليلة الأهداف لتصبح مثلا يحتذى في التضحية ونكران الذات من أجل القيم العليا على مر الزمن وليتبوأ ع مقعد الصدق عند مليك مقتدر وهو أعظم درجات العلو والرفعة الألهية التي اختارها الله لخير خلقه وأولهم الأنبياء والشهداء الذين تحتفي بهم الملائكة وهم أحياء يرزقون في عالم الملكوت.
وشهادة الأمام الحسين ع هي من أعظم الشهادات خلودا لأنها الأكثر عطاء وأيثارا وتفانيا من أجل الحق والعدل والحرية ومن أكثرها عنفوانا واندفاعا لأنقاذ دين الله القويم من طواغيت الضلالة والجبروت ودهاقنة العهر والفجور فأضحت تلك النهضة الحسينية المجيدة صرخة أزلية في دماء الشعوب توجهها ضد مستبديها على مر التأريخ . لقد كان يزيد يمثل رأس الطواغيت والمنحرفين ذلك المتهتك الذي أراد تشويه تلك الرسالة الأسلامية السماوية السمحاء التي جاءت لخير البشرية وبشر بها رسول الرحمة و الهدى والحق محمد ص والتي حاول المنحرفون من أتباعه أفراغها من محتواها الأنساني والقيمي المتفرد والأخلاقي الرفيع والتي حمل مشعلها من بعده ص آل بيته الغر الميامين ع فكانت منازلهم منازل للتقى والصلوات والتطهير كما قال دعبل الخزاعي في تائيته الخالدة:
منازل كانت للصلاة وللتقى -وللصوم والتطهير والحسنات.
منازل جبريل الأمين يزورها-من الله بالتسليم والرحمات
منازل وحي الله معدن علمه -سبيل رشاد واضح الخطوات
تلك هي منازل آل بيت رسول الله ص الذين وصى بهم رسول الله ص أمته بهم من بعده لكي لاتضل أبدا من خلال الحديث المؤكد والصادق والمتواتر (أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ماأن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا . ) لكنهم لم يرعوا له أمانته الكبرى ص فتمزقوا طرائق قددا.
أن الحسين السبط التقي الزكي الأبي الطاهرع هو ذلك الشعاع المنبثق من كيان رسول الله ص ونوره الأزلي الوهاج من خلال الحديث المؤكد والمتواتر ( حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا ) حيث حمل رسالة جده ص في قلبه وروحه وكيانه يعض عليها بالنواجذ فوقف تلك الوقفة التأريخية وهب كالأسد الهصور يدافع عنها بعد أن رأى الخطر محدق بها . ومن خلال الحديث الصحيح الذي نطق به جده المصطفى والذي قال فيه ص ( من راى منكم منكرا فليغيره بيده فأن لم يستطع فبلسانه فأن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الأيمان . ) والحسين الشهيد ع لابد أن يكون من الصنف الأول ويؤثر على نفسه من أجل الأمة وأجيالها القادمة ليشحن في أعماقها الحاجة ألى الحرية والأنعتاق ويجعلها رمزا للفداء والسخاء من أجل نيل حقوقها مهما بلغت التضحيات . والحسين ع بجلاله ومنزلته لايمكن أبدا أن يسكت على الظلم الفادح الذي ارتكبه يزيد المنحرف ليزرع في كيان الأمة المبادئ الآتيه:
1- أقرار الرفض المقدس للشعوب المضطهدة وجعله منهجا لها في وجه أعداء البشرية من الطغاة لكي تطالب بحقها في الحياة الحرة الكريمة ضد كل عوامل القهر والأستلاب ومهما اشتد ثقلها على تلك الشعوب .
2- عودة الرسالة الأسلامية الخاتمة لنبعها الأصيل بعيدا عن كل ماعلق بها من آثام الآثمين وزيف المزيفين وانحراف المنحرفين من أراذل البشر الذين حاولوا ويحاولون تشويه هذا الدين العظيم .
3- ومن خلال تلك النهضة الخالدة التي نهض بها سبط رسول الله ع هو السعي لتثبيت حكم الله في الأرض بما يضمن أصلاح الفرد والأمة ضد الفساد والأنحراف وأشاعة روح العدل والمساواة والأستقامة لبني البشر الذين خاطبهم الله في محكم كتابه العزيز (ولقد كرمنا بني آدم) ولايمكن أن يكونوا عبيدا لمن يحكمهم .
4- أعطاء المثل الأعلى في التضحية ونكران الذات لكل المجتمعات البشرية لكي تتيقن من خلال تلك النهضة الخالدة أن الطغاة مهما تجبروا وارتكبوا من موبقات ومفاسد وانحرافات فلم يتمكنوا من مصادرة أرادة الأمة وأن الحق والباطل لايمكن أن يلتقيا أبدا وأن الباطل لايمكن أن يسود مادامت هناك أصوات نقية تقف بوجهه لتمنع مده العاتي الذي يسعى لتدمير الأمة ومصادرة هويتها ومسخ عنفوانها وتطلعها لقيم السلام والوئام والمحبة والحرية والتي هي من جوهر الأسلام رغم كل مكائد أعداء هذه القيم وما يمتلكونه من وسائل مادية يسخرونها لخدمة أغراضهم المحرمة ولابد للدم النقي الذي يسيل على الأرض أن ينتصر في النهاية على الطغاة والمتجبرين ولو بعد حين من خلال تلك النفوس التي تشبعت بالفضائل وبروح التضحية من أجل المجموع والتي تجسدت في شخصية الحسين ع خير تجسيد من خلال الآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم : ( فمن يؤمن بربه فلا يخاف بأسا ولا رهقا . )الآية 12 من سورة الجن فالأمام الحسين ع كان في أشد لحظات الشدة رابط الجأش قوي الأرادة لن يطأطئ رأسه الشريف لأعداء الله والأنسانية من أراذل العرب وعلى رأسهم يزيد .من خلال مقولته الخالدة ( أني لاأرى الموت ألا سعادة ولا الحياة مع الظالمين ألا برما . )
5- بث روح المقاومة والحماسة وأثارة الهمم في النفوس المستكينة التي لايثير فيها الظلم الأحساس بالتمرد عليه ومقاومته وتطهيرتلك النفوس التي تعتبر ولي الأمر شبه أله ومقدس لايمكن مس قدسيته مهما ظلم وعاث في الأرض فسادا لأن الله أختاره والله هو الذي يتكفل به وهذه هي الأفكارالأنهزامية وروح اللامبالاة والخنوع والذل التي يشيعها أتباع الطغاة ووعاظهم على المنابر اليوم خلافا للآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم : ( ولا تركنوا ألى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لاتنصرون . )الآية 113 من سورة هود
6 أن ماتبثه بعض الفضائيات من خلال أقوال هؤلاء الوعاظ الذين يجعلون من الحاكم ظل الله في الأرض كما كانت تفعل الكنيسة الكاثولوكية في القرون الوسطى في أوربا أمر يرفضه الأسلام جملة وتفصيلا . لقد سمعت خطيب الجمعة في قطر يسوق حديثا غريبا عن لسان رسول الله ص ليوهم به أتباعه في يوم الجمعة المصادف 18/12/2009 عن لسان رسول الله ص حيث قال : قال رسول الله ص (أذا خرج أحدكم عن ولي أمر المسلمين فاقطعوا رأسه . ) وحاشى لرسول الله ص رسول الرحمة والأنسانية والهدى أن يكون قاطع رؤوس و أن يقول هذا الحديث الذي لاوجود له ألا في مخيلة هؤلاء الكذابين وهو القائل( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده...) ألى آخر الحديث الذي ذكرته في بداية المقال والذي يتناقض تناقضا صارخا مع هذا الحديث الموضوع وما أكثر الأحاديث الموضوعة هذه الأيام التي يتمشدق بها هؤلاء الذين باعوا دينهم ودنياهم لسلاطين القصور من طواغيت العصر.
أن المسلمين من أتباع أهل البيت ع حين يحيون ذكرى شهادة الأمام الحسين وآل بيته الغر الميامين ع وأصحابه ليس رغبة في البكاء والعويل والنواح كما يدعي من في قلبه مرض من ضعاف النفوس رغم أن البكاء حق مشروع للتذكير بمظلومية سيد شهداء شباب الجنة الأمام الحسين ع لكن الجوهر الحقيقي لنهضة الحسين هو القضاء على كل عوامل الضعف والأنحطاط التي تسري في جسد الأمة اليوم كسريان النار في الهشيم وعندما نستذكر هذا الرمز الخالد الحسين ع لابد أن نستذكر المبادئ العظيمة والجليلة التي ضحى من أجلها والتي ورثها من من أبيه وصي رسول الله وحامل لوائه من بعده علي بن أبي طالب ع وجده المصطفى سيد الخلق محمد ص . ومن حق كل أمة أن تمجد رموزها وقادتها الذين سطروا أروع الملاحم في تأريخ الأمة الأسلامية وتستلهم منهم روح العزيمة والتحرر والأنعتاق والحسين السبط الذي شهد بحقه المهاتما غاندي وبروكلمان وجورج جرداق وأنطوان بارا وبولس سلامه وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى لايمكن أن تنساه أمته وتنسى مصيبته وما جرى عليه من ظلم فاحش قام به أعداء البيت المحمدي الطاهر ولا يمكن أن يكون هذا الدين الذي بشر به نبي الرحمة والهدى محمد ص ألا محمدي الوجود حسيني البقاء مادامت الأرض ولابد للسياسيين الذين يديرون دفة البلاد في العراق اليوم أن يبتعدوا عن المغانم الشخصية والخطابات الطائفية التي تعمق الجراح وتثير الفتن بين أبناء الوطن الواحد ولابد أن يجعلوا من شخصية الأمام الحسين ع قدوة ومنارا لتغيير لهجتهم التحريضية والعقيمة التي ملها وجزع منها الشعب العراقي الذي يسعى للتخلص من هذه المحنة التي ألمت به . أن الشعب العراقي اليوم بأمس الحاجة ألى زعماء مخلصين صادقين بعيدين عن الأزدواجية وتنزيه أنفسهم من كل خطأ ورمي الآخرين بها دون وجه حق . بسم الله الرحمن الرحيم : ( أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم . )الآية 22 - الملك
السلام عليك سيدي ياحبيب رسول الله ص يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا .وياليتنا كنا معكم سيدي فنفوز فوزا عظيما.

التعليق