أذا قال العراق فصدقوه فان القول ما قال العراق
للأسف الشديد رفضت بعض القوى السياسية والدينية المظاهرات التي تطالب الحكومة بالإصلاح ، لان الإصلاح بعد ثماني سنوات من السكوت هو جريمة يجب السكوت عن الحكومة ، وإذا تكلمت فأنت بعثي ، والتصريحات الكاذبة التي يطلقها الوزراء هنا وهناك ، هي وعود لكن لم تسنح للحكومة الفرصة بتنفيذها ، لان الثماني سنوات قليلة فنحتاج إلى مليون سنة لكي نحصل على البطاقة التموينية والكهرباء ، فالحسين ابن علي (ع) بعثي ، لأنه لم يترك يزيد يصنع ما يشاء وطالب بالإصلاح .
المسؤول مهتم بقضايا أخرى أهم من هذه المشاكل البسيطة !! فقضايا الرواتب البرلمان ومستحقاتهم المالية ومن يحصل على اكبر عدد من الوزارات هي القضايا المهمة ويجب أن تعقد جلسات خاصة وطارئة لأجلها ، أما مطالب الشعب فالشعب راضي وحتى أن رفع صوته فسوف نذكرهم بأيام صدام ، وان لم يسكت فهنالك الجيش الذي يصرف له ربع ميزانية العراق لسد رواتبه يمكن يسد أفواههم بالرصاص ، لان الجيش تحت أمرة القائد العام للقوات المسلحة ، أذن ، هو دمية بيد الحكومة تحركه كيفما تشاء ، وهم بالأمس القريب حلوا جيش عمرة 80 سنة ، جيش وطني يحمل قيادات جبارة ، كان ولاءها للوطن وليس للقائد ، ولكن فعالوا كما فعل الجيش اليوم ، نفذوا جميع الأوامر من القيادة .
رغم جميع التكهنات بان المظاهرات سوف تطالب بعودة البعث ورفع صورة الدكتاتور صدام ولكنهم اكتشفوا العكس من ذلك ، فقد ظهرت مظاهرات سلمية وعفوية نابعة من صميم شرائح المجتمع بقيادة الشرائح المثقفة والطاقات الشبابية ، ليس لديها أي انتمى حزبي والأكثرية من الشباب ضد تحزب المجتمع وخلق مجتمع مدني ترسخ فيه روح المواطنة وسيادة القانون ، وجاء هذا الاعتقاد من خلال المظاهرات التي حدثت في مدينة الناصرية والاحتكاك المباشر بهم ، فقد كانوا شباب لم يبلغ معظمهم العشرين من عمرة ، يتكلم وكأنه محلل سياسي مراقب للوضع العراقي والعالمي ، يمتلك ذخيرة من المعلومات السياسية ، كم أفرحني وانأ أشاهد شاب في العشرين من عمرة في ساحة التحرير يحمل لافته باسم مقالة كتبتها منذ شهور ، وهذا أن دل على شي فانه يدل على الوعي السياسي والثقافي للشباب الذي تركته الحكومة منذ أربع سنوات بدون تعين .
كانت المظاهرات التي خرجت في جميع محافظات العراق تحمل شعار لم يرفع منذ احتلال بغداد ألا وهو شعار الوحدة ، هذا ما أزعج بعض المؤسسات التي تعمل ليلاً مع نهار للفرقة بين مكونات المجتمع العراقي ، وأنتجت هذه المؤسسات عن أخراج يهود العراقيين من بلدهم العراق ، وهم ألان يعملون لإخراج المسيحيين ولا نعرف من هو التالي .
أن كل فرد عراقي كائن من تكون ديانته أو طائفته أو قوميته له الحق في العيش في العراق ( فالدين لك والوطن للجميع ) فمن هنا نستنبط مفهوم التعددية المسموح في الإسلام ، أن كنت أخاطب مسلمين .
لقد أكدت المظاهرات عقيدة أمن بها العراقيين بان من المستحيل على الشيعي أن يقتل أخيه السني ، كما من المستحيل أن يقتل السني أخيه الشيعي ، بالأمس القريب على جسر الأئمة ، ها هو عثمان يضحي بنفسه من اجل أن ينقذ عراقي ( شيعي ) وانأ أسف على هذا التعبير لأنه عراقي فقط ، ولكن لكي يعرف العالم بان الطائفية هي مخطط خارجي هدف تمزيق وحدة العراق ، ولكن الشعارات التي هتف بها المتظاهرين عفوياً أثبتت العكس ما اعتقده البعض بالتسيس فالهتافات ، فها هي هتافات فلوجه الإبطال ( أخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه ) هذا الهتاف نفسه ترددت في ناصرية الشجرة الخبيثة وفي البصرة الفيحاء وبغداد الحضارة وموصل المجد .
لم يذكر الأحرار في وطن إلا و أهلوك العلى ذكروا
لقد كنا منذ ثماني سنوات نقاوم على طريقة غاندي وسوف نقاوم على طريقة جيفارا ، أذا لم تضع حلول سريعة وفورية والكل يتحمل المسؤولية وليس رئيس الوزراء رغم انه يتحمل النصيب الأكبر ، ولكن يجب أن نكون منصفين فان التأخير الذي يصيب العراق تتحمله جميع الأحزاب الحاكمة ، ببحثها وجهادها على نيل المكاسب المالية حتى وان كان على حسب المواطن العراقي الفقير الذي تحدى الإرهاب والهاونات الساقطة وعربات الموت ووابل الرصاص ليذهب ويعطي صوته إلى الأشخاص الذين هم اليوم يتحكمون برقاب الناس ، ويضحكون على جراحهم .
أنصفونا فيما هو لنا ، وأنصفونا فيما هو علينا