عاجل:
مقالات 2009-06-15 03:00 853 0

المجلس الاعلى والانتخابات الاخيرة.. وجهة نظر

أعتقد، ان من الصعوبة بمكان، ان يتم الحديث عن تأريخ القوى السياسية العراقية الوطنية والإسلامية التي عارضت نظام صدام حسين،

 أعتقد، ان من الصعوبة بمكان، ان يتم الحديث عن تأريخ القوى السياسية العراقية الوطنية والإسلامية التي عارضت نظام صدام حسين، النظام الدكتاتوري البدائي، دون التوقف عند ( المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ) الفصيل والحزب السياسي الذي تأسس عام 1982، أي بعد عاميين على جريمة إغتيال الكاتب والمفكر الإسلامي العراقي، مرجع التقليد السيد محمد باقر الصدر.

كان الهدف من تأسيس المجلس هو جمع الفصائل السياسية العراقية، وتوحيد كلمتها، وجهودها، لتغيير النظام الحاكم في بغداد، كما ذكر شهيد المحراب في اكثر من مكان.

تغييب الصدر القائد

بعد ان باءت بالفشل، جميع محاولات صدام حسين بأستمالة الصدر العظيم، او تحييده، فقرر تنفيذ عملية إغتياله في 9/4/1980،

بعد ارتكب صدام تلك الخطيئة  شعر العراق، سيما ابناء الصدر والسائرين على نهجه السياسي بحجم الكارثة، كارثة اختفاء باقر الصدر،

في نفس الوقت بدأت المادة ( الثورية، القانونية، الاجرامية  الصدامية ـ 156 ـ ) تحصد بأثر رجعي، أرواح آلاف الدعاة والأبرياء، بتهمة العمل لقلب النظام، والانتماء لحزب الدعوة الاسلامية،

فخلق صدام جوا من الرعب، وارهاب الدولة، فاق الخيال!.

أشكالية مكان تأسيس المجلس

كثيرا ما يحاول اعداء المجلس، وربما خصومه، في أحايين كثيرة، اثارة موضوعة المكان الذي تأسس فيه.

 والحقيقة ان كثير من حركات التحرر لم تتأسس في بلدها، نأخذ مثلا:

 حركة فتح كبرى الفصائل الفلسطينية، تأسست خارج الوطن، في دولة الكويت بزعامة الرئيس عرفات والشهيد خليل الوزير،

 وفي سورية تأسس الإتحاد الوطني الكُردستاني بزعامة الرئيس مام جلال طالباني،

 ومن المملكة العربية السعودية قاد الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح عملية تحرير دولة الكويت من الاحتلال الصدامي.... إلى آخره.

إذن اثارة موضوعة تأسس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في إيران عام 1982 لم  تعد ذات قيمة، وانما السياسات ( البرنامج )، والانجازات، والمواقف الوطنية،  لتلك الحركة او ذلك الحزب، هي الفيصل في التقييم.

ان المجلس غير مسؤول عن تصريحات المتطرفيين في إيران، فهولاء وصفوا زيارة الاستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الى إيران بعد العدوان الاخير على غزة، بأنه اي السيد مشعل زار ايران ليقدم الشكر والعرفان، ويجدد البيعة  للسيد علي الخامنئي بصفته الولي الفقيه و ولي أمر المسلميين،

 في حين ان حركة حماس وقيادتها لا تؤمن بنظرية ولاية الفقيه، التي يقرها عدد محدود من علماء المسلميين الشيعة، وتطبق في إيران فقط.

وفي المشكلة الاخيرة بين حزب الله وجمهورية مصر العربية، لم يبقى مسؤول في إيران لم ينتقد مصر بعنف، في حين لم نجد اي تصريح للمجلس ضد مصر، مع ان الايرانيين كانوا يتمنون ان ينظوي الجميع تحت عباءتهم  لنصرة حزب الله، المدعوم بقوة من قبلهم،

 لكن المجلس تصرف كحزب عراقي، يقدم مصلحة الوطن على أي أعتبار آخر.

عمار الحكيم وقيادة المجلس في هذه المرحلة

قبل استشهاد اية الله شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم،  كانت تدور بعض الاحاديث، والافكار مفادها، ان السيد الحكيم محمد باقر سيتخلى عن منصب رئاسة المجلس لصالح شقيقه حجة الاسلام والمسلميين السيد عبد العزيز الحكيم، ليتفرغ للبحث والتأليف، والفتوى.

وأعتقد ان الظروف مشابهة، اي ان يتفرغ سماحة السيد عبد العزيز الحكيم لزعامة المجلس الروحية،

 ويتقدم للترشح لمنصب رئاسة المجلس السيد عمار الحكيم، إلى جانب مجموعة من كوادر المجلس الاقوياء،

 واعتقد،  ان من فوز سماحة الحكيم عمار بالمنصب سيكون امر طبيعي،  فهو الوريث الشرعي  لفكر عمه واستاذه شهيد المحراب، الذي لازمه طويلا، و أخذ منه الكثير الكثير، الى جانب والده سماحة السيد عبد العزيز الحكيم، فضلا عن الشعبية الكبيرة، والمقبولية التي يتمتع بها في صفوف المجلس، وفي العراق.

ربما نجد من يخالف تولي السيد عمار الحكيم رئاسة المجلس، ويدعوا لقيادة جماعية،  من ضمنها سماحة السيد عمار الحكيم.

 

أنتخابات المجالس المحلية الاخير.. وآفاق المستقبل..

يعتقد البعض ان المجلس  تقهقر، وتراجع، وفي طريقه للتفكك.

نعم المجلس خسر الكثير من الاصوات، والمناصب في المحافظات لصالح احزاب عراقية منافسة آخرى، وهذا مؤشرعلى صحة العملية السياسية، والديمقراطية الفتية  في العراق،  وفي نفس الوقت درس عميق للمجلس.

 لكنها كبوة جواد، وسيتعيد المجلس دوره الطبيعي، بعد ذلك.

إعلام المجلس فاشل بأمتياز

يمتلك المجلس الأعلى الإسلامي العراقي  ( اتمنى ان يراجع الاسم ) ـ  تأريخ مشرف في مقارعة الدكتاتورية، فقد قدم قوافل من الشهداء في طريق تحرير الانسان العراقي، وقدم رئيسه السابق اية الله شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم العشرات من اخوته وابناء عمومته في طريق الكرامة،

 ولم يتوقف عن معارضة النظام البائد، حتى قدم نفسه الزكية في هذا الطريق.

 ان ابناء الشعب العراقي ينظرون باحترام كبير إلى سماحة الامام المرجع السيد محسن الحكيم ونجله الفذ العلامة الشهيد مهدي الحكيم، وللعائلة الكريمة،

 لكن المنظومة الإعلامية للمجلس لم تقدم المجلس، وقادته وتأريخة، وبرامجه الانتخابية.. بطريقة مهنية، وواقعية وحرفية، بل وجدناه يتعامل بتشنج وعصبية،   وارتجال  في قضايا مختلفة، منها ( شعائر الامام الحسين سلام  الله عليه )،  مما انعكس على مزاجية، واختيار الناخب العراقي رغم الحب، والاحترام، والشعبية الكبيرة لشهيد المحراب الذي خاض المجلس الانتخابات بأسمه.

صحيح ان خسارة الاصوات لم تأتي بسبب الإعلام غير المدروس للمجلس، وانما لاسباب آخرى،

 لكني أعتقد،  ان الإعلام، وتسويق الافكار والمشاريع، وطريقة التعامل مع الشركاء في الوطن كانت الحلقة الاضعف، والتي ادت للخسارة  في الانتخابات.

أنا هنا لستُ في صدد الدفاع عن المجلس، بعد الحملة الشرسة ضده،  فـ  أعضاء المجلس ومناصرية اولى بذلك، ولكن بصفتي عراقي متابع، أقول

أن على المجلس ان يقوم بعملية مراجعة داخلية، نقدية جريئة للاربع سنوات الماضية، يشخص فيها مواقع الضعف والقوة،

 ليتبوأ موقعه الطبيعي من جديد.

  

 

ذات صلة.

الأئتلاف العراقي بين حمودي والمالكي

http://64.27.100.63/Web/AsdaElaph/2009/5/440357.htm

التعليق