عاجل:
مقالات 2011-02-05 03:00 632 0

((اللامبارك اراد اسقاط ديمقراطية العراق فرفُس خارج التاريخ !))

بعض اللحظات التاريخية فيها من العبر ما لوصادفها اعمى واصم وابكم لفهم منهامعنى الحكمة والتجربة في هذا العالم وهذه الحياة

بعض اللحظات التاريخية فيها من العبر ما لوصادفها اعمى واصم وابكم لفهم منهامعنى الحكمة والتجربة في هذا العالم وهذه الحياة المليئة بالدروس والحكم ،  لكن القليل مع الاسف على ظهرها من المعتبرين الواعين المفكرين المتأملين العاقلين الذين يأكلون حلالا فيفهمون زلالا وبلا تخبط  !!.

قبل اسابيع من ثورة الشعب المصري على طاغيته حسني اللامبارك سرب موقع ويكليكس وثيقة يطالب فيها حسني اللامبارك الادارة الامريكيةبنسيان الديمقراطية في العراق ويحثهم ويحرضهم على حياكةمؤامرة انقلاب عسكري يحكم العراق والعراقيين بالدكتاتورية التي وصفها الخرف بالعادلة !!.

لكن وبعد ايام وبدلا من ان ينتصر طغاة العرب  وفراعنتهم على ديمقراطية العراق وحرية العراقيين اذا بهم يتساقطون الواحد تلو الاخر بمناظر ملئها الخزي والعار الذي سيلحق هؤلاء الطغاة على مدى تاريخهم القادم !!.

فمن بين طاغية كصدام حسين اخرجوه من جحر جرذ قذر حاكمه شعبه ، وعلقه على مشنقة هواول من نصبها للصالحين من الشعب العراقي  وحتى طاغية كابن علي هارب في البلدان ومطرقة العدالة التونسية تلاحقه لتستجلبه الى تونس وتحاكمه هو وزوجته واصهاره ، وعائلته بتهم الفساد والنهب والاجرام والقتل ، واخيرا وليس اخرا  طاغية حبيس قصره بالقاهرة منبوذ ضاقت به السبل ، واغلقت عليه جميع ابواب الخلاص من العار والافلات من عدالة التاريخ كحسني اللامبارك في مصر اليوم وهو ينازع ويناور في لحظاته الاخيرة يطلب الموت ولايجده !!.

طبعا والحبل على الجرار فهناك من طغاة العرب من يتحسس راسه كل صباح ليطمئن على وجوده وانه لم يقطف بعد بثورة شعبه عليه ، واخر ينتظر عار الدنيا قبل الاخرة يحمل القاب الخدمة للاسلام نفاقا ، وهو مكب لنفايات اعداء الاسلام وعالني الحرب على شرائعه واحكامه واخلاقه ، واخرين خرجوا من التاريخ منذ زمن بعيد جدا .... وهكذا !!.

ياترى ما القصة من تساقط هذه الخشب المسندة من طغاة العرب فجأة الواحد تلو الاخر وبهذه الصيغة التي خرّ عليهم سقف شعوبهم من فوق رؤوسهم وكانوا يحسبون ان الخسف ياتي لهم من تحت ارجلهم من حيث يشعرون  ؟!.

القصة هي ان هذه النظم السياسية العربية الدكتاتورية الفاسدة ، والمستبدة اصبحت كليّا خارج التاريخ وتياره  وعندما تكون حركة التاريخ والانسانية متجهة بموجها العاتي ، كالذي يحصل اليوم الى حرية الشعوب واثبات وجودها في الحياة ، وتكون النظم السياسية العربية لم تزل تعتقد انه بالامكان حكومة الانسان بالحديد ، والنار والدكتاتورية ، والتخلف والخداع والبعران والحمير كادواة قمع ناجعة ، عندها حتما ستخسف الارض تحت اقدام حسني اللامبارك في مصر وهو لايشعر بالمصير القادم نحوه عندما كان يدعوا لاسقاط الديمقراطية والحرية على رؤوس العراقيين وتطلعاتهم  فاذا به يُرفس من قبل شعبه ومن قبل الادارة الامريكية نفسها خارج الخدمة والحياة والتاريخ !!.

هكذا هي قصة الطغاة ابدا يجمدون على مرحلة معينة من التاريخ ، والحياة والاساليب والمصالح والتفكير  ثم يتحرك التاريخ بشعوبه في دورته واذا بالطغاة مجبرين على عدم مسايرة هذه الحركة التاريخية المتطلعة  للتغيير وجديده والتي تكون بالضد من مصالح ومنافع وجمود وموت حركة الطغاة بداخلها وبعد حين تدهس حركة التاريخ تحت عجلاتها ادمغة الطغاة ووجودهم ومصالحهم ونظمهم وجثثهم الميتة والمحنطة لتسوي بهم الارض وتطوي عليهم الزمن بحركات ونظم سياسية وقيادات فكرية جديدة تعي المتطلب من حركة التاريخ  وتواكبه وتنظم الحياة وترتب متطلباتها حسب القادم الاتي لتلعن القديم وطغاته وتعلن الجديد وترحب بوفوده !.

إن عبر التاريخ ودروسه تتلخص عند الاذكياء دائما في رصد حركة التاريخ ، وقوانينها وسننها ومتطلباتها الجديدة ، ومعرفة اللحظة الذي يقرر فيها التاريح ساعة دورته وحركة عجلته الحتميةعندئذ سيفاجأ الطغاة بالطرد بينما يكون الحكماء ينتظرون في وسط الساحة لاخذ الدور وملئ الفراغ !!.

التعليق