عاجل:
مقالات 2009-10-11 03:00 542 0

القافلة الانتحارية...

حينما نقفز على الواقع .. فاننا نخلق هوة بين الواقع الفعلي والواقع الافتراضي وهذا قد يودي بنا وبالناس وبكل المشروع

حينما نقفز على الواقع .. فاننا نخلق هوة بين الواقع الفعلي والواقع الافتراضي وهذا قد يودي بنا وبالناس وبكل المشروع الوطني ...وعندما يعلن ائتلاف دولة القانون انه ضم تحت لوائه اربعين حزبا وبصدد التفاوض مع ثلاثين او اربعين اخرى فان ذلك سرطنة للاحزاب واحتكار للوطنية وفرية لم يعد يتحملها الناس اذ ليس لدينا واقعا هذا الكم والكيف من الاحزاب وانما استغلال للظروف وقفز على الواقع ولعب بالنار ومحاولة ترميمية وترقيعية ليست مستندة للواقع بشيء.. والايحاء بان ثمانين حزبا او منظمة او كيان انضموا اليه في حين ان معظمهم افراد لايمثلون الا انفسهم وليس لهم قاعدة شعبية او جماهيرية.. وهذا مانعني به احتكار الوطنية اي القول ان كل هذه الاحزاب انضمت لاتلاف دولة القانون..
 وهذا مالم اقله انا بل ماقالته اليوم الواشنطن بوست على لسان كاتبها انتوني شديد الذي يقول لقد خلا ائتلاف المالكي من شخصيات واحزاب مؤثرة فقد انسحب منه المشهداني ولم يحظ بانضمام ابو ريشة اليه ولم يعد فيه شخصيات مهمة تذكر 
فهذا التناسل الفاضح للاحزاب والعدد الذي اعلن ليس منطقيا وليس لدينا الساحة السياسية التي تستوعب كل هذه الاحزاب .. فهل نشغل وقتنا بالاعلانات والمحاولات الترقيعية والترميمية لايهام الناس اننا نحتكر الوطنية وننسى ملفات ساخنة مثل الامن والملفات السياسية الداخلية الشائكة والاجندات الدولية والاقليمية التي تنخر بالبلد ونوهم انفسنا اننا نحتكر الاحزاب والساحة السياسية ... فاين نمضي بهذه الاجندات والملفات والمشاكل المعقدة في هذا البلد.. والى اين تسير هذه القافلة الانتحارية
في اوربا المجتمع هو الذي يفرض ويفرز الاحزاب .. وكل حزب هو عبارة عن مجموعة من الناس تمثل مصالح معينة .. اما ان يخرج  عليهم مثلا حزب من عباءة دينية ليرمم واجهته باحزاب علمانية غير متجانسة .. فهذه تركيبة موهومة قد تودي بالمشاريع الوطنية ومحاولة من حزب الدعوة للتبرقع بعلمانية مهدي الحافظ وصفية السهيل مثلا .. فكيف ذاك وانتم بالاصل حزب ديني .. وهذه مثلبة كان المفروض تجاوزها وعملية ترقيعية لاتمثل الواقع الفعلي ومحاولة لكسب شعارات انتخابية
اما من ناحية المصالحة فهي وان كنتم انجزتم الشي الكثير منها الا انها لن تكون ابدا بين الحكومة والبعثيين وانما المصالحة الحقيقة يجب ان تكون بين الشيعة والسنة ويجب ان لانتجاوز هذه الحقيقة ونواجهها بشجاعة وهذا ماسمعته من السيد فالح الفياض وهو يتكلم عن المصالحة الفعلية  بشجاعة وصراحة ووضوح لالبس فيه .. اما اعادة البعثيين للواجهة فانها اجندات امريكية وغير عراقية..
كيف يعود هؤلاء الذين رفضوا اطاعة امركم وتمردوا عليه
اذا كنت في قمة مجدك الامني وهناك ارهابيين يهربون من سجون يفترض ان تكون محكمة التامين ومشددة
واذا كنت في ذروة تحقيقك للامن ويرفض وزير داخليتك ان ينفذ امرك ويتمرد عليك
واذا كان رجال امنك في المطار هم من انزل طائرة الدايني ولكن لم يستطيعوا خفره وتسليمه للامن المختص فهرب بشارع المطار وهو بضع مئات من الامتار .. او ربما يتساءل المتسائلون تحت اية صفقة اطلق سراحه..!!
الصدريون تنازلوا عن ستة وزارات وانتم توليتم امرها فماذا انجزت هذه الوزارات .. ولماذا لم تنتج شي وانتم تديرونها والمشروع الفاشل يتحمله الجميع
والامن لايتحقق بدماء الابرياء
والساحة ليس فيها مساحة للمجازفات وسط كل هذه الملفات المعقدة والواقع الملتبس والاموال التي تضخ واللعب على المشاعر
والتناسل الفاضح للاحزاب المعلنة غير منطقي وهو تاسيس لشيء غير واقعي كمن يصطبغ حملا ويدعي انه اسد ولكن ضعفه وهوانه يظهر بالمنازلة الحقيقة ..فالى اين تسير هذه القافلة التي قد تودي بالعراق بالكامل
انه الانتحار ...

التعليق