عاجل:
مقالات 2010-10-16 03:00 617 0

الفساد في العراق (1) اول الحلول وزارة مستلقة باسمه للقضاء عليه و ثورة تطهير

الاصلاح مدرسة وثورة لايمكن لها ان تنجح في أي من المجتمعات والامم مالم تتوفر ارادتان مهمتان او قيمتان او ضرورتان لتمكين

الاصلاح مدرسة وثورة لايمكن لها ان تنجح في أي من المجتمعات والامم مالم تتوفر ارادتان مهمتان او قيمتان او ضرورتان لتمكين النجاح من ان يحقق اهدافه والضرورة الاولى ان تتوفر القيادة التي تحمل العقل والحكمة والتدبر والارادة القوية الصالحة والنزيهة والامر الاخر استعداد القواعد الواسعة في المجتمع للمشاركة الفاعلة والعملية للثورة على الفساد ولاحداث التغيير نحو مايصلح حال الامة ويؤسس للاجيال اساسا متينا يعزز قوة تلك الامة او المجتمع او حتى المكون الضيق الذي يتفشى فيه الفساد ..
هو لايقل خطورة عن الارهاب الدموي ان لم يكن يتجاوز تلك الخطورة ببون شاسع وهو ليس بالوجع الذي ينتهي بسرعة حينما يتم علاجه بالمسكنات والعلاجات الموضعية المخففة هذا اذا وجدت في العراق الان ولن ينتهي اثره بهذه الصورة واقول هو اشنع من الارهاب لان الارهابي او مجموعة من يديرون دفة الارهاب يشكلون بحراكهم الدموي نقطة ضعف يتقزمون ويتحجمون امام ضخامة واتساع حالة القرف والاحتقار والاشمئزاز الذي يواجهوه من عموم المجتمع المتضرر من اعمالهم وبهذا يتكون شعور تلقائي وعفوي لايحتاج الى تحريك ودعاية وقيادة يقوم بالتصدي للارهاب من قبل عموم المتضررين في المجتمع مما يشكل خط دفاعي معبئ ذاتيا وتلقائيا امام تلك المجموعة الارهابية مهما كبرت ومن الممكن نتيجة تضافر الجهود وبشئ من الشجاعة والاستبسال القضاء على شأفة الارهاب وتجفيف منابعه والقبض على محركيه ومنفذيه وعندها تنتهي الخطورة ويشعر المجتمع بالانتصار ويتولد هنالك شعور متوقع بالنشوة يساعد المجتمع على التحول وتعزيز قوة التغيير الحاصل عبر حماية المكتسب وانشاء قوة ردع تمنع الارهاب من ان يحصل على حاضنة جديدة في ذلك المجتمع المتضرر ولكن الفساد غير ذلك خصوصا اذا ماعلمنا ان هناك فوائد كبيرة يجنيها المفسدون نتيجة فسادهم الاداري والمالي وغير ذلك وتكمن الخطورة الاكبر ان كانت له تشعبات وجذور عميقة مستفحلة في داخل البنية القيمية للمجتمع كما اسس لذلك نظام البغي والفساد نظام البعث الارهابي العفلقي الصدامي وتكبر الخطورة اذا ما استخدمت وسائل حربائية من قبل المفسدين كأن يتلونون بلبوسات يقدسها ويعظمها ويجلها المجتمع او هي تحصنت بمراكز القوة الحزبية او المؤسسة الحاكمة او هي تتحرك تحت غطاء الامن والقضاء وكل ذلك من الخطر بمكان انه ان تفشى في المجتمع تكون هناك صعوبة كبيرة في التصدي له بالوسائل التقليدية الصورية وهو ما يجعل منه وباءاً مدمرا وخطيرا يحتاج الى قوة وارادة استثنائية تستطيع استأصال شأفته من الاساس لانه دمار ينخر في البنية التحتية القيمية لشعبنا العراقي لا بل انه يكاد يصل مراحل اللاعودة واستحالة الحل ان لم يتم اتخاذ السبل الكفيلة والاستثنائية لمحاربته ..
من هو هذا الذي اتكلم عنه واثير الرعب منه ؟؟ وهل يستحق منا ان نوليه كل هذا الاهتمام الاستثنائي ؟؟
ان من اتصدى له اليوم وانتظر معونة الاخوة الاحرار من كتاب ومفكرين ومسؤولين شرفاء لم تتلطخ اياديهم بوساخته وساستمر في محاربته وبهمة اقوى مما كنت احارب فيها الارهاب والبعث والفكر الوهابي التكفيري المنحرف هو الفساد بكل انواعه واوصافه وتفرعاته ونتائجه الكارثية ولايقف الامر وخطورته عند الفساد الاداري اوالمالي اوالسياسي اوالاخلاقي اوالقيمي فحسب بل يتعداه الى ماهو اوسع من ذلك بل هناك ماهو أمَّـرُ واقسى من الفساد الا وهو عدم الشعور بالمسؤولية تجاهه وتركه ينخر في الاساسات القيمية لمجتمعنا وعدم المبالاة تجاه مخاطره الرهيبة وان تم التطرق اليه من قبل البعض فالامر لايعدو سوى تناوله بصورة سطحة شعاراتية من قبل السواد الاعظم من الساسة او الباحثين او لاقل من يمسكون بزمام الامور في البلد وحتى من قبل الشعب الذي يمارسه او يمارس ضده ويتغاضى عنه بل ويشجعه في بعض الاحيان ويولول من كارثيته في ذات الوقت وان كان هناك من تدخل ضد الفساد فهو لايعدو سوى اسطر اوكلمات مبعثرة تقال هنا او هناك او قد تكون كالتي اكتبها الان وكاني بلسان حالها او حظها من الخير والتفعيل والاستماع والحصول على النتائج يقول :
ان حظي كدقيق فوق شوك نثروه *** ثم قالو لحفاة يوم ريح اجمعوه
الفساد وباء ان وصفته بحمم البراكين تحرق ماحولها او كالزلازل المدمرة او كعشرات التسونامي في بلدة واحدة او ان قلت انه يعادل في تاثيره وضرره عدة قنابل ذرية تتساقط على مدينة واحدة تترك اثرها التدميري واشعاعاتها النووية لمديات بعيدة في الزمان والمكان اكون مقصرا في الوصف ولهذا علينا ايجاد حركة استثنائية وافكار خلاقة تخرجنا من دوامة البكائيات ومن دائرتها المغلقة او دوامتها التي تدور ويدور معها من يردد شعارات صوتية فارغة المحتوى والتأثر تذروها الرياح والذاكرة المثقوبة خصوصا وان هناك من يسمع من اذنه نعم ولكنه يخرج ما سمعه من الاخرى غير عابئ بالامر اما لجهل او لفساد فيه ولانه مستفيد من هذا الفساد وهو بالضرورة لن يعبئ بغيره مادام الفساد يعبئ جوفه وامعاء اطفاله بسحت البغي والاجرام .
اقولها وليسمع او يقرأ هذا الوصف كل من تلطخت يداه بالفساد وبسرقة مال او خيرات هذا الشعب المظلوم ويرفض التوبة او العودة الى ضميره ان كان هناك ثمة بقية ضمير في روحه الشيطانية ويستميت من اجل دمومته وتوسيع رقعته انكم ايها السراق والمفسدون في ارض العراق أي كانت مسمياتكم وعناوينكم وصفاتكم التي تمرروها على البسطاء والمغلوبين على امرهم لاحول لهم ولاقوة لمواجهتكم كمن يزني بامه واخته وابنته امام الملأ لافرق بين مايفعله من فساد وذلك لان من اهم نتائج الفساد وتفشيه في المجتمع وصول البعض الى حالة السقوط القيمي والضياع وتفشي الرذيلة وكل مالايتقبله الدين والقيم وبالتالي يؤدي بالكثير الى المضي في اتون التخريب والجريمة والسلب والنهب والارهاب والمخدرات واتيان المحرمات وبالتالي فان أي جريمة تترتب على نتائج الفساد انما هي شرر يتطاير هنا وهناك يحرق الاخضر واليابس ويدمر البلاد والعباد وكل فاسد خصوصا من يستغل منصبه وسلطته للاستحواذ على المال العام انما هو يستحق ذلك الوصف الذي اطلقته عليه ..
سابدأ بحول الله وقوته بتناول هذا الملف الخطير باسلوب اخر هو ليس بجديد ولكنه سيكون متميز في انه سيتخذ مسار الاصرار على احقاق نتائج ملموسة اعلم مدى الصعوبة والمخاطر التي ساواجهها وسالجئ الى كل الوسائل المتاحة للوصول الى النجاح معتمدا على الله وطالبا عونه وسنده وتوفيقه اولا وسنتكلم ثانيا مع المؤثرين في تحريك حل لهذا الملف واتمنى من اخوتي اصحاب القلم الشريف مساعدتي في ذلك لان ما يحصل من خراب في العراق بات من الخطورة بمكان انه سيطيح بكل تاريخنا وحاضرنا ومستقبل الاجيال القادمة..
الفساد في العراق هل يحتاج الى وزارة مستلقة متخصصة فيه ؟؟
حينما يقول الله جل في علاه " وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ " يقول ذلك ليؤسس لنا منهجا متكاملا وواسعا للرقي وليرسم لنا خارطة طريق اصلح من اجل الوصول الى الفوز والخروج من المآزق والمتاهات وبالتالي الوصول الى النصر وجني الرزق بغير حساب او عد ولايقف الرزق هنا على المال فقط بل رزق التوفيق في العمل والادارة والحكم والتطور والعلم والعدل والنجاح وحسن العاقبة وووو ورضى الله ونيل قبوله وغير ذلك الكثير ..
لكي نصل الى بداية ذلك الطريق علينا سلوك القاعدة اعلاه والتي تبدأ بتقوى الله أي النزاهة ونظافة الضمير وحسن الادارة والعدالة وخشية الله والخوف منه وعدم اتيان الموبقات والمفاسد بكل اشكالها وعدم سلوك طرق الفساد للاغتناء الفاحش عبر وسائل الحرام المتنوعة كالرشوة والاختلاس والتزوير ووووو وبعد توفر هذه الميزة في النفس او المكون لايمكن ان يكون هناك تمام للعمل وكماله من دون نظم الامر وهذا النظم يعني حسن الادارة واتخاذ السبل السليمة ولادق التفاصيل الدقيقة للوصول الى الاهداف السامية ..
ما طرحته ليس طرح لقاعدة اسلامية فحسب قد يقول من لايؤمن بالاسلام حلا انها اسلاموية منا وماشاكل ذلك بل اقول وكلي ثقة بالامر هو منهج قيمي انساني ممكن ان يتبعه الاخرون من غير المؤمنون بالاسلام ليكون لهم خارطة طريق بل وجدنا في الغرب ووجد قبلنا مفكرون وقادة ذهبوا اليه وهو الغرب الذي يحكمه الآخر لايؤمن بما نؤمن به شئ من هذه الصور المشرفة وتطبيقاتها ونتائج ذلك على استقرار تلك الشعوب ورخائها ونكرر ونقول انهم يعملون في بعض المفاصل بما انزل الله وان لم يؤمنوا بالاسلام دينا ونجحوا في الوصول ببلدانهم وشعوبهم الى التطور المنشود والاستقرار على كل الصعد وبكل اشكاله وهناك امر مهم وهو خلو ساحتهم من الفساد كالذي هو مستشري في بلادنا رغم مرورهم باسوء مما مر به العراق مما يحتم علينا لكي نصل الى ماوصلوا اليه كتطبيق عملي الاستفادة من تجربتهم واستثمارها في وطننا الحبيب مع الاعتماد على اساسنا الاسلامي الانساني الرصين ..
اعتقد ان بداية الطريق كواقع سياسي واقتصادي مزري في العراق علينا انشاء وزارة كبيرة ومتخصصة للقضاء على الفساد ومحاربته وان تكون لها تخصيصات مالية تتوافق وضخامة تاثير الفساد التخريبي على البلد لايقل خطورة عن الارهاب وان تكون لديها كوادر امنية واستخبارية وادارية واعلامية وقناة فضائية وصحف ومواقع الكترونية وكوادر متخصصة في علم النفس والاجتماع ومركز بحوث ومختصون في القضاء والقانون ودوائر خاصة بمعالجة من يمكن علاجهم قبل ان يوغلوا في ظلامه الموحش وانشاء محاكم مختصة وسجون خاصة بالمفسدين والناهبين للمال العام وخيرات البلد تعمل بمهنية عالية وبقوة وصرامة وتغطى بقانون وتشريع دستوري وان يتم اختيار قيادتها وكوادرها بانتقاء وبدقة متناهية وان يكون تاريخهم مشرف لايوجد لديهم أي شائبة فساد مهما كانت صغيرة وتكون هذه الوزارة هي اللبنة الاولى في سلم الوصول الى عراق خالي من الفساد وان لاتكون أي حصانة لمفسد مهما كان موقعه في الدولة والمجتمع وان يسن لذلك قانون خاص وان تكون الوزارة بعيدة عن الحزبية أي كانت مسمياتها ومستقلة في عملها ..
بعد ان تاخذ الوزارة على عاتقها تحمل مسؤولية القضاء على الفساد والمفسدين تبدأ بعدها ثورة حقيقية وتطبيق للتشريعات وان تساهم القوى المؤثرة في المجتمع كالقيادات الحزبية التي لم تتطلخ اياديها ولم تشارك في الفساد وان تتدخل قوى اخرى مؤثرة بقوة كالمرجعية والمنابر النزيهة والاعلام الشريف وقادة الفكر والاجتماع والخبراء وان يتم الاستعانة بخبرات الدول المتقدمة كاوربا واليابان وان لايكون التدخل طارئا ووقتي وصوتي فقط بل ان يتخذ مسار الاصرار على ايجاد الحلول واتخاذ الروادع الكفيلة بالقضاء على هذا الوباء الخطير لانه وباء ان ترك سيصيبن الجميع بالفتك والابادة .
في الحلقات القادمة سابدا بتناول ملفات الفساد في كل النواحي والجوانب ولن اترك زاوية مهما صغر حجمها من دون دراستها وبحث اسبابها وتاثيراتها المتوقعة والحاصلة فضلا عن ملفات الفساد السياسي والاداري وسالجئ ما استطعت الى الوثائق المؤكدة ولن اتقبل أي اقتراحات كيدية او انتقامية او ماسيستخدم في التسقيط السياسي واربئ بنفسي وقلمي وتاريخي من ان اكون وسيلة تستخدم للابتزاز بكل انواعه واود اعلام الجميع باني لن استثني احد منهم مهما كان اسمه وعنوانه السياسي او الاجتماعي وسادقق في أي معلومة تصلني قبل اعتمادها وساعتذر عن أي خطأ غير مقصود ان تم ذلك من قبلي وارجوا من جميع الاخوة والاخوات وكل عراقي شريف مساعدتي في هذه المهمة النبيلة وتزويدي بما لديهم من مقترحات او اوضاع فساد ولايستطيعون كشفها اما لخوف يعتريهم او لعدم استطاعة استخدام الوسائل المناسبة وسابدأ باسلوب الاشارة الى المكان والزمان من دون التطرق الى المسميات الخاصة لا لانني اخشاهم بل حتى نصل الى مرحلة وجود تنفيذ وردع حقيقي وحتى تتواجد لدينا مؤسسات مختصة حقيقية لاصورية ونزيهة تتعامل مع هذه الملفات بحزم وصلابة وردع ووفق اسس الاصلاح والعقاب والثواب عندها من المفروض ان تكون تلك المسميات بين ايادي لاتخشى في الله لومة لائم لتنال جزائها بالعدل والانصاف .
ياشعبي الطيب لنبدأ بالثورة والاصلاح ضد الفساد وانا رقم واحد بين الملايين واتحرك بامكانات بسيطة للغاية واحتاج اليكم وانتم تحتاجون الى اهم اسس الاستقرار ومن يرعى او يغطى على مفسد سياتي اليوم الذي يجد نفسه وعائلته واطفاله وقد تم سلبهم حياتهم او شرفهم لان المنفذ كان مفسدا بيننا ولكننا لم نحاربه بما يستحق وتغاضينا عنه والفساد جريمة مستمرة وتتشعب بتاثيراتها والويل لنا ان اعتقدنا انه امر لايستحق ما حذرت منه واشرت اليه .
قبل ان اختم اود التاكيد على انني ساشير الى الجوانب المشرقة والمشرفة لمن نلمس لديه نزاهة وتضحية وجد واجتهاد في عمله وسنطالب بتكريمه وترقيته فلاخير في نقد ان لم يكن معه الحلول ولاخير فينا ان تحول اهتمامنا الى الجانب السلبي ولم نتطرق الى الجانب المشرق والحياة لها وجهان نتمنى ان نرى عراقنا مشرقاً خاليا من الظلم والجور والفساد .
الى اللقاء في الحلقة القادمة والويل كل الويل للمفسدين من قلمي ..

التعليق