عاجل:
مقالات 2011-09-26 03:00 559 0

الفساد الإداري وباء وبلاء

لا يقتصر الوباء الذي يصيب البلدان والشعوب على الأمراض البدنية فقط ، وإنما هناك نوع أخر من الأوبئة يصيب نفسية الإنسان وضميره

لا يقتصر الوباء الذي يصيب البلدان والشعوب على الأمراض البدنية فقط ، وإنما هناك نوع أخر من الأوبئة يصيب نفسية الإنسان وضميره بحيث تصبح هذه النفسية وهذا الضمير سجينا أمراض ضعف الإنسان أمام هذه الأوبئة . فتراها تسيطر عليه وبالتالي بات عنصرا مريضا معديا فتاكا خطرا جدا على المجتمع . ومن هذه الأمراض هو مرض الفساد . ولست اقصد هنا الفساد الأخلاقي بمعناه المتداول ، ولكن اقصد الفساد الحكومي ( المالي والإداري ) فان هذا الوباء والعياذ بالله بات مستشريا ومنتشرا بشكل كبير جدا في مفاصل الحكومة العراقية ومؤسساتها ودوائرها الخدمية وغير الخدمية . فقد سرى هذا الوباء في كل شيء من أركان الدولة العراقية ولا توجد هناك بوادر او لقاحات يمكنها أن تقلل من تأثير هذا الوباء ، وراح أكثر المصابين بهذا المرض يبحثون عن طرق جديدة لزيادة حجم منافعهم من خلال توظيف هذا الوباء لمصلحتهم الشخصية . وألان وفي نوع جديد من أنواع هذا ( البلاء ) وحتى يتم الحصول على شهادات عليا بدأ قسم من المسؤولين والبرلمانيين وممن هم مصابون بهذا الوباء بممارسة الضغط تارة او الرشوة أخرى او المساومة تارة ثالثة في سبيل الحصول على مقعد في الدراسات العليا في الجامعات العراقية . فقد اعتبر طلبة متقدمون للدراسات العليا في جامعة بغداد ، أن رسوبهم أمر حتمي بعدما حصل لهم خلال امتحان المفاضلة الذي قاموا بتأديته ، مؤكدين أن كل الأدلة تشير إلى إمكانية التلاعب بدرجاتهم بعد رفض المشرفين على الامتحانات أن يكتب اسم الطالب على الدفتر ألامتحاني، فضلا عن طبيعة الأسئلة التي فوجئوا بها، فيما شددت وزارة التعليم العالي على أن الكليات غير ملزمة بوضع أسئلة محددة المواصفات . وان ذلك معناه التلاعب بالأسماء من خلال رفع هذه الورقة فيما بعد وتحويلها إلى أي دفتر آخر، لاسيما أن عددا من البرلمانيين والمسؤولين في الحكومة كانوا ضمن المتقدمين للامتحانات وحضروا معا لتأديته . إذا فهناك نوع من ( الفبركة ) في الموضوع ..؟ وهذا بعينه هو نوع من أنواع الفساد الإداري الذي نتكلم عنه . والغريب بالأمر انك عندما تسأل احد المسؤولين القائمين على مثل تلك الامتحانات على موضوع يخص طبيعة الإجابة او استفهام واستيضاح لحالة معينة فانه يتذمر ولا يسمح لك بمناقشته ، وبالتالي يعتبر ذلك من الخروقات المهنية وهو بذلك يكون اقرب إلى الممثل الذي يتقمص الأدوار في سبيل إبراز دور معين . على كل حال فملف الفساد المالي والإداري في الحكومة العراقية كبير جدا ومتشعب ولكن ما لا يقبل الشك انه بات وباءً وبلاء .

التعليق