انسحبت القوات الامريكية من مدن العراق،بعد تواجد لها استمر لمدة اكثر من ٦ سنوات، التي تمخض عنها احداث مصيرية وحساسة، شكلت مرحلة فاصل من تاريخ العراق المعاصر، وعدد قوات الامريكية تارحج بين الصعود والهبوط منذ دخولها للعراق، وبلغ اعلى معدل لتواجد القوات الامريكية ما يقارب  168 ألفا، ويصل العدد الحالي للقوات الأمريكية في العراق إلى نحو 155 ألف جندي. ، وتتوزع القوات الامريكية على المقرات التالية:
1.    القيادة المتعددة الجنسيات لنقل المهام الأمنية ،يطلق على هذه الوحدة اسم "مين ستيكي" وهي مسؤولة عن تنظيم وتدريب وتجهيز كل قوات الأمن العراقية في العراق.
2.    فيلق مهندسي الجيش الأمريكي- فرقة منطقة الخليج  ،يقوم الفيلق بمساعدة الحكومة العراقية في إعادة بناء البنى التحتية
3.    قاعدة بلد المشتركة :تعدّ قاعدة بلد المشتركة المقر الرئيسي لجناح الطيران الإستطلاعي 332 وأيضا المقر الرئيسي لما كان يُعرف رسميا باسم منطقة أناكوندا للدعم اللوجستي، والذي يعدّ أضخم مركز تجهيز للجيش في العراق. هذا ويعدّ جناح الطيران الإستطلاعي الثالث التابع للجيش الأمريكي مسؤولا عن توفير الدعم اللوجستي لكلّ مسرح عمليات تابع للجيش في العراق. وتبعد قاعدة بلد المشتركة حوالي 40 ميل عن شمال بغداد، وتعد قاعدة بلد من كبريات القواعد الامريكية، وحركة الطيران فيها توازي حركة بعض المطارات الدولية، وتحتوي القاعدة على مجمعات طبية متطورة واسواق تجارية، فهي مدينة عصرية ولكن بشكل قاعدة امريكية.
4.    فيلق القوات المتعددة الجنسيات:تعدّ هذه الوحدة العسكريّة التكتيكية مسؤولة عن قيادة و توجيه العمليات في العراق. حيث يشرف عليها حاليا الفيلق الثامن عشر والمحمول جوا والمتمركز في قاعدة فيكتوري بالعاصمة العراقية بغداد؛ ويشرف الفيلق القوّات المتعددة الجنسيات في العراق ،تجدر الإشارة هنا إلى أنه تم تقسيم العراق إلى أربعة مناطق عمليات رئيسية تقع ضمن نطاق مسؤوليات أربعة دول.
5.    الفرقة المتعددة الجنسيات- بغداد :هذه الفرقة معروفة أيضا باسم ’قوة المهام بغداد‘ وهي المسؤولة عن العمليات في العاصمة بغداد، و تتولى قيادتها فرقة سلاح الفرسان الأولى القادمة من قاعدة "فورت هوود" بولاية تكساس
6.    الفرقة المتعددة الجنسيات- شمال :هذه الفرقة معروفة أيضا باسم "قوة المهام لايتنينج" وهي مسؤولة عن العمليات في مدن بلد وكركوك وتكريت والموصل وسامراء، حيث تتولى قيادتها فرقة المشاة الخامسة والعشرين للجيش الأمريكي القادمة من قاعدة "سكوفيلد براكس " في ولاية هاواي.
7.    ·       القوة المتعددة الجنسيات- غرب :وتتولى قيادة تلك القوّة المتعددة الجنسيات قوة مشاة البحريّة الأمريكية الإستطلاعيّة الثانية، حيث يشمل نطاق عملياتها مدينتيْ الرمادي والفلوجة.
8.    ·       الفرقة المتعددة الجنسيات- جنوب :وتعرف هذه الفرقة باسم ’قوة المهام ماونتن‘ ومن مسؤولياتها مساعدة قوّات الأمن العراقية في مهماتها الرامية للحفاظ على الأمن والإستقرار في مناطق جنوب بغداد والممتدة من محافظة النجف إلى محافظة واسط. هذا وتتولى الفرقة الجبليّة العاشرة الخفيفة والقادمة من قاعدة "فورت دورم" في ولاية نيويورك قيادة الفرقة المتعددة الجنسيات- وسط. 
بدات قضية انسحاب القوات الامريكية تطفوا على السطح وحسب اتفاقية سحب القوات يجب ان تنسحب  جميع هذه القوات من جميع الأراضى العراقية فى موعد لا يتعدى 31 كانون الأول عام 2011. وأن تنسحب “جميع القوات الأمريكية المقاتلة من المدن والقرى والقصبات العراقية في موعد لا يتعدى 30 حزيران عام 2009.
وستكون مراحل انسحاب القوات الامريكية بالخطوات التالية:
1.    انسحاب القوات الامريكية من المدن العراقية في موعد لا يتعدى 30 حزيران القادم وذلك حسبب ما قررته اتفاقية سحب القوات بين امريكا والعراق.
2.    ستتولى القوات الامريكية بسحب قواتها من القواعد الامريكية، فهي سلمت الآن 142 قاعدة الى القوات العراقية ولا تزال تتحكم ب320 موقعا.
3.    انسحاب القوات القتالية الامريكية من العراق وذلك في في اب(اغسطس)القادم، وذلك حسب ما قرره الرئيس اوباما في استراتيجته المعلن.
4.    ستنتهي المهمة القتالية الاميركية في العراق بحلول 31 آب (اغسطس) عام 2010، وذلك طبقا ايضا ما صرح به الرئيس اوباما ضمن استراتيجته.
5.    سنتهي جميع القوات الامريكية من العراق بحلول 2012.
 
رغم انسحاب القوات الامريكية من العراق بشكل كامل الا ان سيبقى بعض التواجد الامريكي وذلك طبق ما صرح به الرئيس اوباما القادة العسكريين الامريكيين، وحسب الموارد التالية:
1.    ستبقى قوة تتراوح بين 30 ألفا و50 ألف جندي لتدريب وإعداد القوات العراقية وحماية مشاريع الإعمار المدنية وحماية المشاريع الدولية وأعضاء السلك الدبلوماسي.
2.    ستبقى جزء من القوات - لم يكشف المسؤولون عن حجمها- ستكون مهماتها محصورة في عمليات مكافحة الإرهاب سواء وحدها أو مع قوات الأمن العراقية.
3.    سيكون مهام التواجد الامريكي هو لدعم الحكومة العراقية بالحاجات اللوجستية فقط ، خصوصا لنقل القوات العراقية وذلك لعدم امتلاكها اي طائرة، لذلك ستشتري الحكومة العراقية مروحيات من فرنسا والولايات المتحدة”( حسب ماصرح به اخيرا رئيس الوزراء نوري المالكي).
اهم الايجابيات سحب القوات الامريكية من العراق هي كالتالي:
1.    عودة السيادة: تحقق  ورجوع السيادة الكاملة للدولة العراقية وشعبها بعد ان تزعزت منذ غزو صدام للكويت في عام 1990 و ما تبعه من سقوط لنظام الصدامي المتهاوي في عام 2003، الذي تسبب في القضاء على سيادة العراق بشكل كامل  اثر هيمنة وسيطرة القوات الامريكية على الاراضي العراقي ومن المؤمل ان  تعود  سيادة العراق بعد انسحاب جميع القوات الامريكية و تخليصه من قرارات طائلة الفصل السابع.
2.    وقف العمليات العسكرية ونهاية المليشيات المسلحة: ان انسحاب القوات الامريكية سينهي اي مبرر لاستمرار العمليات العسكرية،حيث الغالبية منها تستهدف الشعب العراقي، وتستغل وجود القوات الامريكية كذريعة لزعزعة الامن واستقرار العراق، وسحب التواجد الامريكي من العراق سيضع حل حاسم لا ي تواجد مسلح، كان ياخذ وجوده الشرعي من تواجد القوات الامريكية في العراق.
3.    تعزيز القوات العراقية: ان انسحاب القوات الامريكية من العراق سيمنح دافعا لدولة العراقية لتعزيز القدرات الامنية العراقية، وسيجعلها تفكر بشكل منطقي وعملي بتعزيز القدرات التعبوية واللوجستية للقوات العسكرية العراقية.
 
ان مرحلة ما بعد انسحاب القوات الامريكية من العراق، ستكون مصيرية وستبرز حقيقة الشخصية العراقية الحضارية في بناء ما هدمته سياسات الانظمة الديكتاتورية السابقة، واخطاء تواجد القوات الاجنبية التي كانت تتحرك في الارض العراقية ضمن اجندتها ومصالحها، اما الان وستنسحب القوات الامريكية، فبلاشك سنشهد ظمور طرف من اطراف صراع الارادات على القرار العراقي، وستحرر الارادة العراقية لتنطلق من عمقها الحضاري وبما تمتلكه من قدرات طبيعية وبشرية لاعادة اعمار وازدهار العراق وانطلاقه كبلد حضارية متطور في المنطقة والعالم المتحضرة.