عاجل:
مقالات 2009-07-26 03:00 691 0

الشيوعيان الثعالبي والقبطان ومقال دمرتنا الشيوعية العراقية !

بعد نشري لمقال ( دمرتنا الشيوعية العراقية بلا رحمة ) تصدى كلا الاخوين الشاعر ناصر الثعالبي في موقع (صوت العراق) ، والكاتب

بعد نشري لمقال ( دمرتنا الشيوعية العراقية بلا رحمة ) تصدى كلا الاخوين الشاعر ناصر الثعالبي في موقع (صوت العراق) ، والكاتب المحترم الدكتور محمود القبطّان في موقع (الحوار المتمدين) للرد على ماكتبناه حول موضوع التدمير الشيوعي الفكري والمعنوي الذي نال منظومة القيم الثقافية والفكرية للشعب العراقي الكريم !.
والحقيقة ان كلا الاخوين قد تناولا الموضوع ودوافعه الفكرية على اساس انها محاولة انتخابية استباقية تحاول النيل من الوجود الشيوعي العراقي ورصيده الذي سوف يفاجأ الجميع ( كما يطرحه اليوم الكثير من شيوعي العراق ) في مرحلة الانتخابات التشريعية القادمة في العراق ، ولهذا كان توجهم في نقد ماطرح من خلال مقالنا مجّير برمته سياسيا للدفاع الاعمى الذي لم يفرق بين حابل ونابل في المقال ، حتى ان الشاعر الاخ ناصر الثعالبي لايكاد قارئ رده علينا ان يدرك هل هذا الرجل يعي مايكتب ام انه ذهب بعيدا ولمجرد انه يريد الدفاع عن حوزته الشيوعية المقدسة حتى وان كان على حساب العقل والتفكير السليم وصحة المنطق وادراك ميكتب نقدا عن الشيوعية العراقية  !.
نعم كان السيد محمود القبطان اكثر فكرية تساؤلية في رده على مقالنا المذكور مما جعل لمقاله ورده نوع من الفكرية التي بالامكان مجادلتها ومناقشتها في اكثر من منعطف وسؤال حول الشيوعية العراقية ومالها وماعليها في الواقع ، وهذا بعكس ماطرحه الشاعر الفنان ناصر الثعالبي والذي هو  يستشف منه مع الاسف انه لم يدرك اساسا ماكتبناه في الموضوع فكيف له ان يجيب عنه ، وربما بسبب عقلية الاخ ناصر الفنية لم يسعفنا الحظ بالالتقاء معه تحت عقلية فكرية واحدة كما هو شأن اهل الفن ورؤيتهم المختلفة عن اهل الفكر والتاريخ والتحليل  ، ولهذا كان رده بعيدا تماما عن ما كتبناه مثل قوله :(( ثم يعود الكاتب ليؤكد ان نهوض هذه القوى ادى الى انهيارات الشيوعيه (وماهي الا فترة قصيره من ظهور المد القومي الناصري وبعده البعثي ومن خلفه الاسلامي فيما بعد حتى توالت الانهيارات على الشيوعية العراقيه)
ثانية يظهر الكاتب( يقصد الشاكر) قصوره المعرفي في حركة الاحزاب والتيارات الفكريه وتحالفاتها ,اذيحمل هذه القوى مسؤلية انهيار(الشيوعية العراقيه)حسب تسميته لها ،وهو بذلك يسئ لتاريخ بعضها المشرف!ولجهالته لم يعرف ان هذه القوى أئتلفت مع الشيوعين في الجبهة الانتخابية سنة1954 وجبهة الاتحاد الوطني سنة 1957 وفي انتخابت مجالس المحافظات سنة2009 تحت اسم (قائمة مدنيون) !!.
والحقيقة نحن عندما ذكرنا نشوء هذه الاحزاب السياسية في العراق بعد الحزب الشيوعي العراقي ومساهمتها في اضعاف الاستقطاب الشيوعي للشارع العراقي كنا نحاول ايصال فكرة توصيفية للواقع العراقي التاريخي وكيفية حركته وتغير ميول انسانه السياسية ، ولم نكن نتحدث عن مسؤولية هذه الاحزاب عن انهيار الشيوعية العراقية او حالة الصراع او الائتلاف لهذه القوى السياسية ليذكرنا المحترم الثعالبي بان ليس هناك مسؤولية او هناك مسؤولية  !!.
لا وانما اشرنا الى ان في فترة من الفترات كانت الشيوعية العراقية مكتسحة تماما للشارع العراقي ، ولكن وعند بروز حركات سياسية وايدلوجيات قومية وغير قومية سرعان ماتغيرت ميول الانسان العراقي السياسية نحوها ليهجر شيئا فشيئا الايدلوجية الشيوعية ، لتتغير من بعد ذالك موازين القوى السياسية في العراق لصالح باقي القوى السياسية على الشيوعية ، ولتصبح اخيرا في خبر كان ، وهذا ماقصدناه بالضبط لكن لم يعه الاخ الثعالبي  !.
ولهذا نقول له ما علاقة  المسؤولية بما ذكرناه من حالة توصيفية في مقالنا المذكور اولا ، وماعلاقة الكلام بالتحالفات التي اقامها الحزب الشيوعي العراقي مع القوميين والبعثيين وغير ذالك حتى يتهمنا السيد الثعالبي بالجهل بتاريخ هذه الاحزاب !.
ومن هنا قلنا انه من الصعب على فنان وشاعر كالسيد الثعالبي ان يدرك مغزى مقالات هي بالاساس تنبني على الفكرية والقضايا التحليلية التاريخية وغير التاريخية ، ولو اراد السيد الثعالبي نصيحتي المتواضعة لقلت له اعتني كثيرا بقضايا الشعر ودع عنك قضايا التحليل والفكر ، فالعقلية الفنية من الصعب عليها ادراك مفردات ولغة ومقاصد اهل الفكر والتحليل ، وهذه النصيحة فقط حتى لايقع تناشز في التعارف والتقاءات بيننا كاصحاب قلم !.
نعم ياسيد الثعالبي انت ترى في اقتران مصطلح الثقافة والمرأة في العراق بالشيوعية العراقية مأثرة مابعدها مأثرة لهذه الشيوعية الا انني ياسيدي لم اكن اتحدث عن المآثر والنقائص في مقالي لتزهو بمآثر حزبكم الشيوعي العتيد ، وانما كنت اتحدث فكريا وتحليليا عن الانعكاسات السلبية او الايجابية لهذه المقارنات على عقلية الانسان العراقي اليوم وبالامس ، وانها كانت سلبية ولم تزل سلبية على هذا الانسان ، اي انها لاتدفع الانسان العراقي لينفتح على هذه الافكار بايجابية ان قدمت له على اساس انها منتجات شيوعية ، بعكس مالوقدمناها لهذا الانسان على اساس انها منتجات ( مثلا ) اسلامية فانه سيتفاعل معها بايجابية ويتلقاها بقبول حسن وبلا مشاكل فكرية او نفسية !.
الان هل فهمت ياسيدي ماذا قصدت باقتران هذه الافكار بالشيوعية العراقية وكيف ان هذا الاقتران بالنسبة لباحث غير منتمي لايدلوجيا مثلي يريد فحسب مصلحة الانسان العراقي وانفتاحه على كل ماهو في صالحه كانت اقترانات سلبية ليس بسبب كونها شيوعية او اسلامية ، ولكن بسبب تقبل هذا الانسان العراقي لها او عزوفه عنها ، والشيوعية مع شديد الاسف اقول انها ايدلوجيا غير مرحب بها عراقيا ابدا لااليوم ولاغدا بالنسبة لهذا الانسان العراقي الاصيل من وجهة نظري الخاصة !.
والى هنا اكتفي مع زميلي الشاعر ناصر الثعالبي لانتقل الى الشيوعي الاخر اخي الدكتور محمد القبطّان لأشير الى نقاطه التي ردّ من خلالها على مقالنا باكثر من محور واكثر من سؤال واكثر من جدلية لاتناول منها القليل للاختصار  :
اولا : تسائل المحترم محمود القبطان في البداية بعد ان رمانا بالبعثواسلامية من خوفنا من الحزب الشيوعي الذي كما ادعينا عليه انه جاء في الزمان الخطأ والى المكان الخطأ والى الانسان الخطأ ، وليسأل مستنكرا بقوله :( فلماذ التخوف من حزب نشا في "الزمان الخطأ والمكان الخطأ" كما يقول السيد حميد,واذا صح تنبأه المتأخر فعلا فكيف يمكن اقتلاع جذور هذا الفكر من الأرض العراقية في حين فشل كل من حاول من حكام العراق واعتاهم صدام أن يقطعوا جذرا واحدا من تمسك الناس بالفكر الشيوعي ).
الحقيقة ايها الرفيق محمود القبطّان اننا عندما اشرنا الى الشيوعية التي قدمت الينا عبر البحار على اساس انها جاءت في الوقت الخطأ فاننا قصدنا ماذكرناه من ان الانسان العراقي في حقبة النظام الملكي ومابعدها كان على استعداد كبير لتقبل الافكار التي تنهض بواقعه الحضاري بين الشعوب والامم ، وليس الانسان العراقي فحسب بل كان العالم البشري كله وبرمته مهيأ نفسيا وروحيا وعقليا لتقبل الجديد من الافكار والتصورات والايدلوجيات وغير ذالك ، وكون الشيوعية اتت في هذا الزمان بالتحديد كانت كارثة فعلية على هذا الانسان المسكين حتى انه احترق من جرائرها بعد اول اربع سنوات من حكم الشهيد عبد الكريم قاسم وبما فيهم عبد الكريم حبيب العراقيين جميعا نفسه الذي لولا الشيوعية لبقي في الحكم اكثر من ذالك بكثير!.  أما قولنا في المكان الخطأ فلأن العراق بلد الاعراف والقبلية والتقاليد من جهة ، وبلد الاسلام والمسلمين والائمة المقدسين من جانب اخر ، وليس من الطبيعي ان بلدا كالعراق سوف ينسجم مع فكرة لاتؤمن لابمقدس ولابتقاليد ولابأصول ولا بأعراف ...، ولهذا قلنا ان الشيوعية اتت للمكان الخطأ ، فلو كان العراق بلدا من اوربا الشرقية لما اعترضت على مجيئ الشيوعية له ، ولكن العراق بلد مقدسات اسلامية وقبائل قومية وصراعات اقليمية وتقاليد اخلاقية ..... وكل هذا ليس بصالح لاالشيوعية ولا الشيوعية هي بصالح العراق ، وهذه الرؤية ليس لانني مؤدلج او متحزب للاسلاموية ولذالك اقولها ، لا.... ولكن لكوني كاتب وباحث يحترم عقله يؤكد حقيقة التناشز بين الشيوعية وافكارها والعراق ووجوده في هذا العالم !.
وهكذا يارفيقي عندما قلت ان الشيوعية اتت للانسان الخطأ فكان كلامي واضحا تماماودقيقا من ان الانسان العراقي لايصلح للافكار الشيوعية ولا الافكار الشيوعية تصلح له وهذا التلميح يكفيني ويكفيك عن التعمق بهذه النقطة !.
وعلى هذا فنحن غير متخوفين مطلقا كما اعتقده الرفيق القبطّان من الحزبية الشيوعية العراقية لا اليوم ولا غدا ، واما ماذكره من عدم امكانية اقتلاع جذور الشيوعية في العراق ، وان جميع الحكومات لم تستطع القيام بذاك ....الخ ، فهذا من اغرب ما قرأت على الاطلاق من منطلق : ان الشيوعية بالامس واليوم متى كانت لها جذور في العراق حتى يلتفت لقطعها او تنشغل الحكومات بالتفكير بها اصلا ؟.
ياسيد القبطان هل انت تتحدث فعلا عن الشيوعية اليوم والتي تعاني من فقر دم ادخلها للانعاش والعناية المركزة منذ المرحوم عبد الكريم قاسم  ورحيله حتى اليوم ؟.
أم انك تتحدث عن حزب مكتسح للشارع العراقي اليوم بلا منازع ؟.
كثيرا ماعانيت شخصيا من هذه العقلية الشيوعية التي لاتريد ان ترى الواقع العراقي كما هو اليوم ، بل كما ينبغي ان يكون شيوعيا بالفعل ، ولهذا لااعلم سبب الرغبة الجامحة لدى الشيوعيين العراقيين بالكذب على انفسهم اولا وتصوير الواقع بشكل مزيف ثانيا ، والا اي جذور لم يستطع جميع حكام العراق اقتلاعها والشيوعية العراقية اول من تركها الشعب العراقي قبل حكوماته  ؟.
وهل الجذور الذي يتحدث حولها الشيوعيون العراقيون هي تعيش في محيط بشري وثقل انساني ام انها قصيدة شعر يرددها شيوعي هنا وماركسي قتله التدخين وامراض صعوبة الهضم هناك ؟.
وكأنما عندما يقول الحزب الشيوعي العراقي ان كل العراقيين شيوعيون ، وان الشيوعية لها جذور لايمكن اجتثاثها انتهى الامر صباحا ليصبح بالفعل كل الشعب العراقي رجالا ونساءا شيوعيا حتى وان كانت الشيوعية في العراق لم تحصل على مقعد واحد في الانتخابات التشريعية السابقة الا بالكوتة !!.
ثانيا : تسائل الرفيق القبطان في المقابل عن اصحاب الفتاوي الاسلامية وهل استطاعوا ان يؤثروا كالتاثير الذي احدثته الشيوعية العراقية في العراق ؟.
طبعا بامكاني الاجابة انه نعم استطاع اصحاب الفتاوي ان يؤثروا بالعراق باكثر من تاثير الشيوعية العراقية ، والدليل على هذا التاثير ان الشعب العراقي وباغلبية ساحقة انتخب اصحاب الفتاوي ، ولم يلتفت لاصحاب الشيوعية ،لكن المشكلة ليس بجوابي نعم او لا على قضية التاثير ومفردته لان هذا اوضح من الشمس في رابعة النهار ، انما المشكلة انني كنت اناقش في المقال الانعكاسات السلبية او الايجابية لهذا التاثير ، ولايعنيني بعد ذالك من هو صاحب التاثير الاكبر في الشعب العراقي ، هذا اذا لم نلتفت انه حتى وان كانت الشيوعية اكبر تاثيرا على العراقيين منها من الاسلامويين ، فمثل هذا التاثير وكلما كبر كان اكبر كارثية على هذا الانسان العراقي المسكين باعتبار انه سيغرق اكثر فاكثر في ازدواجية الشخصية التي ترفع شعار الماركسية وتؤمن في داخلها بالحسين بن علي سيد شباب اهل الدين  او هي ربيبة الاقطاع والقبلية او غير ذالك ، بعكس التاثير وان كان قليلا الا انه اوسع ايجابية على وجوده العراقي هذا  !.
ثالثا : ذكر الرفيق القبطان :(( يعيب السيد الشاكر على تصور"خطأ" في الإعلام العراقي الحالي من أن الثقافة وتقدم المرأة مرتبط بالشيوعية العراقية ,كما يسميها.لكن دعوني اخبر أحد أبطال قلم الإسلام السياسي الجديد ماذا وجدت من الخطاء في هذين المجالين التي تعترف انه منسوب ومرتبط "بالشيوعية العراقية" .))
ياسيدي اني وجدت ان المرأة والثقافة قد تدهور حالهما الى الحضيض بسبب هذا الاقتران بين الثقافة والمرأة من جانب وبين الشيوعية من جانب اخر !.
اعني لو كانت هذه المشاريع لم تركبها الشيوعية ولم تمتص كامل رونقها القديم ، لكان تفاعل الانسان العراقي مع مثل هذه المشاريع ايجابيا مئة بالمئة ، ولم نجد هذا العزوف عن المثقف والثقافة ومشاريع اصلاح واقع المرأة  اليوم !!.
والا هل يعجبك مثلا واقع المثقف والثقافة اليوم وموقعهما المتدني في القيمية العراقية ؟.
الا ترى معي ان هناك ازمة مثقف مؤثر في واقع مجتمعيتنا العراقية ؟.
أم انك من القائلين ان الثقافة والمثقف اليوم هما في احسن صورهما في العراق مابعد الاستهلاك الشيوعي لها ؟.
ألم يسأل الكثير من مثقفي وكتاب العراق بلماذا هذا التهميش الاجتماعي العراقي للمثقف ودوره اليوم ؟.
ألم ترى ان الثقافة والمثقف في العراق اليوم يقفون في الصف العاشر من التراتبية الاجتماعية العراقية بعد السياسية والدينية والقبلية ..... يأتي المثقف كشيئ لاقيمة حقيقية لوجوده في القيمية الفكرية العراقية ؟.
ألم تسأل نفسك لماذا هذا التهميش للمثقف والثقافة في واقع حياتنا العراقية ؟
وما اسبابه ؟.
وماجذوره التاريخية والنفسية ؟.
أم انك من غير القادرين لا على السؤال ولا على الاجابة على مثل هذه الاسألة  ؟.
هذا مانقصده عندما نقول اننا نشكوا من مقارنة الشيوعية بالثقافة وكيف ان هذا التقارن كان سلبيا على ذهنية و عقلية الانسان العراقي وانه اطاح بشخصية المثقف ومشروعه النهضوي المطلوب !.
نعم قدم لي الثقافة والمثقف باي اطار شئت ( شيوعي اسلامي برجوازي قومي ...الخ )  ولكن بشرط ان يكون اطارا مقبولا اجتماعيا عراقيا ومرحبا به كي يكون هناك تفاعل ايجابي بين المشروع وبين حاضنته الاجتماعية ، أما ان تقدم المشاريع باطر الشعب العراقي كله يرفضها فما تبقى من قيمة لمثل هذا المشروع حتى وان كان وحيا منزلا من السماء فضلا عن كونه مشروعا ثقافيا لايحمل اي قوّة سوى اسمه لاغير ، فهل الان وعيت قولي ؟، ولا اضن ذالك !!.
تمام كما قلت هناك تخلف ضد المرأة وهناك رجعية بالنظرة اليها وهناك وهناك ...... الكثير مما تفضلت به ، لكن المهم اين المشروع الاصلاحي الذي يتقبله الشعب العراقي لانقاذ هذه المرأة من واقعها الكئيب والسيئ هذا ، وليس المهم هو وجود المشروع الشيوعي وماقدمه للمرأة او الثقافة ، وكما ذكرت مثلا ايها الرفيق العتيد ان قوى التقدم واليسار الشيوعي ايدت مشاريع عبد الكريم قاسم في قوانين الاحوال الشخصية للمرأة ، وايدت ان يكون للمرأة حقوق شبيهة بحقوق المرأة السوفيتية العاملة انذاك وايدت حقها في الرقص ....الخ ، لكن السؤال المهم هو : هل تفاعلت المرأة العراقية نفسها مع هذه القوانين التي ناقضت معتقدها الاسلامي ، وناقضت تقاليدها الاسرية ، وناقضت واقعها الروحي والنفسي ؟.
ام انها رفضت هذه الترهات الشيوعية التي لاتسمن ولاتغني من جوع ، والتزمت بتعاليم ربها الذي خلقها وكرمها احسن تكريم حسب ما تعتقد المرأة العراقية نفسها ، او خضعت لنقل لأطرها الاجتماعية الحاضنة لها سواء كانت قبلية او برجوازية او غير ذالك   !!.
هذا هو قصدي ببراغماتية المشاريع وليس بشعاريتها الشيوعية الفارغة !!.
رابعا : تحول الرفيق محمود القبطان بعد ذالك لسرد ماتشعر به الشيوعية العراقية من غبن في واقع حياتها المأزومة في العراق الجديد وكيف ان :(( من شدة التزوير لتأريخ العراق وعلى كافة المستويات تنكروا لشهداء الحركة الوطنية.فلم تطلق كلمة الشهيد على الشهيد عبد الكريم قاسم وليومنا هذا.لم تشمل العوائل العراقية التي فقدت فلذات اكبادها بتعويضات الشهيد الا لمن كان محسوبا على أحزابهم.لم يقدم الى المحاكمة أي مجرم قتل بيديه وعن عمد الشيوعيون والديمقراطيون,بينما نرى محاكمات لا نهاية لها لمجرمين امتدت يداهم الى أعضاء أحزابهم,ومنها محاكمة الذين تورطوا بقتل أعضاء حزب الدعوة )).
والحقيقة انا من المتعاطفين بشدة مع هذه المطالب للشيوعيين العراقيين وليس لدي اي اعتراض عليها ، بل احمل تاييدا مطلقا لانصاف مناضلي الشيوعية العراقية وتعويض ذوي الضحايا وشمولهم بكل ماتقدمه الدولة العراقية الجديدة من تعويضات لعوائل هؤلاء المناضلين ، وادعوا كذالك بقوة وان كانت دعوة متاخرة لكن بالامكان تدارك شيئ ما الى اعادة الاعتبار لملفاة ضحايا الحزب الشيوعي العراقي واقامت محاكمات حتى وان كانت اخلاقية لاعادة الاعتبار لكل من نالته يد القمع الاجرامية البعثية وغير البعثية !.
نعم من جانب اخر نلقي جزء من مسؤولية التقصير على الحزب الشيوعي العراقي نفسه الذي فرط بكوادره ودمائهم التي سكبت باسمه وقربانا لصليبه ، ولم يطالب او يرتفع صوته حتى ولو اعلاميا بالمطالبة بمحاكمة زمر النظام السابق بجرائم تختص بالكوادر الشيوعية العراقية ، او هيئ ملفات ادانة لرموز النظام السابق قبل نهاية المحاكمات تختص باعضاء الحزب الشيوعي وكيفية وقوع الظلم عليهم كي تكون مستندات ادانة لرموز النظام البعثي ، وهذا كما هو مشاهد تقصير من قبل الشيوعيين انفسهم ولاتلام باقي الاحزاب العراقية الاسلامية الحاكمة على عدم التفاتها لغير ضحاياها والمطالبة بالقصاص لهم من نظام البعث اذا كان اصحاب الشان غير معتنين بذالك .
اخيرا : يختم الرفيق محمود القبطان ردّه على مقالنا بخاتمة المسك الشيوعية المعروفة بالخصومات الفكرية بقوله :(( من ثم يريد السيد الشاكر ان يقدم مثالا في الكذب والافتراء لا يشكر عليه عندما قال"وبالفعل ماهي الا دورة ماكنة واحدة للإنسان العراقي مع الشيوعي ليجد نفسه في متاهة ما بعدها متاهة في الفكر وفي السلوك وفي السياسة وفي الانقلابات وفي ضياع الثروة....))
ياسيدي المحترم ثق بأنني لم اتعمد الكذب وليس لي مصلحة بالافتراء لاعلى الشيوعية ولا على غيرها ، ولكن قلي بربك باعتبار انك احد الكودر الشيوعية العراقية اين اصبحت الشيوعية العراقية بعد تسلم القوميين ومن بعدهم البعثيين السلطة بمؤازرة جبهتكم الوطنية العتيدة معهم ؟.
ألم يدخل العراق في دوامة من العنف الدموية بعد ظهوركم النسبي في الشارع السياسي بعد 1958 م ؟.
وبعد ذالك كيف تبخر الشيوعيون والشيوعية من مسرح العمل السياسي العراقي لتبرز مكانها القوى الاكثر عنفا ودموية في تاريخ العراق الحديث  ؟.
الا تعتقد ان نصف الشيوعيين القدماء تحولوا الى بعثية ونصفهم الاخر اليوم يعمل مع السي ا اي والراسمالية الديمقراطية ؟.
والا تعتقد معي ان الشيوعية العراقية لو ارادت ان تعبر عن نفسها شعبيا وبلا تحالفات مع قوى تسمونها وطنية + تقدمية + ديمقراطية لتساوي = بعثية جديدة بينما هي بعثية امريكية معروفة للشعب العراقي ، هل سوف تنال اي ذكر محترم في هذا الشارع العراقي ؟.
فاذا كانت الشيوعية لم تعد وهم متلاشي ومتاهة تاريخية  فماذا نستطيع ان نسميها في هذه الحقبة من الزمان ؟!.
على اي حال الانتخابات القادمة قريبة ، وربما ستكون فيها تطورات دراماتيكية كما ذكرتم بفعل مليارات البترول السعودية التي سوف تضخ لصالح القوى البعثية القديمة والموالية للسعودية الوهابية التي ذبحت بالعراقيين حتى قالت السماء كفى والتي تسمونها شيوعيا بالقوى الوطنية ، وتحالفكم كشيوعيين مع هذه البقايا من البعث قديمة ، ولكن حتى مع هذه الحالة سيدرك الشيوعيون العراقيون انهم ماضي قد انتهى بلا عودة ، وان اراد ان يعود على حساب العراقيين فسوف تكون نهايته القادمة قاصمة نهائيا لوجوده على ايد حلفائه الجدد من القوى التقدمية + الديمقراطية + الوطنية = البعثية ، وليس على ايدي القوى العراقية الاسلامية الوطنية الاصيلة التي ترى في الشيوعيين العراقيين  انهم اخوتهم مهما اختلفوا معهم ، وعندئذ لات حين مندم!!؟

التعليق