عاجل:
مقالات 2014-08-06 03:00 758 0

السيد السيستاني خيار الأمة ولا لسقيفة المالكي

ليس فقط مرجع ديني للشيعة، وأنما كان أمين للأمة عامة بكل طوائفها وأعراقها، ولم يكن للعراق فحسب وأنما لكل العالم، فلا حاجة للمزايدة على

ليس فقط مرجع ديني للشيعة، وأنما كان أمين للأمة عامة بكل طوائفها وأعراقها، ولم يكن للعراق فحسب وأنما لكل العالم، فلا حاجة للمزايدة على حرص السيد السيستاني، ولا حاجة لتقديمه على الأخرين أو تقديم أحد عليه، ويكفي فخر أنه تلميذ الإمامين الحكيم والخوئي، وبعد أن ثنيت له الوسادة بزعامة الحوزة العلمية، فقد سار على منهجهما الأبوي ونظرتهما أتجاه العراق، كونها أرض الأنبياء والأوصياء، وعاصمة دولة العدل الألهي، لذا وقف موقف الزعيم والمرشد والقائد، الذي وضع مصلحة العراقيون نصب عينيه بعدما آلت الأمور للأنهيار والفوضى بعد التغيير النظام عام 2003، فقد حفظ الأرواح وحمى الممتلكات، ووضع الأسس الصحيحة للعراق الجديد، فقد حدد المبادئ العامة لبناء الدولة، ونظام الحكم وشرع الأنتخابات بقوله (الصوت أغلى من الذهب)، وبارك تشكيل الإئتلاف العراقي الموحد، نبذ الطائفية والفرقة وحرب المدن، بعدما أرادها هكذا تكون أعداء الوطن، ودعم بكل قوة تقوية النسيج الوطني والأجتماعي. ولكن بعدما بدأت الأمور تأخذ منحى حزبي وفئوي حذر من سرقة منجزات الشعب العراقي ومصادرة حقوقه، حتى أغلق بابه بوجه الساسة المفسدين، وأكتفى بمتابعة الأحداث والأمور العامة للبلد، الأ أن في الأنتخابات البرلمانية الأخيرة، ولحساسية الموقف وما يمر به العراق من تحديات أمنية وتخبط سياسي، بدأ يصدر البيانات الواحد يتلو الأخر، ويسندها بالأرشادات والتوجيهات الأسبوعية، وقد شخص الأمور وأعطى الحلول، الأ أن الظروف التي مرت على المجتمع والأساليب التي مورست مع المواطنيين، لم تساهم في أنجاح مخطط المرجعية الدينية في مرحلة الأنتخابات، الأ أن سماحته أفصح للأمين العام للأمم المتحدة، وما أعلن في صلاة الجمعة من توجيه بعدم التشبث بالمناصب وأختيار شخصيات للرئاسات تحظى بالمقبولية الوطنية الواسعة، كانت واضحة ويعن بها أصرار المالكي على خيار الولاية الثالثة، التي سقط ثلث العراق بيد عصابات داعش الأرهابية، بسبب السياسات الطائفية وتفشي الفساد وهيمنة فئة معينة على مقدرات العراق تحت ظل حكومة الولايتين للمالكي، وتأتي مطالبته بالثالثة مستندة لخطة خلق مواجهة بين أنصار المرجعية الدينية وأتباع المالكي الذين وقعوا تحت طائلة التظليل الأعلامي والأساليب الملتوية التي أستخدمتها المؤسسات الحكومي. الأ أن هذه الفئة التي يراد لها أن تتحرك في المدن العراقية تحت شعار (المالكي خيارنا) تصتدم بحقيقة أن المالكي هو خياركم، ولكن منصب رئاسة الوزراء من حصة الشيعة التي يتزعمها السيد السيستاني، الذي أنقذ العراق من الدمار الوشيك بعد أنهيار الجيش أمام داعش، وأصبحت المبادرة بيد المرجعية العليا بعدما تقدمت جموع المجاهدين لساحات الحرب في تخاذل واضح لأتباع المالكي من المشاركة، فأذن بأي وجه حق يكون المالكي مقدم في الخيارات أمام السيد السيستاني الذي أختارته الأمة بمراجعها وشخصيات وطبقاتها، فلا أعتقد أن أصوات المالكي التي يتحدث فيها قادرة على أن تؤسس لسقيفة جديدة يتقدم فيها أبا بكر وعمر على رأي وموقع نائب الإمام صاحب الأمر عج، فالعراق ليس بحاجة لسقيفة جديدة ولا لراشدين مفسدين بوجوه جديدة. الباحث في الفكر الإسلامي السياسي المعاصر

التعليق