عاجل:
مقالات 2011-05-26 03:00 940 0

السياسة بين النظرية والتطبيق.. العراق أنموذج

يقال أن السياسة علم وأنها (فن الممكن) ويرى البعض أن السياسة تركيب أيدلوجي يتكون من علوم متعددة أهما علم الأخلاق

يقال أن السياسة علم وأنها (فن الممكن) ويرى البعض أن السياسة تركيب أيدلوجي يتكون من علوم متعددة أهما علم الأخلاق والاجتماع وعلم النفس والتاريخ والقانون وعلم الكلام تمتزج تلك العلوم لتفرز نظرية قابلة للتطبيق على ارض الواقع يطلق عليها السياسة، لذلك تجد من يستخدمها بشكل ايجابي ليؤثر في المجتمع يقال انه قد جمع الأخلاق الفاضلة وعرف أطباع المجتمع الذي يعيش معه بشكله الحقيقي وتعامل بأريحية مع الآخرين ولديه إطلاع كامل بالتاريخ والتراث وكان بارع في معرفة القوانين واستخدام الكلام المناسب فانه نجح في وضع الشيء المناسب في مكانه فكان سياسيا ناجحا، وإما حينما يسوق السياسة بشكل السلبي المعكوس عن كل المضامين والمفاهيم أعلاه ويسيء التعامل بتلك المفردات والتصرف فيها فانه يفشل في عمله السياسي.
لذا يبدو أن السياسة تركيب أيدلوجي وأنها فن من الفنون التي استخدمها الأنبياء للتعامل مع البشرية لاسيما المجتمعات التي حملوا رسائل السماء أليها والاهم هنا أن السياسة ارتكزت على الأخلاق الفاضلة وأفضل من استخدم السياسة بشكلها الايجابي هم الأنبياء والرسل والأوصياء الصالحين وان الإمام علي (عليه السلام) أوضح ذلك حينما قال"ما كان معاوية أدهى مني ولكنه امكر" وهذا دليل على أن الإمام علي (عليه السلام) ومعاوية كل من هما قد تعامل مع الآخرين سياسة خاصة إذ أن معاوية استخدم تطبيقاتها السلبية والإمام علي(عليه السلام) استخدم تطبيقاتها الايجابية، ويظهر أن تلك الوقائع بشواهدها تقطع الطريق على دعاة (فصل الدين عن السياسة)، ولكنهم محقين في أمر واحد وهو أن بعض المحسوبين على التيار الديني أو ما يصطلح عليهم في الوقت الحالي (الإسلام السياسي) قد طبقوا النظرية السياسية بمردودتها السلبية لذا فان المعارضون لهم يلوحون (بالفصل) وهذه الحالة ليس عيب على الدين وإنما العيب جاء بسبب تعامل بعض رجال التيار الديني بالطرق السلبية مع المجتمع بحجة أن السياسة جزء من تعاملات الدين.
وفي الحالة العراقية الحالية نجد السياسة استخدمت بوجهيها الايجابي والسلبي ولدى كلا الجانبين التيار الديني ولدى المعارضين لقيادة الدين للمجتمع عامة والعراقي خاصة أو ما يطلق عليهم (العلمانيون أو اللبراليون) وفي كلتا الجانبين استخدمت السياسة ايجابيا وسلبيا فبعض الحركات الدينية استخدمت الطريقة (الكهنوتية) في السياسة أي على غرار طريقة الكنيسة الأوربية في القرون الوسطى والتي أسيء للدين وتعالمه من خلال تلك السياسة المجردة حتى من ابسط الأخلاق ناهيك عن الجوانب الأخرى ومنها من استخدمت السياسة على غرار سياسة الإمام علي(عليه السلام) ولا اقصد الكمال في ذلك بحيث يصل لمرتبة العصمة ولكن من قلد الشيء حشر معه وهذه هي الأصول العامة للتعامل مع السياسة، أما التيار غير الديني في مبادئه أيضا لا يؤخذ عليه التعامل السلبي فقط للسياسة حيث يشار إلى أن البعض قد استخدمت السياسة على غرار طريقة (كسرى) والذي يقيل فيه "لو كان كسرى في الإسلام لدخل الجنة"، فإذا ليس الرجل السياسي بحد ذاتها عالم في علم السياسة ومن استطاع عن يروضها على أساس التمثيل بالممكن والذي من خلالها يحصل على ما يريد، ولكنها حسب ما يعتقد البعض أن السياسة تركيب معقد لا يمكن لأي شخص أو جماعة النجاح فيها ما لم يحقق الجمع بين العوامل أو العوالم المكونة للسياسة للوصول لما يريد.

التعليق