عاجل:
مقالات 2012-02-18 03:00 644 0

السعودية والمساعي الخفية لحرب إيرانية – أمريكية

تتركز أنظار العالم والدول الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا على المناطق الخليجية والشواطئ العربية والفارسية لأسباب نفطية بالدرجة الأولى وال

تتركز أنظار العالم والدول الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا على المناطق الخليجية والشواطئ العربية والفارسية لأسباب نفطية بالدرجة الأولى والمساعي الإيرانية في امتلاك سلاح نووي ، والانعكاسات السلبية التي سوف تؤثر على اقتصاد العالم المتأزم ، لذا لجاءت القوى العظمى في العالم إلى ملئ الخليج العربي بحاملات الطائرات والأساطيل الحربية والسفن القتالية وإجراء منارات عسكرية بين الحين والأخر لكي تثبت أنها موجودة وتوفر الأمن لـ17 مليون برميل يومياً تتجه إلى المستهلك في إنحاء المعمورة .

وهي بذلك تقلق على مصير مواطنيها ، على العكس من "ساستنا" الذي يخدمون كرسيهم وديمومته ، وخصوصا من التهديدات الإيرانية التي تهدد بغلق مضيق هرمز في حال تعرضت إلى هجوم عسكري محتمل من أمريكا ..

يلعب العراق دوراً فاعلاً في المعادلة التوازن الخليجي النفطي والأمني ، وقد اخذ هذا الدور يزداد بعد احتلال بغداد والتعاون الذي أبداه مع دول الجوار وازدياد نسبة تصدير النفط ، ما جعل أي مشكلة في العراق لها تأثير إقليمي في المنطقة ، رغم أن الطائفية الموجودة في العراق بين السياسيين يوثر على أدوات السياسية الخارجية والميول التي تنيط به ، وهذا ما تسعى له دول الجوار كإيران والسعودية فكلتا الدولتين تعرف جيداً دور العراق الأساسي في المنطقة ، ما جعل من الدولتين تتبنى طائفة معينة تحقق عن طريقها مكاسبها الاقتصادية والأمنية .


يقول الأمير الفيصل بأن الغزو الأمريكي للعراق لم يكن خطأ فقط ، بل كارثة
على المنطقة بأسرها، ولكن أليس من حقنا أن نذكّره وكل المسؤولين الخليجيين الآخرين، بأنهم ارتكبوا 'خطيئة' اكبر عندما ساندوا الحصار الأمريكي على العراق ، ورقصوا طربا لاحتلال بغداد، وسقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين الذي حارب إيران ثماني سنوات دفاعا عنهم، ولمنع وصول الثورة الإسلامية الخمينية إلى شواطئهم؟

لكن الأمير فيصل نسى أو تناسى أن الكارثة العراقية بدأت عندما انطلقت الطائرات الأمريكية من أراضيهم في عام 1991 لتدمير العراق ، وتمهد لحصار كلف العراق أكثر من مليون شهيد ومن قبلها حرب إيرانية عراقية كان محركها وادعمها  "سعودي .. عربي"  جلبت الذل والمهانة ومهدت لتدمير النسيج العراقي وقيمة الاجتماعية والاقتصادية ..

وكانت السعودية ولا زالت الشريك الأكبر للإستراتيجية الأمريكية في المنطقة ،  وهذا واضح للعيان قبل المراقبين ..

واليوم نحن على أبواب حرب أمريكية – إسرائيلية ضد إيران ، فقد أخذت بعض الدول على عاتقها الترويج لها ، ودعمهم كما فعلت من قبل مع العراق ، وكانت الخطوة الأولى هي زيادة دول الخليج صادرات النفط لسد الحاجة الدولية من النفط ، وبذلك تؤكد أن أي حرب ضد إيران لا يهدد اقتصاد أي بلد من الجانب النفطي الذي تتخوف أكثر بلدان أوربا من شحته في بلدانها أذا ما حدثت حرب على إيران ، وهي بذلك تأمل للتخلص من الإخطبوط الإيراني  بعدما فشل صدام في ذلك طيلة ثماني سنوات ، والدول الخليجية وعلى رأسهم مملكة السعودية على استعداد لدعم إسرائيل أذا ما حققت لها هذه الأمنية التي كلفت دول الخليج غالياً ومستعدة لبذل المزيد ..

وإذا ما أشكل البعض لماذا تدفع المليارات الدولارات من اجل الإطاحة بإيران فهنالك حسابات اقتصادية وطائفية .  هذا ما جعل السعودية تقرر الوقوف في الخندق الأمريكي وهي تعي حجم الخسائر والإرباح من ذلك . معتقده أن مساندتها لأمريكا يمكن أن يحقق أمنيتها في إيران ، كما حقق أمنيتها في العراق في قطع رأس صدام الذي أخذ يهدد مصالحها بعد عام 1991 .

بعد أن لبت السعودية طلب زيادة صادراتها النفطية لتعويض النفط الإيراني ، مضت الدول الأوربية في فرض عقوبات اقتصادية وحضر قد يخنق إيران اقتصاديين ، فقد اغرق مجلس التعاون الخليجي النفط العالمي بمليون برميل أضافي ، مؤثره بذلك على الاقتصاد الإيراني والعراقي ، بعد أن هبط سعر البرميل عشرة دولارات في الوقت اشد ما يكون فيه العراق إلى ارتفاع أسعار النفط ، بعد أن اعتمدت الحكومة العراقية اعتماداً كلياً على النفط . وهذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها الدول الخليجية إلى هذه الخطوة ، فقد كانت الأولى بعد انتهاء الحرب الإيرانية العراقية ما دفع صدام إلى غزو الكويت ومن بعدها السعودية ما جلب الكوارث للاقتصاد العراقي المهشم بعد حرب طاحنه مع إيران  ..

تركز الدول الخليجية على احتمال امتلاك إيران سلاح نووي قد يهدد أمنها ، متناسية السلاح النووي الإسرائيلي الذي قد يكون أشد خطورة من السلاح النووي الإيراني أذا ما وجد ، فلماذا نرضخ للأخير ونتعايش معه " بينما نرفض الأول ونستعد للمشاركة في حرب ضده ، قبل حتى أن نتأكد من امتلاك إيران من عدمه .
تمتلك إسرائيل رسمياً أكثر من مئتي رأس نووي والشارع الخليجي مهتم بامتلاك إيران رأس نووي ومتخوفة من ذلك ألا يعتقدون أن امتلاك إيران سلاح نووي ، قد يحقق التوازن الاستراتيجي مع إسرائيل و يقوم بردعهم بعد أن عجزت الدول العربية من ذلك طيلة عقود طويلة ..

ولكن إيران المتخوف من دول الخليج العربي في دعم والمساهمة في أي حرب إيرانية – أمريكية إلى الجانب الإيراني هددت في بالانتقام من جيرانها أذا ما تواطؤ مع أمريكا .

التعليق

آخر الاخبار