عاجل:
مقالات 2009-06-02 03:00 608 0

السجال العقيم

يبدو ان بعض السياسيين مازال مولعاً بفن المغالطة واللعب بالالفاظ واشغال شعبنا بدوامة الازمات الكلامية والمفاهيمية كمادة

يبدو ان بعض السياسيين مازال مولعاً بفن المغالطة واللعب بالالفاظ واشغال شعبنا بدوامة الازمات الكلامية والمفاهيمية كمادة دسمة للفضائيات التي تتربص اقوال وتصريحات المسؤولين وتنفخ فيها لاثارة مشاعر المواطنين بقضايا غير ذات جدل وغير مهمة ولا يترتب عليها أثر في الواقع كمن يناقش الملائكة ذكور ام اناث او البيضة من الدجاجة او الدجاجة من البيضة في سفسطة كلامية لا ثمرة فيها ولا جدوى منها.

وضع العراق الجديد ومناخاته احياناً تشبه مخازن بارود قابلة للانفجار في كل لحظة وفتيلها التصريحات التي تؤكد الهواجس والمخاوف في وقت ان العراق بحاجة الى ايجاد حالات من الثقة المتبادلة بين مكوناته. لا يمكن ان نتغافل عن خصوصيات ومكونات ابناء شعبنا ولا يمكن ان نغض النظر عن الواقع العراقي وما عاشه في مراحله السابقة من الظلم والظلام الطائفي وتحكم عصابة بمقدرات العراقيين. لا يمكن ان نعيش في احلام وامال مثالية ونزعم ان العراق تعافى تماماً من الخوف من الماضي القريب الذي دفعنا به الثمن غالياً في واحد من ابشع حقب العراق السياسي المعاصر.

نعتقد ان الكلام والاعلام بداية لكل مصائبنا وكوارثنا ورب كلمة سلبت نعمة كما يقال واول الحرب كلام وهذا ما يجعلنا حذرين تماماً من اطلاقات الكلام العائم والغائم الذي يكرس المخاوف ويعمق الشد الطائفي. هناك حقائق معلومة اثبتها الواقع السياسي الجديد في العراق واصبحت هذه الحقائق واقعاً لا يمكن تغافله بعد انهيار المعادلة السابقة ولكن ليس من المفيد التأكيد على هذه الحقائق بالاعلام مازالت الممارسة الواقعية تؤكدها فان الاشارة اليها قد يثير حساسية الاخرين ويزيد من مخاوفهم واوهامهم فلنترك الواقع والممارسة هي التي تحدد حقيقة ما كنا نغض الطرف عنه وصناديق الانتخابات هي الكفيلة في تأكيد هذه الحقائق على ان ذلك لا يمكن ان يقودنا الى صراع ارادات وقناعات تفرزها النوايا وازمة الثقة بيننا وقد جربنا جميعاً ما حصل بعد السقوط وكيف دفع شعبنا الثمن غالياً.

احياناً العاقل تكفيه الاشارة وليس وضوح العبارة فنأمل ان لا تقودنا هذه السجالات الى تعميق ازمة الثقة ونكون كمن وضع عموداً امام داره فقيل له ما سبب وضع هذا العمود فقال لكي اعلق الفانوس عليه ثم سئل عند جدوى تعليق الفانوس فقال لكي لا يرتطم المارة بالعمود!

التعليق