عاجل:
مقالات 2010-07-13 03:00 753 0

الساسة العراقيون قصور الرؤيا وغياب وحدة الهدف

حينما وقع الخلاف بعد النبي على منصب الخليفة وحدث ما حدث قال الأمام علي ٌ عليه السلام قولته الشهيرة ( أسالم

حينما وقع الخلاف بعد النبي على منصب الخليفة  وحدث ما حدث   قال  الأمام علي ٌ عليه السلام قولته الشهيرة ( أسالم ما سلمت أمور المسلمين ولو وقع الجور علي ٍّ خاصة) فقد عبر  هذا الموقع للامام عن بعد نظر كبير في عملية بناء الدولة , حيث أعتبر الأمام  أن السلطة ليست هي الغاية بقدر ما هي  وسيلة لتحقيق غاية وحينما  لا يكون هو فيها فهناك المزيد من الطرق لتحقيق هذه الغاية ما دام هناك وحدة هدف لدى الجميع وهو الإسلام , لذا كان دائما يقول( نحن إختلفا فيه ولم نختلف عليه) أي لم نختلف على الاسلام بل في آلية تطبيقه , ومادام الاسلام هدفنا فان التنازل من أجله موقف ٌ عظيم,  فكان هذا الموقف حسابا ً  سياسيا ًوتاريخيا ً مهما سجله التاريخ للإمام , لذا يشكل التاريخ واحداً من أهم الحسابات لدى السياسيين بشكل عام فهم يهتمون بما سيكتب عنهم , لأن من المعروف ان السياسي يحسب للتاريخ حسابا ً كبيرا ً فهو الحاكم على ما يقوم به وهو الفيصل في إحلاله في المكانة الذي يستحق, ونحن عندما نقول التاريخ فنعني به حركة المجتمع والذاكرة الشعبية  . ولكن يبدو أن بعض السياسيين العراقيين لديه قصور في فهم  حركة التاريخ, وما سيكتبه عنهم ولربما لم يفكروا به أبدا ً وهذا ينتج لسببين , أولهما هو الجهل بتأثير التاريخ في صنع الذاكرة الشعبية مما سيولد إحباط نفسي وتراجع في عمليات التطور والرقي في المجتمعات جراء أي تغيير فما لو كان هذا التغيير على النحو الذي يجري حاليا ً في العراق , والثاني هو كون العاملين في السياسة ليسوا سياسييون بالاصل ولكن وصلوا الى مراكز القرار الساسي بضربة حظ, لذا نجدهم يختلفون بأستمرار دون أن يضعوا سقف لهذا الاختلاف ,ففي عالم السياسة هناك قواعد للاختلاف بحيث لا تتعدى وحدة الهدف وأقصد بها وحدة الولاء  للوطن وهي داخلة ضمن الحساب التاريخي فلا يمكن ان يكون الاختلاف على الوطن فيما لو كان الوطن يمر بظروف كالتي يمر بها العراق اليوم والذي يأن من جراحاته السابقة فلا ينبغي للسياسي أن يعمق الجرح ويزيد في المأساة بل يتنازل ولو وقع عليه الجور خاصة كما فعل الأمام    , فحينما يكون هناك غياب لوحدة الهدف بين السياسيين يحل التنازع والصراع محل الخلاف وهذا التنازع هو صراع الأعداء وليس خلاف  الشركاء . فلو كان الهدف لديهم هدفا ً ساميا ً لستحق التنازل ولو أحس البعض بعدم الرضا , فلا يمكن ان يختلف الناس ذوي الهدف الواحد على الهدف , فلو كان الخلاف على الآلية لربما يقبل ذلك ولكن حينما يكون الخلاف على الهدف ولا يحسب له حساب فان الرؤيا في هذا الحالة منعدمة وليست مشوشة ¸وهذا ما يحدث للساسة العراقيين حينما يختلفون على منصب رئاسة الوزراء متناسين ان العراق يكاد يضيع ويتمزق جراء صراعهم هذا  ولربما سيكون لقمة سائغة للمتربصين به و بوحدة أراضيه , وان المواطن العراقي هو من يدفع الثمن , فاين سيكونون لو حدث هذا لا سامح الله وأي الأثمان سندفع جميعا . فهل ستبقى رئاسة لو ذهب الوطن وصار هامشيا ً ؟ تساؤل أضعه بين أيدي السياسيين المتصارعين على كرسي الرئاسة .                                                          

علاء الخطيب

التعليق