عاجل:
مقالات 2016-12-14 03:00 2975 0

الساسة السنة وهدم الدولة..!

إتسع إستخدام مفردة دولة المؤسسات، وباتت قيد التداول السياسي والإعلامي اليومي بشكل مكثف، وتحولت الى أيقونة دائمة في أي حديث سياسي، لكنها لم تكن كذلك مألوفة قبل 2003،

إتسع إستخدام مفردة دولة المؤسسات، وباتت قيد التداول السياسي والإعلامي اليومي بشكل مكثف، وتحولت الى أيقونة دائمة في أي حديث سياسي، لكنها لم تكن كذلك مألوفة قبل 2003، لأن العراق كان يدار وفقا لشعار: إذا قال صدام قال العراق"، بمعنى أن العراق كان يدار بدولة الفرد الواحد، ما يلغي التفكير ببناء دزلة المؤسسات

    نعم إن "أجهزة" الدولة كانت قوية، وتمسكها أيد صارمة، لكنها لم تكن "مؤسسات" بالمعنى المهني للمأسسة، بل كانت "أجهزة" لخدمة الديكتاتورية بكل مخرجاتها، من قمع وإذلال وتسخير مقدرات البلد وثرواته، لخدمة الجاكم الفرد، ومده بأسباب القوة والبقاء.

    في سجلات العراق المكتوبة على ألواح الطين، أو المنحوتة على الصخور؛ نقرأ أن هذا البلد الضارب تاريخه في عمق الزمان، عرف أرقى أنواع الأنظمة الإدارية، التي تحولت الى نماذج أستعارتها الدول والأنظمة الأخرى، لتسيير أوضاعها ونظم أمرها، لذلك لإنه عندما حانت لحظة التغيير، بُعيد سقوط نظام القهر الصدامي، كانت الأعناق تتطلع الى بناء دولة " مؤسسات"، وأن تتخلى هذه الدولة عن نظام "الأجهزة" الخادمة للدولة وقياداتها، وهذا التطلع وحده كفيل ببناء نظام ديمقراطي سليم.

    في هذا الصدد؛ فإن الحقيقة تكشف أنه لا يمكن لأحد ما، أن يعلن عداءه لدولة مؤسسات، تضمن الإستقلالية والفصل بين السلطات، التشريعية والتنفيذية والقضائية، وتضمن الحريات؛ بما فيها حرية التعبير وحرية الحصول على المعلومات والوصول اليها،

    دولة المؤسسات تضمن أيضا حقوق الإنسان، كما تضمن الحاجات والخدمات الأساسية للمواطن: سكن، صحة، تعليم، أمن، خبز...وقبر أيضا!

     لكن كيف يمكن ان نصل الى هذه الدولة؟!

    جميع من أنخرطوا بحقل السياسة ومشوا في دروبها؛ يتحدثون عن دولة بهذه المواصفات، لكن المفارقة الغريبة هي أن من بين هذا "الجميع"؛  "كثير" ممن يعملون على هدم دولة المؤسسات ونقض قواعدها!

    بعضهم يعمل على هدم الدولة من داخلها، وبالتخصيص من داخل المؤسسة الحاكمة، وبعضهم من خارجها وعلى حافة العملية السياسية.

الذين يعملون على هدم الدولة من خارجها متصالحين مع أنفسهم، لا يخفون عدائهم للدولة الهدف، ولذلك فإن التعامل معهم يسير؛ لوضوح الغايات والأهداف والوسائل، وهو ما يحصل اليوم مع داعش وسائر القوى المسلحة، لكن المشكلة تبقى قائمة، مع الذين يعادون الدولة من داخل أجهزتها، ومن بين طيات العملية السياسية أيضا.

    إذ ما هو هدف الذين في داخل الدولة، والمؤسسة الحاكمة من تدميرها؟!.أو ليست إذا سقطت؛ ستسقط على رؤوسهم هم قبل غيرهم؟!

    بقاء إرتباط القوى السنية، المشاركة بالعملية السياسية بأجندات خارجية، هو الذي يعمل بقصد أو بدونه، على هدم قواعد وأسس بناء الدولة، وإبعادنا كلما مضى الزمان بنا، عن أن نصل الى هدفنا، في عراق مستقر آمن تديره دولة المؤسسات؛ وهذا ما يتعين أن يكون في مقدمة المعطيات، بين أيدي أصحاب مشروع التسوية السياسية.

    كلام قبل السلام: دمى لعبة القراقوز، مربوطة بخيوط؛ يحركهم بها لاعب، يتم قصته بهم على النظارة والمشاهدين..!

    سلام..

التعليق