عاجل:
مقالات 2009-09-02 03:00 565 0

الرحيل .. الالم والامل

عزاؤنا في هذا المصاب الجلل هو ان الله لن يترك المسيرة دون خلف يحمل سجايا ومزايا السلف كما يخفف من هذا المصاب بان

عزاؤنا في هذا المصاب الجلل هو ان الله لن يترك المسيرة دون خلف يحمل سجايا ومزايا السلف كما يخفف من هذا المصاب بان المسيرة سوف تستمر بالعطاء ولن تتعثر برحيل قادتها الذين حرصوا وباستمرار على الحفاظ على اطار المؤسسة بتوفير وبلورة السياقات الصحيحة في اختيار القيادات وانتخابها والمضي على نفس النهج الذي اسسه شهيد المحراب ورسخه فقيد العراق السيد الحكيم. واعتقادنا ان الدنيا دار ممر والاخرة مستقر ولم يخلد فيها الانبياء والاوصياء والعظماء كما اشار الوحي الالهي " انك ميت وانهم ميتون" وقوله تعالى " وما محمد الا رسول افأئن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً" هذا كله يجعلنا راضون بقضاء الله وارادته.

وما يدعونا الى الاطمئنان بان المسيرة كلما ابتليت برحيل قادتها كلما منحها الله قادة جدد يسدون الفراغ ويعززون المسيرة بتجارب اضافية وقدرات متعددة تجدد حيويتها ونشاطها وتألقها. والملفت في هذا السياق هو ان رحيل أي قائد لاي حركة في التأريخ ربما يخلق مخاوف لدى ابنائها ورجالاتها وقد يختلفون في القائد الخلف الذي يملأ المكان، وربما توفر ظروف رحيل القيادات فرصاً للتنافس لخلافة القادة الراحلين وقد تؤدي الى صراعات وانشقاقات تنعكس على مصير ومسير الحركة بينما في المجلس الاعلى فقد كانت كل السياقات والتوقعات تشير الى قائد مرشح لا يمكن الاختلاف فيه او الخلاف عليه ، فاصبح ثمة تسالم عفوي واجماع غير معلن داخل المجلس الاعلى قواعد وقيادات بان المرشح الاكفأ هو سماحة السيد عمار الحكيم وهذه ظاهرة ايجابية تعكس اهتمام قيادة المجلس الاعلى على تأسيس قنوات واليات تحفظ التوزان وبروز القيادات البديلة في حال حصول مثل ما حصل من رحيل مؤلم لفقيد العراق.

سماحة السيد عمار الحكيم سيكون هو القائد والخليفة لفقيد العراق السيد الحكيم واختياره جاء ضمن قناعات مقنعة نظراً لما يمتلكه من قدرات وطاقات وابداعات بالاضافة الى كونه فقيها وسياسياً يوظف كل الوعي الفقهي والعقائدي في فهمه السياسي ولديه الرؤية المتبصرة والمتفحصة لكل زوايا الحدث ولا يناقش قضية من القضايا الاساسية الا وتعمق في كل احتمالاتها واعطى كل الوجوه والزوايا غير المنظورة ثم يناقش ايجابيتها ومواضع الخلل والزلل ولن يترك ثغرة او اشكال مقدر الا وتناوله بوعي كبير يذكرك بشهيد المحراب وهو يتعاطى مع الاحداث الكبيرة.

التعليق