عاجل:
مقالات 2009-07-15 03:00 920 0

الخميني والسينما المصرية

تفتقت عبقرية (البحَّاثة ) المصري فتحي عثمان واستيقظ بعد عشرين عاما من وفاة الامام الخميني و بعد واحدٍ وثلاثينَ عاماً على

تفتقت عبقرية (البحَّاثة ) المصري فتحي عثمان واستيقظ بعد عشرين عاما من وفاة الامام الخميني و بعد واحدٍ وثلاثينَ عاماً على قيام الثورة الايرانية، ولم يتعظ من فلم القادسية الذي  أنتجه صدام ورُفضت مشاركته في المهرجانات الدولية بأعتباره فلم عنصري وندم عليه الفنان عزت العلايلي، أستيقط  ليكتب رواية عن دور الخميني و التغلغل الشيعي في البلدان العربية ، رابطا ً هذا التغلغل بالعراقيين القادمين الى مصر بعد سقوط النظام في بغداد،ليصفهم برُسل إيران الى الدول العربية وكأنهم جاؤوا من كوكب آخر، لم يكلف هذا الرجل نفسه بالسؤال من ملايين المصريين الذين عاشوا وعملوا في العراق وتعايشوا مع العراقيين ،هل كان العراقييون طائفيون؟ وهل كانوا يبشرون بالتشييع؟  وهل أعطوا أحدا ً مالا ً ليتشيَّع؟ ولو كان الأمر كذلك لكان هناك ألاف المتشيعيين المصريين ، خصوصاً وهم تحت ضغط الحاجة في العراق. ومرة ً أخرى يعلن هذا الرجل عن جهله بديموغرافية البلدان العربية ، ولم يعلم بأن ألأكثرية العربية في العراق هم من الشيعة وأن الاكثرية العربية  في البحرين وفي لبنان وكثير من الدول العربية ،وان الشيعة في البلدان العربية هم مواطنون أصلييون وكانوا على الدوام بناة ومخلصين لأوطانهم ،ولم يكونوا في يوم من الايام طارؤون على هذه الارض حتى يقول ( أن الهجمة الشيعية الجديدة على وطننا العربي ) ليؤكد أنهم غير عرب فهو وطنه وليس وطنهم ، وكأنه يردد ببغائية متناهية ما قاله الرئيس المصري ( أن الشيعة ولائهم ليس لأوطانهم ) ، لقد وصف هذا االبحَّاثة  وليس الباحث على رأي مصطفى جواد ولم يتمكن من الخروج من سجن عقلية المؤامرة، هذه الهجمة الشرسة على أنها خطة صهيونية أمريكية لتدميرالسنة في البلدان العربية من خلال استغلال الظروف الاقتصادية السيئة فيها متغافلا ً ان لا حاجة للصهيونية ولا لأمريكا للشيعة خصوصا ً وأن هناك أعلام صهيونية مرفرفة على رأسه وعلى الدوام¸،ان العراقيين القاديمن الى مصر لم يأتوا مبشرين بالتشيع بل هاربين من جحيم الارهاب والارهابيين من التكفيريين والمحرضين على الكراهية، أن البحَّاثة فتحي عثمان بفعله يساعد على نشر  ثقافة الكراهية والحقد والطائفية ويفرغ الفن من محتواه الأنساني النبيل ، لأن من أسمى أغراض الفن بالاضافة للمتعة هي إشاعة روح الحب والسلام بين الشعوب ونبذ الكراهية ، لقد كانت وظيفة الفن والثقافة على الدوام هي تسليط الضوء على ما يقرب البشر ويبعد الظواهر السلبية عنهم ، إن توجيه  وتثقيف المجتمع نحو القيم الإنسانية الراقية هي الرسالة الاهم للمثقف والفنان، لذا كان برتولد برشت المسرحي الألماني  يقول ( أعطني خبزا ً ومسرح أعطيك شعبا ً مثقفا ً) فهل تكمُن رسالة الفن والثقافة في إثارة روح الطائفية والكراهية بين الناس؟                    
أن الفلم المزمع إنتاجه يحمل الكثير من المغالطات والجهل بالامور الكتابية ، فيقول الكاتب : ( ان الفلم يتناول علاقة الخميني بالموساد واللوبي اليهودي ليحظى بمساندة الامريكان والفرنسيين للقيام بالثورة ) أنصح الكاتب بمراجعة كتاب ( مدافع آية الله ) لمحمد حسنين هيكل أولا ً ثم ان المعروف عن الثورة الإيرانية أنها ثورة  شعبية ضد نظام فاسد عميل كان يرفع العلم الإسرائيلي في طهران، فالثورة جاءت بأرادة جماهيرية لا إرادة غربية و ولا اسرائيلية وهذا من المسلمات ، فالاساءة للشعوب عمل مشين ،  والخميني هو الاول الذي فتح سفارة فلسطينية ، وهو الذي كان يلتقي بالسيد ياسر عرفات منذ ان كان في النجف ( العراق) وهناك وثائق تثبت ذلك،  فعلى الكاتب أن لا يغفل التاريخ وان لا  يزوُّر الحقائق من أجل حفنة من المال أو من وراء دوافع طائفية مقيته وان لا ينسى قول النبي إذا كان باحثا ً إسلاميا ً حقا ً؟( ليس منا من دعى الى عصبية )  ، لقد أفترى الكاتب على التاريخ حينما تخيَّل بفكره المريض أن الإمام الخميني التقى بمسكوفيتش اليهودي الامريكي المعروف وقال له أعدكم ببناء الهيكل على ارض اورشليم كما بناه جدي كوروش العظيم ، لأن كوروش لميكن يوما ً ما جد للأمام الخميني، ثم متى واين كان هذا اللقاء ؟؟؟لربما أجمل نكته في المقال الذي اوردته بعض المواقع كانت هذه خصوصا ً وان إسرائيل هذه الأيام تهدد بضرب إيران . والنكته الاجمل كانت هي ( ان الدكتور هو الشخصية المحورية في الفلم يرصد حالات تشييع المصريين عن طريق إغرائهم بالاموال وزواج المتعة  ، مرة أخرى يثبت هذا الرجل  غباءه المفرط ،هؤلاء الهاربين من جحيم الارهاب لم يكونوا ميسوريين الى هذا الحد الذي يتحدث عنه الكاتب هذا اولا ً ، وان كان كما يقول من أنهم ممولين من إيران  فليسكنوا هم اولا ً في فنادق درجة رابعة حتى يسكِّنواالمتشيعيين في فنادق درجة أولى ، وهو في هذا ينسب الغباء للمخابرات المصرية التي لم تكشف هذه الشبكات الايرانية على حد زعمه ، واما قوله الوقح من  الوافدين العراقيين يغرون المصريين بزواج المتعة ، فكما أعتقد لاحاج في مصر الى زواج المتعة والسبب معروف إلا اللهم إذا كانت الفتاة الروسية الذي تحدث عنها عثمان والتي تزوجت هذا الشاب المصري المعدم( جمعة مشاوير)  شيعية  وتؤمن بأهل البيت!!!!! وهي من نكات الكاتب ايظا ً . واما محبة المصريين لأهل البيت فمصر أصلا ً هي فاطمية ولم تبنى القاهرة إلا بأيدي الفاطميين وكذلك الجامع الازهر فالمصرييون متشيعون لأهل البيت قبل العراقيين وقبل الايرانيين ولا حاجة للعراقيين ليقوموا بتعريف المصريين بأهل البيت . أعتقد أن الرقابة المصرية حسنا ً فعلت ولم تجزالفلم وذلك للحفاظ على مصداقية السينما المصرية ومهنية دائرة الرقابة ، ناهيك عما يثيره الفلم من مشاكل وإضطرابات وكراهية للمصريين ، واذا كان الفلم ردا على الفلم الايراني إعدام فرعون الذي يتحدث عن قصة إغتيال الرئيس السادات فهذا شأن يخص ايران ومصر ولا علاقة للشيعة بوجه عام بهذا الموضوع السياسي المحض لكي يسئ اليهم .وليعلم البحًّاثة  أن  الامام الخميني هو رمز ديني قبل أن يكون رمزاً سياسي فالاساءة للرموز الدينية تثير كثير من الحساسيات لدى الجماهير ، ونصيحتي الاخيرة للكاتب هي ان لا يسيس القضية ويخلق عدوا ً وهميا اسمه الشيعة في البلدان العربية.

التعليق