عاجل:
مقالات 2009-08-01 03:00 660 0

الحقيقة في صولة أشرف

ترتفع أصوات بعض إعلامي الأزمات وهواة القفشات الصحفية والسياسية لتربط أحداث معسكر أشرف بالاجندة الإيرانية أو أنها رغبة

ترتفع أصوات بعض إعلامي الأزمات وهواة القفشات الصحفية والسياسية لتربط أحداث معسكر أشرف بالاجندة الإيرانية أو أنها رغبة إيرانية تُنفذ بأيادي عراقية، متغافلين أن ما سبق عملية دخول المعكسر بثلاثة أيام, وأن الحكومة العراقية لم ترسل قوات الجيش ولم تعتبر العملية عملية عسكرية، بل أن قوات الشرطة العراقية هي من تولت االعملية وقد نقل شهود عيان أن الشرطة لم تقتحم المعسكر ولم تحمل إلا الهراوات وهو ما تحمله كل أجهزة الشرطة بالعالم، فقد بدأت صيحات بعض السياسيين بالاعتراض على العملية مبررين ذلك بأن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية هي ورقة ضغط عراقية بوجة إيران، ولكن الحقيقية هي ورقة امريكية وليست عراقية فقد أكد لي أحدأعضاء مجلس الحكم السابق أن اليوم الثالث من تأسيس مجلس الحكم  قد شهد قرار أخراج هذه المنظمة من الأراضي العراقية وقد وقع على القرار الاعضاء الخمسة والعشرين لمجلس الحكم إلا أن الإعتراض جاء من الادارة الامريكية وعلى لسان  الحاكم الامريكي للعراق بريمر قائلا ً هذا هو قرار الرئيس  بوش، وهذا يؤكد ان ورقة هذه  المنظمة خُبأة لتستعمل في الوقت المناسب لزعزعة أمن وإستقرار العراق من جهة،ودعوة إيران للتدخل بالشأن الداخلي العراقي بحجة وجود هذه المنظمة من جهة ثانية، ولكن الاسباب الحقيقية التي دعت الحكومة العراقية لإخراج هذه المنظمة  كانت عراقية مئة بالمئة وهي:
1- أن معسكر أشرف يقع في منطقة ساخنة, وقريبة من الحدود الإيرانية مما يجعل الباب مفتوحا ً أمام الفلتان الامني الذ ي يعاني منه العراق أصلا ً وهذا ما يقلق الحكومة العراقية المهتمة ببسط الأمن والاستقرار وإزالة أسباب التوتر في هذه المناطق.
2- التعرض للسيادة العراقية بأنزال العلم العراقي في داخل المعسكر, وخروج المعسكر عن سيطرت الدولة العراقية هوتحدي للحكومة وهذا العمل لايمكن السكوت عليه من قبل اي حكومة في العالم, ولعل وضع المعسكرات الفلسطينية في لبنان مشابه لهذا الوضع  والحكومة اللبنانية تطالب بأستمرار لوضع حد لذلك والجميع يؤيدها في موقفها هذا فلماذا يختلف الوضع في العراق؟
3- تسرب تقارير سرية تفيد أن الهجمات التي تعرض لها الزوار الايرانيين في تلك المناطق  قامت بها جهات مدفوعة من قبل هذه المنظمة وهي عمليات موجه ضد إيران, والعراق لا يرضى أن تكون أرضه ساحة لتصفية الحسابات السياسية بين الحكومة الإيرانية ومعارضيها،ففي العراق ما يكفيه من المشاكل.
4_ هذه المنظمة كانت ورقة يستخدمها النظام السابق لزعزعة الاستقرار في إيران وقد إنتهى هذا الدور ولا حاجة لوجودها على الارض العراقية.
5- العراق يرفض تواجداي قوة أجنبية على أراضيه  سواء كانت حزب العمال الكردستاني أومجاهدي خلق الايرانية أو أي منظمة أخرى غيرعراقية, فالعراق الجديد لايمكن أن يكون قاعدة لزعزعة امن الدول المجاورة وهذه هي الصورة والرسالة الذي أراد العراق إيصالها الى العالم من خلال قراره هذا، ولربما يقال لماذا ليطبق ذلك على حزب العمال الكردستاني التركي  فالجواب يبدو واضحا وهو أن منطقة تواجد قوات حزب العمال غير خاضعة عمليا ً للقوات العراقية الاتحادية
6- ان منظمة مجاهدي خلق مصنفة أوربيا وأمريكيا ً ضمن قائمة المنظمات الارهابية، فكيف يسعى العراق أن يكون دولة ديمقراطية نابذة للارهاب وعلى
اراضية منظمة مصنفه عالميا ً بأنها منظمة إرهابية.
هذه الاسباب وغيرها دعت العراق للقيام بهذه الخطوة، فهي قرارا ً عراقياً شجاعا ً عودتنا عليه الحكومة العراقية  المتمثلة ببطل التوقيع وبطل صولة الفرسان،فالخطوة تكفلها القوانين الدولية كذلك, وإن كانت  بذات الوقت تحقق مصلحة جميع الاطراف العراقية والايرانية والامريكية، فترحيب إيران بالخطوة لا يعني أن الحكومة العراقية نفذت ما تريده إيران واعتراض  الولايات المتحدة  لا يعني أنها غير  راضية عن الخطوة.
أن أخراج منظمة مجاهدي خلق هي مصلحة عراقية وخطوة مهمة لبسط سيادةالدولة على أراضيها, ولربما تكون رغبة أمريكية أيضا ً, ووسيلة مبرره لزرعهم في أفغانستان أو الباكستان في المناطق الحدودية القريبة من إيران خصوصا ً إذا ما علمنا أن تلك المناطق تشهد معارضة مسلحة للحكومة الايرانية من قبل معارضين مسلحين ايرانيين فهؤلاء سيكونون ثقلا ً إضافيا لتلك المجاميع المعارضة  وهذه  رغبة أمريكيةسبقتها خطوة الدعم الاعلامي التي أعلنته الولايات المتحدة,. وقد سربت الانباء عن قبول الباكستان استضافتهم، والمعلوم أن باكستان لديها مشاكل مع طالبان والمجاميع المسلحة الباكستانية وعلى الرغم من ذلك فهي أعلنت عن استقبالهم وهذا ما يؤكد أن هذه الرغبة وهذا الإتجاه.

التعليق

آخر الاخبار