عاجل:
مقالات 2015-09-07 03:00 764 0

الحرس الوطني: جيش جمهورية سوراقيا!..

لم يكن منتظرا أن يزول البعث بتغيير رأسه، كما لم تكن لعبة المطلوبين الـ(55) من قادة البعث، إلا لعبة أطلقتها المخابرات الأمريكية، لإيهام العراقيين بأن هؤلاء وحدهم مسؤولين عن آثام

لم يكن منتظرا أن يزول البعث بتغيير رأسه، كما لم تكن لعبة المطلوبين الـ(55) من قادة البعث، إلا لعبة أطلقتها المخابرات الأمريكية، لإيهام العراقيين بأن هؤلاء وحدهم مسؤولين عن آثام البعث، وكانت الحقيقة التي لم يفقه ساسة ما بعد 2003 ألتعامل معها، أن البعث الذي حكم قرابة 40 عاما (1963ـ 2003)، قد مد جذور الشيطان عميقة في الأرض العراقية.

لقد كان قانون إجتثاث البعث، ونسخته المعدلة المظللة "المسائلة والعدالة"، الصفحة الثانية من اللعبة الأمريكية، ومن يقرأ القانونين  بتجرد، سيجد أنهما يستحقان أسم: "قانون تنظيم وجود البعث في الحياة السياسية العراقية"!

البعث هذا التنظيم الفاشي؛ مازال يحلم بالعودة الى السلطة، وإذ يمضي الزمن بنا بعد 2003، ونصل الى محطة 2015، نكتشف أن خلايا البعث وتنظيماته الارهابية، أو تلك المتعاونة معه، تمثل الخطر الرئيس على العملية السياسية، و قد أجاد البعث فنون إختراق مؤسسات الدولة، بدءاً بالصحوات ومجالس الإسناد، وانتهاءً بالمراكز الأمنية الحساسة العليا، لتحقيق حلم العودة الى السلطة، ومحاربتها مرة اخرى.

كانت أدوات البعث لتحقيق ذلك الحلم، هي الانتقام من العراقيين، وهو يرتكز في ذلك الى تجربة طويلة، أذاق فيها العراقيين علقم تجربتيه السابقتين، في 1963 وفي 1968 والتي أنتهت في 2003.

 لقد رسخ البعث في عقول كثيرين من أتباعه، ثقافة مؤداها أن من يمتلك القوة له الحق في الحكم، ومن لا يمتلكها او لا يمارسها فلا حق له في الحكم.

إن السنوات التي مضت، منذ رحيل البعثيين المفترض، من واجهة التأثير في حياتنا، فترة غير كافية، للتخلص من تلك الثقافة، فلقد كانت سنوات مليئة بالعنف والقتل بشتى أنواعه، وكانت سببا كافيا لترسيخ هذا المفهوم.

ثمة لعبة جديدة يجري تسويقها هذه الأيام، لكنها أشد خطرا من كل اللعبات السابقة على الإطلاق، إذ سيكون من مؤداها تمزيق العراق، وبناء دولة العراق الغربي، أو دولة البعث، وستختفي حينذاك ببساطة دولة داعش، وستنشأ دولة العراق والشام، أو سوراقيا، ذلك الحلم الطائفي القديم، الذي عمل عليه البعث منذ نشأته الأولى!..

لعبة الحرس الوطني، هذه اللعبة التي ما لم تضبط ضبطا محكما، وتناقش على صعيد وطني، ولا تترك لإتفاقات الغرف المغلقة بيد ساسة الغفلة، الذين لا يتوفرون على رؤية إستراتيجية واسعة، سيكون من شأنها إنشاء جيش بديل عن الجيش الوطني، موازي له قوة وعدة وعددا، مسلحا تسليحا نوعيا وجيدا، ومزودا بعقيدة إنفصالية، لأن دعاة بناءه يصرحون منذ الآن، بأن وجود الحرس الوطني في المحافظات الغربية، يعني عدم السماح لأي قوة عراقية أخرى، بدخول تلك المحافظات، شأنها شأن قوات البيشمركة الكوردية!

كلام قبل السلام: ما يبدو أحياناً وكأنه نهاية لمشكلة ما، كثيراً ما يكون بداية لمشكلة جديدة!

سلام...

التعليق