عاجل:
مقالات 2010-01-23 03:00 492 0

البعث ..البراءة او الاجتثاث

ماذا لو وافق العراقيون على مقترح صاحب البذلات القديمة واربطة العنق المتهالكة نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن صاحب نظرية

ماذا لو وافق العراقيون على مقترح صاحب البذلات القديمة واربطة العنق المتهالكة نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن صاحب نظرية تقسيم العراق والذي عدّه ساسة عراقيون صهيوني الهوى ،ثم هاهو يتحول بنظرهم الى حامي حمى الديمقراطية؟

السيد بايدن اقترح على العراقيين تاجيل العمل باجتثاث السياسيين البعثيين من المرشحين الى الانتخابات النيابية المقبلة الى مابعد اجرائها في مارس القادم .!

لكنه وضع بايدي هؤلاء قنابل امريكية الصنع قد يحدث انفجارها من الاذى مايفوق اذى الاجتثاث ذاته.. فهو يقترح ان يتقدم المرشحون المجتثون وعلى رأسهم السيد صالح المطلك بالبراءة من حزب البعث امام الرأي العام ،وادانة الجرائم التي ارتكبها هذا الحزب ابان حكمه للعراق طوال خمسة وثلاثين سنة.

في الفقه والشريعة الاسلامية تكون النظرة الى الشتم واعلان البراءة متوافقة مع اهمية الموضوع المستهدف ،فهذا احد اعظم القادة في التاريخ الاسلامي والانسانية يسأله الناس : ماذا لو اجبرنا على شتمك والبراءة منك ؟فقال ..اشتموني ولكن لاتتبرأوا مني.. والامر واضح فالبراءة تعني الانقطاع التام عن الشخص او الجهة ،والقرآن كان واضحا في سورة التوبة ،او براءة والتي نزلت دون التقديم ب(البسملة) لشدتها وقسوتها على المشركين حين يقول تعالى : ان الله بريء من المشركين ورسوله (بريء منهم) ..فإذا وقف سياسي مجتث وقال موجها الخطاب الى الرأي العام المحلي ..انني بريء من حزب البعث وجرائمه في البلاد طوال العقود الماضية ! ترى كيف ستكون ردات الفعل؟

الواضح ان هذا السياسي او المرشح (موضع النقاش) سوف يتحول الى اضحوكة ، فهو من جهة يعلن البراءة من حزب كان عضوا فيه وشارك في سياسته منفذا لارادة قيادته، ثم لم يتردد في ذكره بالحسن من القول في المحافل السياسية والاعلامية .. وهنا الطامة الكبرى ، اذ يتحول الى موقف الضعيف في مواجهة المناوئين ومن جهة سيكون غرضا لسهام البعثيين الرافضين – اصلا – للعملية السياسية وسيكون خائنا بنظرهم لأنه تخلى عن المبادئ في مقابل المصالح الضيقة المتمثلة بكرسي في مجلس النواب او منصب زائل.ثم ان البعث كغيره من الاحزاب الشمولية يحفل بالمتطرفين والمتشددين وهؤلاء سيكون لهم موقف متشدد مع هذا (المرتد) !.

المستهدفون من الاجتثاث جميعهم صاروا بين نارين ،فأما الموافقة على البراءة او التمسك بالانتماء ..ولايجب ان نغفل حقيقة ان من هؤلاء من لديه الرغبة في اعلان البراءة لكنه لم يكن بعثيا (قح) لكن الامر كله مرتهن بطبيعة ما ستؤول اليه الامور ،وهل ستتمسك القوى السياسية بقرارات الاجتثاث ام توافق على البراءة؟ ومع ذلك لانقول سوى : يامسكين يابو مرعي .

[email protected]

التعليق