عاجل:
مقالات 2010-04-21 03:00 864 0

الايمان العراقي بالثالوث

لن تكن هناك علامات استغراب ، ولم تكن موجات معارضة فالغالبية له إله خاص به.منذ ان نشأت الدولة العراقية وهي لم

لن تكن هناك علامات استغراب ، ولم تكن موجات معارضة فالغالبية له إله خاص به.منذ ان نشأت الدولة العراقية وهي لم تكن تتعرف على مسمى الديمقراطية فالملوك والحكام الذين حكموا العراق لم يخطر ببالهم ان يعطوا الشعب شيئاً من الحكم او المشاركة فيه فكيف يمكن للعراق ان يعرف ماهي الديمقراطية؟

فسادت المقولة بل ترسخت ( اللي ياخذ امي اسميه عمي) الا بعض الذين رفضوا واصروا على رفض هذا المسار المنسلخ عن الارادة الانسانية ولكن اولئك قلة قليلة من يفقه حكمتهم او الاستماع الى رأيهم هذا اذا لم يكونوا قد سحقت رؤوسهم بآلة النفاق والتقرب الى الملك والسلطان.

لقد تحرك الشعب العراقي والفرد عندما احدث التغيير بعد 2003 وخرج من تلك البؤرة المظلمة التي عاشها سنوات مجحفة وانتفض اولاً على نفسه ثم على من يحكموه هذا اذا ما تجاهلنا المسمى الكبير الذي جاءت به أمريكا وحلفاؤها لاحتلال العراق "الديمقراطية" ولكن حسب الارادة الاجنبية لا على المفهوم الاصح.

لقد نفذت الارادة الاجنبية في الشارع العراقي وجعلت منه ان يؤمن بقضية الثالوث الموجود في العراق وان الايمان به من ضرورات العصر ومخالفته خروج عن الجادة والمشروع الديمقراطي فقد تم تقسيم الشارع العراقي الى ( شيعة – سنة – اكراد ) ولكي تقوم حكومة قوية يجب ان يشترك الجميع فيها قد يكن هناك وجهة نظر نوعاً ما صحيحة من ناحية ان يطمئن الطرف الآخر وتستقر البلاد وتنعم بمفهومها الجديد "الديمقراطية" .

ولكن هذا الثالوث يجب ان لا يأتي على كل شيء فالملاحظ ان الوزارات بعد الحكومة تم تقسيمها كذلك القوات العسكرية "الجيش" فأخذ نصيباً من ذلك الثالوث ثم أجهزة الشرطة حتى أنتقل الى القضاء العراقي لإصبح لزاماً ان تعقد الجلسة بثلاث قضاة من الثالوث ويقال والعهدة على الراوي "عندما تعقد المحكمة جلستها يجب عليها ان تقضي ثلاث قضايا من الثالوث والا يتم تأجيلها" ، وهناك طرفة حقيقية نقلها لي أحد الاصدقاء " يقول في أحد الأيام مرضت مرضاً شديداً وبعد مراجعات الى الاخصائيين تقرر اجراء عملية لي وبالفعل دخلت الى احد مستشفيات بغداد لاجراء العملية وعندما أدخلوني الى غرفة العمليات وقبل ان يضعوا لي التخدير تكلم معي الطبيب الذي اجرى العملية بعد أن عرف انني من خارج العراق والا فلم يتكلم معي باحاديث جانبية في غرفة العمليات فاخبرني ان هذا الشخص واشار الى احد الاطباء الواقفين وقال هذا من الطائفة ثالوث واحد وهذا المساعد من الثالوث اثنين وانا من الثالوث ثلاثة  وبدأ يتكلم وكأن القضية فيها تبجح وهكذا هو العراق لم يفرق بين جهة على اخرى ،،، حقيقة أخذتني الدهشة والحديث لصديقي المريض حول كيف وصل بنا المطاف الى هذه القضايا ان يتم تقسيم كل شيء في العراق".

لن نستغرب ابداً فوجود الثالوث العراقي في البلد لن يخرجنا مما نحن فيه من مأساة سببها المحاصصة بكل شيء وتعميمها على كل شيء ، ولن ننال اسم الديمقراطية الصحيحة مازالت هذه المكونات الثلاثة تريد ان تحصل على كل شيء وعامل اساسي وهو فقدان الثقة فيما بينها ، فسيبقى المشهد العراقي متعثر حتى يعاد اليه أحد الدكتاتوريات ويحكموه بالحديد والنار كما فعل نظام البعث حينها ينتبه الساسة من غفلتهم وانغماسهم بمبدأ المحاصصة ولكن هيهات ولات ساعة ندم .

 

التعليق