وليست المرة الاولى.. وقد تكون ارضنا اهتزت لملايين المرات وربما لعشرات ملايين المرات . وكل يوم يهتز الكوكب, وليس في كل انحائه فقد ترتجف مساحة منه هنا او مساحة هناك, فتجد هايتي (haiti) ومعناها الموضع المرتفع تهتز فيموت عشرات الاف الناس وتقع المبان على رؤوس ساكنيها حتى لو كان منهم وزراء ومسؤولون وسفراء وشعراء وشحاذون وغانيات ونساك وباعة رصيف . ولا تجد الارانب جحرا تلجأ اليه لان الجحور كالبيوت تتهاوى بفعل الاهتزاز . وللارانب صلة بالمحتل لجزيرة هايتي الفقيرة فهي وبعض الجزر القريبة تسمى (جزر الارانب) وقد لا تكون من ارانب في المكان ولكن معنى (اسبانيا) البلد المحتل الاول هكذا يعني ..

وفي بلاد عدة تحدث الزلازل المرعبة ومنها المحسوس ومنها ما لاتدر كه الحواس فقد يكون باهتا ومنها ما يقضي على جميع الحواس والجسد معها اذا كانت في اعلى درجاتها على مقياس (رختر). وكانت الجزائر واحدة من البلدان المنكوبة بهذه الزلازل ومثلها الولايات المتحدة واندونيسيا وايران وايطاليا .وقد كنت يوما اغادر روما وبينما كانت الطائرة تحلق بعيدا كانت روما تهتز وكانت معابد الرومان تتهاوى .

وفي العراق يكون اهتزاز بسيط في محافظة العمارة حدثا غير عادي يتطلب اهتماما اعلاميا وشعبيا فبلادنا ليست مشمولة بحصة من الزلازل ..والصفائح التحتانية مستقرة والحمد لله .. واهتمامنا يعود لفقرنا للهزات الارضية مثل اعجوبة تساقط نتف الثلج على بغداد او سقوط الضفادع مع حبات المطر .

اتذكر (جزيرة سومطرة الاندنوسية، وكاليفورنيا ولاكويلا الايطالية ، وبام الايرانية ومدينة الاصنام في الجزائر .. ومناظر الفجيعة في البيوت والشوارع والسيارات ووجوه الناس العاديين والاطفال الرضع الذين فقدوا اباءهم وامهاتهم في واحدة من الكوارث .

واتوقع ان يرتفع الموج لعشرين واربعين مترا ثم يقترب من الشاطي في موجة تسونامي تعقب زلزالا اسفل المحيط ليصل الموج بارتفاع اربعة عشر مترا ويكتسح المبان والاشجار والسيارات والناس ويقذف بهم الى مديات بعيدة كما حصل للناس في اندونيسيا,  وأقول: يا ساتر استر ..ثم اني اتذكر قوله تعالى( اذا زلزلت الارض زلزالها). فأجد أن الزلزال اعنف من الهزة. لان الله يقول(وترى الارض هامدة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت).والهزة هنا جاءت تعبيرا عن الانتعاش.

نبدو للمغفلين اننا شعب محظوظ فلا هزات ارضية ولا عواصف استوائية ولا اعاصير ولا موجات مد او فيضانات موسمية .. وحين نوجه الدعوات لهؤلاء لزيارة بلادنا ستزول الغفلة ليجدوا اننا منشغلون بقضايا ومشاكل لها فعل الهزات والاعاصير وربما تؤرخ كأساطير مثل التي تحكيها المسكينة شهرزار للبطران شهريار في الف ليلة وليلة من الهم (السومري ، البابلي، الاشوري، المحاصصاني ، الطائفي ، الهوياتي ،)..

اللهم اكفنا شر الطبيعة واكفنا شرور انفسنا يارب العالمين ..