عاجل:
مقالات 2009-05-23 03:00 735 0

الائتلاف العراقي الموحد...بين الامس واليوم والغد

شهدت السنوات التي اعقبت عاصفة 2003 نجاحات هنا وهناك واخفاقات ايضا، كما وشهدت صعود كيانات واحزاب وافول كيانات

شهدت السنوات التي اعقبت عاصفة 2003 نجاحات هنا وهناك واخفاقات ايضا، كما وشهدت صعود كيانات واحزاب وافول كيانات واحزاب اخرى، والاهم من كل هذا وذاك ان هذه السنوات شهدت بروز قادة عراقيين يشار لهم بالبنان، فقد تحول هؤلاء من قادة فصائل معارضة بعضها في الداخل واغلبها في الشتات الى رجال دولة من الطراز الاول وبرزوا كقادة على مستوى الكيانات السياسية او على مستوى الدولة قادرين على مواجهة الازمات والتصدي لها واجتيازها.
في ظروف بالغة التعقيد واجهها العراق، نشأ الائتلاف العراقي الموحد من كيانات واحزاب بعضها من زمن المعارضة لنظام الحكم السابق حيث جمعتهم اهداف تحرير العراق والبعض الاخر نشأ في الظروف اللاحقة بعد 2003. غلب الطابع الديني على لون الائتلاف املا ان يكون الحل بعد فشل التوجهات الاخرى التي قادت العراق الى ما آلت اليه الامور. وقد شكلت القوى المعروفة وهي حزب الدعوة والمجلس الاعلى والفضيلة والتيار الصدري والمستقلون نواة وغالبية الائتلاف في حينه، كيانات واحزاب بعضها ذو جذور عميقة تمتد الى عشرات السنين في المجتمع العراقي واخرى تشكلت وكما اسلفنا بعد 2003. وعلى نفس السياق تشكلت الكيانات على مستوى العراق بواجهات دينية ومذهبية وقومية الا القليل من الذي حاول القفز على الواقع في حينه محاولا حرق المراحل، فكانت نتيجة الانتخابات واضحة للعيان على الواقع السياسي والمجتمعي.

أفرزت انتخابات عام 2005 نتائجها المعروفة، فاز من فاز وتراجع من تراجع، وجاءت بعدها مرحلة العمل لتاسيس الدولة العراقية الحديثة ومؤسساتها المختلفة، واصبح الجميع على المحك، ظهرت الاختلافات بل الصراعات بين رفاق الامس وهذا امر طبيعي فالفرق شاسع بين ان تكون مطاردا وبين ان تكون من بناة الدولة.

ولابد لنا ان نؤشر اهم ملامح فترة الانتخابات الماضية:
1. طغيان الانتماء المذهبي والقومي على الانتماء الوطني بل وتعارضها مع بعضها البعض.
2. غياب شخصيات كان يعتقد ان يكون لها شان في العراق الجديد.
3. التحديات الهائلة على المستويين الداخلي والخارجي.
4. صناعة القرار كانت بيد غير اليد العراقية.
5. التعامل مع مجتمع بدون مؤسسات دولة ولا قوانين ولا دستور يحتكم اليه العراقيون.
6. ان المرحلة كانت هامة جدا كونها تؤسس للعراق الجديد من دستور وقوانين وتشريعات وغيرها.

اما الرصيد الدي استند عليه الائتلاف في حينه فنكاد نوجزه بما يلي:.
1. التفاف شعبي كبير
2. قيادات ذات وزن وتوجه وطني.
3. امكانيات مادية وبشرية جيدة لاعادة بناء الدولة.

اما اهم المعوقات التي واجهها الائتلاف خلال رحلة الحكم فيمكن ايجازها بما يلي:
1. خلافات داخلية بين مكوناته بسبب عدم تجانس تشكيلته وعدم وضوح برامج مكوناته وتضارب اهدافها المعلنة على الاقل.
2. هيمنة الكيانات والشخصيات ذات التوجه الديني على حساب الكفاءات والمهنيين والتكنوقراط مما ادى الى تعثر الكثير من برامج بناء الدولة.
3. خلافات وصراعات القوى والكيانات والاحزاب على مستوى العراق مع بعضها البعض لرغبة كل منها في قيادة الدفة. وكان الاجدر بهذه القوى مجتمعة ان تؤجل النظر في النقاط الخلافية لحين اكتمال بناء مؤسسات الدولة وخصوصا الامنية والخدمية منها.
4. تحديات داخلية واقليمية ودولية لاعاقة المشروع الوطني العراقي الجديد ورغبة هذه القوى في اجهاض النهضة المتوقعة في منطقة بالغة الاهمية.
5. هيمنة القرار الامريكي على مقدرات البلد الامر الذي كبل ايدي القادة العراقيين في اتخاد القرارات التي من شانها الانطلاق في بناء الدولة.
6. معوقات هائلة تتلخص بالارهاب والعنف الطائفي والفساد بكل اوجهه واشكاله والذي عمل على اعاقة عمل الدولة في توفير الامن والخدمات.
7. تعثر الكثير من مشاريع الاعمار في المناطق التي يحظى فيها الائتلاف برصيد شعبي كبير.

ورغم كل ما ذكر من معوقات وتحديات ، لابد ان نشير الى ان سنوات الحكم الثلاث الماضية قد شهدت نجاحات طيبة خصوصا عى المستوى الامني وهو التحدي الاكبر وا نطلاق عملية الاعمار وترسيخ العملية الديمقراطية وبناء مؤسساتها. ونحن الان على اعتاب التهيئة للانتخابات البرلمانية القادمة والمقدر لها ان تغير الخارطة السياسية للعراق وتمتن اسس الديمقراطية في مجتمعنا، وقد بدات الاحزاب والقوى والشخصيات السياسية العراقية رحلتها الطويلة لبناء تحالفاتها وصياغة برامجها، لابد لنا ان نؤشر النقاط التالية لتجنب اخفاقات الماضي ولتعظيم النجاحات المتحققة:
1. اشراك الكفاءات والتكنوقراط والمهنيين الى جانب رجال الدين بل يجب ان يكونوا في واجهة الائتلاف ومكوناته.
2. الانفتاح على القوى الوطنية العاملة على الساحة العراقية او خارجها واشراكها في صنع القرار بعيدا عن الانتماءات الضيقة.
3. استيعاب القوى المعارضة للعملية السياسية ذات التوجه السلمي ومحاولة ضمها الى مكونات الائتلاف.
4. الانفتاح على الشخصيات المستقلة ذات الشان والوزن في المجتمع العراقي والراغبة في المشاركة في العملية السياسية وبقوة بدل تهميشها او اهمالها.
5. وضوح البرامج السياسية لكل من الائتلاف كقوة واحدة ولمكوناته والقابلة للتطبيق والتي تركز على خدمة المواطن والتنمية والاعمار.
6. ضرورة انخراط مكونات الائتلاف خصوصا الرئيسية منها في العمل الاجتماعي والخدمي لتمتين اواصر العلاقة مع قواعدها.
7. تنقية الائتلاف من العناصر غير الكفوءة والتي اساءت الى سمعة الائتلاف وكذلك الشخصيات الفاسدة وعلى كافة المستويات .

واخيرا نود القول ان كثيرا مما يصح وينطبق على الائتلاف العراقي الموحد ينطبق كذلك على الكثير من الكيانات والاحزاب الاخرى العاملة على الساحة العراقية، فتقييم وتقويم ومراجعة النجاحات والاخفاقات تكتسب اهمية قصوى لديمومة العمل السياسي، كما ان الاسباب والشعارات التي ستقود وتوجه الناخب العراقي في انتخابات 2010 ستكون مغايرة تماما لتلك التي حصلت في عام 2005.

التعليق