عاجل:
مقالات 2009-10-18 03:00 758 0

الإنقسامات السنية .. صحة أم مرض

لم يتعود العراقيون ومنذ زمن بعيد على التعددية الحزبية أو السياسية أو تعدد الأشخاص أو القادة والتي نراها اليوم بشكل

لم يتعود العراقيون ومنذ زمن بعيد على التعددية الحزبية أو السياسية أو تعدد الأشخاص أو القادة والتي نراها اليوم بشكل واسع وبارز في حياة العراقيين جميعا وإنما تعودوا ولعقود من الزمن الغابر على الوحدوية الانفرادية التسلطية الدكتاتورية حيث القرار الواحد والرجل الواحد والقائد الواحد والرمز الواحد  واتخاذ القرار الواحد من رجل واحد حتى حدى بأكبر قيادات البلد سابقا وهو يصرح للناس كلهم في برنامج عرضته إحدى القنوات الفضائية أن مجلس قيادة الثورة  قد توقف العمل الجماعي به على مستوى اتخاذ القرار منذ عام 1982 وكانت تأتينا القرارات جاهزة وموقع عليها نعم هذه هي الحقيقة في إدارة الدولة العراقية السابقة وهذه هي الحقيقة التي عشناها لسنوات مضت من حياة العراقيين والنتيجة للنظرية الانفرادية  قد عرف العراقيون ضررها وخطرها ونتائجها حينما سقطت مؤسسات الدولة باختفاء رئيسها وتلاشت القيادة بتلاشي قائدها وحتى الجيش العراقي الذي كان عليه أن يحمي الوزارات والمتاحف والمؤسسات هو الآخر اختفى باختفاء قائده وسبب ذلك أننا رضينا أن يكون مستقبل البلاد مرتهن بالرجل الواحد والقرار الواحد واليوم لابد أن نستفيد من الماضي حتى لا نقع بنفس الأخطاء التي ما عاد الشعب ليتحمل أخطاء قادته نعم هناك تعدديه في أجواء العراق الجديد وهذا أمر طبيعي ومقبول والسؤال الذي يطرح نفسه هل سيتعامل العراقيون مع هذه التعددية والتكتلات السياسية الجديدة بروح شفافة أم أنهم سيضيعونها من أيديهم ليبكوا على ما مضى من سالف الزمان ثمة علامات استفهام كثيرة نضعها على من يريد أن يرجع العراق لهيمنة القبيلة الواحدة والرجل الواحد والذي يتحكم بمصير شعب بأكمله والثمن قد دفعناه باهضا كبيرا هو احتلال بلدنا وضياع ثرواتنا وزهق أرواحنا وتسلط الإرهاب والتكفير علينا وكل هذا سببه التفرد في القرار وعدم الاستماع للآخر ونحن في جماعة علماء العراق فرع الجنوب  أردنا أن نعيش أجواء التعددية السياسية في وسط محيطنا السني في جنوب العراق فقد جربنا أن نتعدد لنعيش أجواء العملية السياسة الخاصة بانتخاب مجالس المحافظات الأخيرة فنزلنا بقائمة كانت باسم جماعة علماء العراق نعم  نحن السنة في جنوب العراق أردنا أن نجرب هذه النظرية(نظرية التعددية) فصاحت علينا الصائحة وناحت علينا النائحة وقامت علينا الدنيا ولم تقعد فقالوا إنكم ستضيعون الأصوات وتفرقون الناس وتشقون الصف وتنسفون المذهب وتضيعون البلاد والعباد وقالوا وقالوا في كل مكان حتى في المساجد التي يمنع القانون أن نتحدث بشيء يخص الانتخابات فقد جعلوه محطة لهم  حتى بالغوا في المقال وتكلموا بكلام ما انزل الله به من سلطان فقالوا إنهم تشيعوا!!!! وقالوا إنهم ذوبوا وموّعُوا المذهب وقالوا عملاء ولكن ستثبت الأيام عاجلا أم أجلا أننا كنا ولازلنا نحافظ على بلدنا ودماء شعبنا الطاهر ولازلنا نحافظ على مذهبنا ولكن المذهب الصحيح الرافض لقتل الناس وتهجيرهم وتكفيرهم وتخويفهم أقول لهؤلاء اليوم ماذا تقولون عن انشقاق السيد طارق الهاشمي أو السيد محمود المشهداني أو الأستاذ علاء مكي وهم من جبهة واحدة وبعضهم  من حزب واحد ولكننا اليوم نراهم ينسلخون عن أحزابهم ويكونون أحزابا أخرى وتكتلات شتى وبأجواء طبيعية وديمقراطية فهل تستطيع أبواق البصرة التي ظلمتنا كثيرا ولازالت وكانت تشتم بنا ولازالت وتتهمنا بتهم ذات اليمين وذات الشمال هل تستطيع أن تصرح بنفس الأسلوب وتوجه كلامها للقادة السنّيين(السنة) أم انه تكتيك سياسي ويجوز لهم ما لا يجوز لغيرهم!!!! فان كان الأمر كذلك فتلك مصيبة وإن كان إيمانا بنظرية التعددية السياسية فالمصيبة أعظم باعتبار أنهم اتهمونا حين عملنا بالتعددية وسلبوا حقنا ووصل الأمر إلى القتل وفعلا قتل من أعضائنا من قتل بسبب هذه التهم ورحم الله الشهيد الشيخ عبد الله عدنان التميمي فقد كان من هولاء الضحايا الذين سيقفون لهم يوم القيامة ليقتصوا منهم بقصاص عادل لا يظلم فيه أحدا سؤال أوجهه لتلك الأصوات وأنا اعرفهم واحدا واحدا هل يستطيعون أن يقولوا  ن السيد الهاشمي سيفرق أصوات السنة أو أن السيد محمود المشهداني شق الصف  أو خلف العليان سيضعف الجماعة وغيرهم وغيرهم أنا أوكد لأبناء شعبنا الغيارى أنهم لن يستطيعوا أن يقولوا هذا أبدا لأنهم ينظرون للأشياء بعين أحادية انحيادية ولأنهم لم يمتلكوا الشجاعة لكي يقولوا لإتباعهم استيقظوا فإننا في عراق جديد من أهم أسسه التعددية السياسية والمشاركة الحقيقية الواسعة لأبناء العراق كله نحن في عراق يقبل النقد ويتقبل النصيحة إنهم لن يستطيعوا أن يقولوا إن العراق لا يُحكم بعد اليوم بحزب واحد ورجل واحد نعم فلو قالوا لإتباعهم لاتهموا بالخيانة العظمى
نعم ... نحن ننظر إلى هذه الانقسامات والتعدادات بأنها حالة صحية وأنها حالة ديمقراطية ومن خلالها تبنى البلاد ويسعد العباد وقد ذهبت أيام الاستبداد حيث لا رجعة لها أبدا وقد صحى العراقيون وانتبهوا لكل المخططات التي تحاك عليهم  وتريدهم  أن يرجعوا أذلاء صاغرين أم أولئك المروجون فنتيجتهم الخسارة وسيرفضون من قبل الشعب العراقي وبتالي لا يصح إلا الصحيح.

التعليق

آخر الاخبار