عاجل:
مقالات 2017-01-16 03:00 2518 0

الإنعطافة في العلاقات العراقية التركية

وصلت العلاقة بين البلدين، لأسوأ حالاتها منذ أشهر؛ بسب تواجد القوات التركية، في شمال العراق، وما رافقها من تصريحات إستفزازية، من المسؤولين الأتراك، وعلى رأسهم أردوغان

وصلت العلاقة بين البلدين، لأسوأ حالاتها منذ أشهر؛ بسب تواجد القوات التركية، في شمال العراق، وما رافقها من تصريحات إستفزازية، من المسؤولين الأتراك، وعلى رأسهم أردوغان السياسة التركية شابها كثير من التخبط، على المستوى الداخلي، والخارجي، ففي الوضع الداخلي، تم معاقبة شرائح كبيرة، من المجتمع التركي، بعد الإنقلاب الفاشل، وفصل الآلاف من العسكريين، والموظفيين المدنيين، وسجن عدد كبير منهم، وملاحقة الفصائل السياسية الكردية، وإعتقالهم، إضافة إلى تحدي الإرهاب، الذي أخذ يضرب بشراسة المدن التركية، إذ لا يمر أسبوع، إلا ويشهد إنفجار دموي كبير، وأصبحت تركيا، أسوأ من العراق في هذا الجانب. 

أما الوضع الخارجي، فقد ساءت علا قات تركيا، مع كثير من الدول، التي كانت حليفة الأمس، كحلف شمال الأطلسي، وأمريكا، وروسيا التي كادت تصل الأمور، إلى الصدام، والحرب، بعد إسقاط الطائرة الروسية، لولا تدارك أردوغان خطأه، وأعتذر لروسيا، وأعاد العلاقات معهم، وأسفر هذا التفاهم، عن إتفاق حلب الناجح، الذي مثل تحول في العلاقات، والتحالفات الدولية، في المنطقة، أما علاقات تركيا الإقليمية، فيسودها الخلاف، والتقاطع مع إيران، حول سوريا، والخلاف مع العراق، و مصر ،وأخيرا مع بعض دول الخليج. 

من هنا أدرك الأتراك، أن السياسة العدائية تجاه العراق، غير مجدية، وأن إستمرار تواجدهم العسكري، في شمال العراق، سيعرضهم للإصطدام مع العراق، بجيشه، وحشده، ومع حلفاء العراق، بعد تحرير الموصل، وبهذا سيدخوا معركة خاسرة، من كل النواحي، العسكرية، والسياسية، والإقتصادية، فضلا عن البعد الإستراتيجي. 

إن زيارة رئيس الوزراء التركي إلى العراق، خطوة جيدة، وتراجع عن السياسة السابقة، لحل الخلافات بين البلدين، والعودة بالعلاقات إلى سابق عهدها، وفي ذلك مصلحة للبلدين، فكانت تلك الزيارة، تعد إنعطافة كبيرة، في العلاقة بين العراق وتركيا، وأسفرت عن نتائج مهمة، إذ تعهد الأتراك، بسحب قواتهم من العراق، وإحترام سيادته، والتعاون في ملف النفط بشفافية، وإدارة الموارد ا مائية، وغيرها من الملفات الإقتصادية المشتركة. 

حين يتحول عدوا العراق، إلى صديق، فهذا مكسب للعراق، وسيعطي زخما إقليميا، ليكون العراق، أحد الاعبين الأساسيين في المنطقة، بعد أن كانت تتلاعب، به المصالح المتضاربة في السابق، وذلك لصمود شعبه، وقوة جيشه، وحشده، والإنتصارات الكبيرة المتحققة، على قوى الإرهاب، وما التصريحات التي أطلقها، قادة الحشد الشعبي، عن مطاردة فلول الدواعش في سوريا ،إلا دليل على أن العراق، أصبح رقما صعبا، في المعادلة الإقليمية. 

التعليق