عاجل:
مقالات 2015-09-11 03:00 527 0

الإنتقال من الفساد الأكبر الى الجهاد الأصغر!

تحاول عدد من رؤوس الفساد الكبيرة التي استباحت الدولة العراقية طوال السنوات الثمان الماضية, أن تغطّي على عار فسادها, وفساد ابنائها, عبر ركوب موجة الحشد الشعبي

تحاول عدد من رؤوس الفساد الكبيرة التي استباحت الدولة العراقية طوال السنوات الثمان الماضية, أن تغطّي على عار فسادها, وفساد ابنائها, عبر ركوب موجة الحشد الشعبي وإدعاءات الدفاع عن الوطن والمقاومة. إدعاءات لا تنطلي الا على السذّج ولاتهدف الا الى تحقيق مكاسب ومنافع سياسية.

فمن سرق المليارات من اموال الدولة العراقية ووزعها على أبنائه وصحبه عبر العقود الوهمية والشركات الورقية, هو آخر من يفكر بالدفاع عن الوطن. فأمثال هؤلاء الدجالين هم من اوصلوا البلاد الى ماوصلت اليه من تردّي ودمار وفساد. ولذا فلايعقل أن هؤلاء المجرمين الذين خانوا الأمانة طوال سنوات حكمهم, أن يتحولوا بين ليلة وضحاها الى امناء مدافعين عن الوطن.

لكنهم يسخرون الملايين من الHموال التي سرقوها للترويج لبطولاتهم الوهمية الكاذبة في جبهات القتال مع تنظيم داعش الإرهابي, الذي ما كانت لتقوى شوكته لولا فسادهم وفشلهم. إنهم يخوضون حملة انتخابية مبكرة استعدادا لأنتخابات العام 2018 , او بانتظار اجراء انتخابات مبكرة. قادة فاسدون وفاشلون سقطت ورقة التوت عنهم, لكنهم يحاولون اليوم التستّر وطي صفحة ماضيهم الأسود, عبر الترويج لأنفسهم كقادة مجاهدين زاهدين في الدنيا.

لكنهم كاذبون مراؤون, وإن كانوا صادقين في صحوتهم فاليقدموا الدليل على ذلك, لا عبر الصور الإستعراضية المأخوذة من الخطوط الخلفية للجبهات, ولا عبر اللقطات الإستعراضية لكسرة الخبز واللبن التي يأكلوها, ولكن عبر مبادرتهم بإعادة الأموال العراقية التي نهبوها الى خزينة الدولة العراقية الخاوية, وعبر تقديم أبنائهم للمحاكمة.

لكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا , بل سيواصلوا سياسات التضليل والمتاجرة بالدين وبدماء الأبرياء من اجل التربع على كرسي الوزارة او كرسي رئاسة الوزراء, وعبر تسخير الأموال العراقية المنهوبة للترويج لذلك. لقد فشل هؤلاء في مهمة الجهاد الكبر الا وهي جهاد النفس, عبر خيانتهم للأمانة خلال توليهم للحكم, وعبر خيانتهم للمباديء الإسلامية التي صدّعوا رؤوس العراقيين بإدعاء الدفاع عنها وتجسيدها. 

وماقيمة الجهاد الأصغر حتى لو كانوا صادقين فيه, أمام فسادهم الأكبر وقد قال الرسول الأكرم لقوم عادوا من الجهاد مرحى بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي الجهاد الأكبر, فقالوا وماهو يارسول الله, فقال: جهاد النفس . واما هؤلاء وإن جاهدوا وإن استشهدوا فهم ليسوا مجاهدين ولا شهداء حقيقيين لأنهم شهداء المنصب وشهداء المال وشهداء الفساد وهم لا يختلفون عن ذلك الذي سمّاه رسول الله شهيد الحمار!

التعليق