عاجل:
مقالات 2009-12-05 03:00 633 0

الإستخلاف في الأرض، وأرتباطه بولاية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

من الطبيعي وفق المنظور العقلي والمنطقي أن خالقاً عظيماً خلَق الخلقَ على أختلاف أشكالهم وصورهم، وأنزل معهم الكتاب

الإستخلاف في الأرض، وأرتباطه بولاية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

" رؤية قرآنية وحديثية "
" بمناسبة ذكرى عيد الغدير يوم 18 من ذي الحجة الحرام في السنة العاشرة للهجرة "
محاضرة القيت في دار الحكمة ( يوستن لندن ) محمود الربيعي

محمود الربيعي
المقدمة
الخالق – المخلوق
من الطبيعي وفق المنظور العقلي والمنطقي أن خالقاً عظيماً خلَق الخلقَ على أختلاف أشكالهم وصورهم، وأنزل معهم الكتاب والميزان كما خلق الكون بما فيه لحري أن يتصف بصفات الكمال وبالصفات الثبوتية كما عبر عنها العلماء كالعلم والقدرة والإرادة، ويتصف بكل صفات الكمال الأخرى كاللطف والتدبير وغير ذلك من صفات الكمال التي يمكن التعبير عنها من خلال الأسماء الحسنى.
وعليه فإن المخلوق يبقى بحاجة الى خالقه، ولما خلق الله سبحانه وتعالى السماوات والأرض وخلق الملائكة والإنس والجن تميز كل صنف منهم بصفات تختلف عن صفات الاصناف الأخرى، كما خلق الله عالم الحيوان وعالم النبات وعوالم الجماد الأخرى ومما نعلمه ومما لانعلمه.. ولم يخلق الله كل ذلك عبثا لأنه الحكيم المدبر والخبير المتصرف بالأمور وفق النظام الأحسن.
المستخلِف والمستخلَف، الله المستخلِف والانسان المستخلَف
فإذا كان الله سبحانه وتعالى عادلاً وحكيماً ومدبراً ومقدراً ومسيطراً يرزق ويعطي ويحمي ويشفي ويدفع ويسهل الأمور ويذلل الصعاب فلابد والحالة هذه أن يستخلف خليفة له يكون عادلاً ومدبراً وحكيماً وقوياً يحكم بالعدل ويحفظ الحقوق ويوزع الواجبات وينظم الحياة ويوزع مهم إدارة شؤون الرعية، وعلى الأخص عندما يتزاوج الناس ويتكاثرون ويزرع الشيطان الفتنة بينهم وفي الحالة هذه لابد للناس من خليفة يكون إماماً وأميراً وتكون مهمته حفظ النظام والحفاظ على الحقوق وتوجيه الرعية نحو صلاح المجتمع واستجلاب الخير لهم ودفع الشر عنهم.
حاجة المجتمع الى القيادة
إن أول قيادة إجتماعية في بدء الحياة على الأرض هي قيادة آدم عليه السلام لإسرته الصغيرة وبعد تنامي المتمع الإنساني أخذت القيادات الإجتماعية تتطور من نمط لآخر عبر مسيرة الإنسانية ومنها قيادة نوح وإبراهيم وموسى وهارون وداود وسليمان وطالوت وعيسى ومحمد عليهم السلام مع قيادة بقية الانبياء والرسل وأوصيائهم عليهم السلام أجمعين، إضافة الى كل القيادات البشرية الأخرى التي حكمت بالعدل في الأوقات التي لم يكن النبي او الرسول باسطا يديه على بقعة من بقع الأرض.
مهمات القائد
وهي بإختصار:
اولاً: رئاسة الناس في امور الدين.
ثانيا:ً رئاسة الناس فيس امور الدنيا.
كفاءة القائد ومميزاته
لابد للقائد أن يتمتع بصفات محددة يكون مؤهلا وفقها لقيادة المجتمع ومن أهمها:
اولاً: العلم، إذ لايصح للجاهل ان يقود مجتمعاً.
ثانيا: القوة، ونعني بذلك أن يتمتع بالقدرة والكفاءة على تنظيم الامور وتوجيهها بالاتجاه الصحيح.
ثالثا: العدل، ويعني ذلك أن يبسط قوته وفق أطروحة العدل.
سبب الإستخلاف وعلته
أولآً: منع الفساد والإفساد.
ثانياً: وجود الفاسدين والمفسدين.
ثالثا: تحديات إبليس: ويتمثل بالصراع بين الإنسان وإبليس.
رابعاً: إمتحان الخالق للمخلوقين بعد تحدي إبليس لآدم.
الشياطين - من ذرية آدم وذرية إبليس
الشيطان تسمية معروفة تشير الى كل مايتعلق بالشر والفساد وتلك صفات تنطبق على كل من الجن والإنس، ويعتبر إبليس أباً للجن وأما آدم فيعتبر اباً للإنس، واما الشيطنة فتتمثل بأتباع إبليس من شرار الجن والإنس، وأما الإستقامة فتتمثل بأتباع آدم وكافة أنبياء والرسل واوصيائهم أجمعين.
حركة الأنبياء - الحركات الكبيرة للانبياء – حركات إصلاحية وحركة إنقاذ.
تعتبر حركات الأنبياء عبر التاريخ حركات إصلاحية وحركات إنقاذ وهداية من الكفر والشرك والفساد، ومن المفسدين والطغاة والجبابرة.

وقد تميزت بعض حركات الأنبياء بكونها حركات تغييرية مهمة على مستوى البشرية كما حدث ذلك زمن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وداود وسليمان ومحمد عليهم السلام.
حركة نوح عليه السلام - حركة إبراهيم عليه السلام - حركة موسى عليه السلام - حركة عيسى عليه السلام - حركة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

عدد الأنبياء الذين ذكروا في القرآن الكريم
إن الدور القيادي الذي أداه الانبياء والرسل بالأمر الإلهي التكليفي يغطي جميع المراحل التاريخية منذ آدم حتى عصر الرسول الأكرم محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وهي مسيرة طويلة كان عمر البعض منهم أكثر من الف سنة، والبعض الآخر بضع مئات من السنين، والقسم الآخر دون المائة سنة، وقد ذكر في القرآن بحدود ( 25 نبياً ) ولم يذكر العدد الباقي منهم حيث يبلغ المجموع 124 ألف نبي وقد ذكربعضهم في الروايات القصصية التي جاءت عن طريق الأنبياء من اولي العزم أو عن النبي وعترته الطاهرة عليهم افضل الصلاة والسلام منهم شيت ويوشع بن نون وعزير، وأما الخمسة والعشرون (25 نبيا) فهم كل من (( آدم وإدريس ونوح وهود وصالح ولوط وإبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب ويوسف وشعيب وأيوب وذا الكفل ويونس وموسى بن عمران وهارون وإلياس واليسع وداود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى ومحمد ".
قصر عمر بعض الأنبياء
فقد عاش سليمان عليه السلام 52 سنة، وأما عيسى عليه السلام فقد عاش 23 سنة ثم رفعه الله اليه وبالنسبة للنبي المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقد عاش63 سنة.
علماً أن بين الأنبياء الذين يبلغ عددهم 124 ألف نبي هناك 313 رسول، منهم خمسة من أولي العزم وهم نوح وإبراهيم وعيسى وموسى ومحمد عليهم افضل الصلاة والسلام. ومن الأنبياء العرب هود وصالح وإسماعيل وشعيب ومحمد عليهم السلام.
الخليفة والخلافة في الكتاب والسنة النبوية المطهرة – رؤية إسلامية قرآنية وحديثية
أولا: الرؤية القرآنية
1 - " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ " سورة 2 البقرة الآية 30.
الآيات تنبىء عن غرض إنزال الإنسان إلى الدنيا و حقيقة جعل الخلافة في الأرض و ما هو آثارها و خواصها، و هي على خلاف سائر قصصه لم يقع في القرآن إلا في محل واحد و هو هذا المحل.
فالخلافة غير مقصورة على شخص آدم (عليه السلام) بل بنوه يشاركونه فيها من غير اختصاص، و يكون معنى تعليم الأسماء إيداع هذا العلم في الإنسان بحيث يظهر منه آثاره تدريجا دائما و لو اهتدى إلى السبيل أمكنه أن يخرجه من القوة إلى الفعل.
أن هناك أمرا لا يقدر الملائكة على حمله و لا تتحمله و يتحمله هذا الخليفة الأرضي فإنه يحكي عن الله سبحانه أمرا و يتحمل منه سرا ليس في وسع الملائكة، و لا محالة يتدارك بذلك أمر الفساد و سفك الدماء.
وكان اللازم أن يعلم الخليفة بالأسماء فسألهم عن الأسماء فجهلوها و علمها آدم، فثبت بذلك لياقته لها و انتفاؤها عنهم.
وآدم إنما استحق الخلافة الإلهية بالعلم بالأسماء دون إنبائها إذ الملائكة إنما قالوا في مقام الجواب: سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا، فنفوا العلم. ( مهم ).
فقد ظهر مما مر أن العلم بأسماء هؤلاء المسميات يجب أن يكون بحيث يكشف عن حقائقهم و أعيان وجوداتهم.
فتحصل أن هؤلاء الذين عرضهم الله تعالى على الملائكة موجودات عالية محفوظة عند الله تعالى، محجوبة بحجب الغيب، أنزل الله سبحانه كل اسم في العالم بخيرها و بركتها و اشتق كل ما في السماوات و الأرض من نورها و بهائها، و أنهم على كثرتهم و تعددهم لا يتعددون تعدد الأفراد، و لا يتفاوتون تفاوت الأشخاص، و إنما يدور الأمر هناك مدار المراتب و الدرجات و نزول الاسم من عند هؤلاء إنما هو بهذا القسم من النزول.
2 - " يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ " سورة 38 الاية 26.
و ظاهر الخلافة أنها خلافة الله فتنطبق على ما في قوله تعالى: «و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة:» البقرة: - 30 و من شأن الخلافة أن يحاكي الخليفة من استخلفه في صفاته و أعماله فعلى خليفة الله في الأرض أن يتخلق بأخلاق الله و يريد و يفعل ما يريده الله و يحكم و يقضي بما يقضي به الله - و الله يقضي بالحق - و يسلك سبيل الله و لا يتعداها.
و قول بعضهم: إن المراد بخلافته المجعولة خلافته ممن قبله من الأنبياء و تفريع قوله: «فاحكم بين الناس بالحق» لأن الخلافة نعمة عظيمة شكرها العدل و قول بعضهم: إن المراد بخلافته المجعولة خلافته ممن قبله من الأنبياء و تفريع قوله: «فاحكم بين الناس بالحق» لأن الخلافة نعمة عظيمة شكرها العدل
قال بعضهم: إن في أمره (عليه السلام) بالحكم بالحق و نهيه عن اتباع الهوى تنبيها لغيره ممن يلي أمور الناس أن يحكم بينهم بالحق و لا يتبع الباطل و إلا فهو (عليه السلام) من حيث إنه معصوم لا يحكم إلا بالحق و لا يتبع الباطل.
و فيه أن أمر تنبيه غيره بما وجه إليه من التكليف في محله لكن عصمة المعصوم و عدم حكمه إلا بالحق لا يمنع توجه التكليف بالأمر و النهي إليه فإن العصمة لا توجب سلب اختياره و ما دام اختياره باقيا جاز بل وجب توجه التكليف إليه كما يتوجه إلى غيره من الناس، و لو لا توجه التكليف إلى المعصوم لم يتحقق بالنسبة إليه واجب و محرم و لم تتميز طاعة من معصية فلغا معنى العصمة التي هي المصونية عن المعصية.
- " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " سورة 24 الاية 55.
و إن كان المراد به إيراث الأرض و تسليط قوم عليها بعد قوم كما قال إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين: الأعراف - 128 وقال إن الأرض يرثها عبادي الصالحون: الأنبياء - 105 فالمراد بالذين من قبلهم المؤمنون من أمم الأنبياء الماضين.
و قوله و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم تمكين الشيء إقراره في مكان و هو كناية عن ثبات الشيء من غير زوال و اضطراب و تزلزل بحيث يؤثر أثره من غير مانع و لا حاجز.
و المراد بالخوف على أي حال ما كان يقاسيه المؤمنون في صدر الإسلام من الكفار و المنافقين.
و المراد باستخلافهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم عقد مجتمع مؤمن صالح منهم يرثون الأرض كما ورثها الذين من قبلهم من الأمم الماضين أولي القوة و الشوكة و هذا الاستخلاف قائم بمجتمعهم الصالح من دون أن يختص به أشخاص منهم كما كان كذلك في الذين من قبلهم.
و المراد بتمكين دينهم الذي ارتضى لهم كما مر ثبات الدين على ساقه بحيث لايزلزله اختلافهم في أصوله و لا مساهلتهم في إجراء أحكامه و العمل بفروعه و خلوص المجتمع من وصمة النفاق فيه.
و المراد من تبديل خوفهم أمنا انبساط الأمن و السلام على مجتمعهم بحيث لا يخافون عدوا في داخل مجتمعهم أو خارجه متجاهرا أو مستخفيا على دينهم أو دنياهم.
و المراد بكونهم يعبدون الله لا يشركون به شيئا ما يعطيه حقيقة معنى اللفظ و هو عموم إخلاص العبادة و انهدام بنيان كل كرامة إلا كرامة التقوى.
و المتحصل من ذلك كله أن الله سبحانه يعد الذين آمنوا منهم و عملوا الصالحات أن سيجعل لهم مجتمعا صالحا خالصا من وصمة الكفر و النفاق و الفسق يرث الأرض لا يحكم في عقائد أفراده عامة و لا أعمالهم إلا الدين الحق يعيشون آمنين من غير خوف من عدو داخل أو خارج، أحرارا من كيد الكائدين و ظلم الظالمين و تحكم المتحكمين.
و هذا المجتمع الطيب الطاهر على ما له من صفات الفضيلة و القداسة لم يتحقق و لم ينعقد منذ بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى يومنا هذا، و إن انطبق فلينطبق على زمن ظهور المهدي (عليه السلام) على ما ورد من صفته في الأخبار المتواترة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لكن على أن يكون الخطاب للمجتمع الصالح لا له (عليه السلام) وحده. ( مهم ).
فالحق أن الآية إن أعطيت حق معناها لم تنطبق إلا على المجتمع الموعود الذي سينعقد بظهور المهدي (عليه السلام).
و إن تفرقوا فيه ثلاثا و سبعين فرقة يكفر بعضهم بعضا و يستبيح بعضهم دماء بعض و أعراضهم و أموالهم.
و في المجمع،: في قوله تعالى: «وعد الله الذين آمنوا منكم» الآية: و اختلف في الآية و المروي عن أهل البيت (عليهم السلام) أنها في المهدي من آل محمد.
قال: و روى العياشي بإسناده عن علي بن الحسين (عليهما السلام): أنه قرأ الآية و قال: هم و الله شيعتنا أهل البيت يفعل ذلك بهم على يدي رجل منا و هو مهدي هذه الأمة، و هو الذي قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يأتي رجل من عترتي اسمه اسمي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا: و روي مثل ذلك عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليه السلام).
الإمامة - رؤية قرآنية
1 - " وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ " سورة 2 البقرة الاية 124.
ومن تفسير الميزان جاء في تفسير الاية
و الذي نجده في كلامه تعالى: أنه كلما تعرض لمعنى الإمامة تعرض معها للهداية.
كذلك جاء ايضا: و بالجملة فالإمام هاد يهدي بأمر ملكوتي يصاحبه، فالإمامة بحسب الباطن نحو ولاية للناس في أعمالهم، و هدايتها إيصالها إياهم إلى المطلوب بأمر الله.
ثم إنه تعالى بين سبب موهبة الإمامة بقوله: «لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون الآية».
و بالجملة فالإمام يجب أن يكون إنسانا ذا يقين مكشوفا له عالم الملكوت.
مسائل في الإمامة
الأول: إن الإمامة لمجعولة.
الثاني: أن الإمام يجب أن يكون معصوما بعصمة إلهية.
الثالث: أن الأرض و فيه الناس، لا تخلو عن إمام حق.
الرابع: أن الإمام يجب أن يكون مؤيدا من عند الله تعالى.
الخامس: أن أعمال العباد غير محجوبة عن علم الإمام.
السادس: أنه يجب أن يكون عالما بجميع ما يحتاج إليه الناس في أمور معاشهم و معادهم.
السابع: أنه يستحيل أن يوجد فيهم من يفوقه في فضائل النفس.
فهذه سبع مسائل هي أمهات مسائل الإمامة: تعطيها الآية الشريفة بما ينضم إليها من الآيات و الله الهادي.
ظاهر قوله: «أئمة يهدون بأمرنا» أن الهداية بالأمر يجري مجرى المفسر لمعنى الإمامة.
والإمام يهدي بالأمر.
والإمام دليل هاد للنفوس إلى مقاماتها كما أن النبي دليل يهدي الناس إلى الاعتقادات الحقة و الأعمال الصالحة، وربما تجتمع النبوة و الإمامة كما في إبراهيم و ابنيه.
" طسم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ " سورة 28 القصص الايات من 1 – 6.
الخلافة والإمامة - رؤية قرآنية وحديثية
اولاً - حديث الثقلين ولفظه.
منها: ما أخرجه مسلم بإسناده عن زيد بن أرقم قال :
« قام رسول الله ـ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ـ يوماً فينا خطيباً بماءٍ يدعى خماً بين مكّة والمدينة ، فمحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ثم قال : أما بعد ألا يا أيّها الناس فإنما أنا بشر يوشك أنْ يأتي رسول ربي فاُجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين ، أوّلهما كتاب الله فيه الهُدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به . فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ثم قال : وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ... » صحيح مسلم 7|122 .
ثانياً - ولاية علي بن ابي طالب عليه السلام
آية الولاية: ( انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا اللذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) من سورة المائدة الاية(55). نزلت في علي حين تصدق راكعا في الصلاة بخاتمه .
((ومن يتول الله ورسوله واللذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون)) المائدة اية 56.
بعض المصادر نحيلكم اليها لمراجعتها : -
1- صحيح النسائي .
2- كنز العمال(وهو الحديث5991 في ص391 من جزئه السادس).وهو الحديث6137 من احاديث الكنز في ص405 من جزئه السادس.
ثالثاً: آية التبليغ
(( يايها الرسول بلغ ماانزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)) المائدة 67
نزلت هذه السورة يوم 18 من ذي الحجة في غدير خم حينما نصب الرسول(ص) عليا (ع) خليفة من بعده.
راجع المصادر التالية : -
1- شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج1 ص 187 .
2- اسباب النزول للواحدي النيسابوري ص 115 ط الحلبي بمصر .
ثالثاً: آية الإكمال
(( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)) سورة المائدة آية 3 .
نزلت هذه الاية بعد ان نصب الرسول(ص) علي بن ابي طالب خليفة واماما على امته في اليوم 18 من ذي الحجة في مكان يقال له غدير خم .
راجع المصادر التالية : -
1- تفسير القران لجلال الدين السيوطي الشافعي ج2 ص 259 ط 1 بمصر .
2- تفسير المنار لمحمد عبده ج 6 ص 463.
رابعاً: حديث المنزلة
وهي قول الرسول (ص) لعلي عليه السلام ((انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لانبي بعدي)) .
راجع المصادر التالية :-
1- صحيح البخاري ك المغزي ب غزوة تبوك ج5 ص 129 .
2- صحيح مسلم ك الفضائل ب من فضائل علي بن ابي طالب ج 2 ص 360 .
3- صحيح الترمذي ج 5 ص 301 .
4- المستدرك للحاكم ج3 ص 109.
5- تاريخ الطبري ج3 ص104.
6- صحيح البخاري في غزوة تبوك ص 58 من جزئه الثالث .
7- سنن ابن ماجة في باب فضائل اصحاب النبي ص 28 من جزئه الاول حيث يذكر فضل علي.
خامساً: حديث الدار و( آية الإنذار).
آ - اية الانذار قوله تعالى : - ( وانذر عشيرتك الاقربين) الشعراء الاية
ب - وحديث الدار:-حيث جمع رسول الله (ص) 40 رجلا من عشيرته في بداية دعوته الاسلامية وخاطبهم
(( ايكم يؤازرني على امري هذا ويكون وصيي وخليفتي فيكم ؟)) قال علي(ع) انا يانبي الله وعندها فال الرسول (ص) :- ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له واطيعوا.
راجع المصادر التالية : -
1. شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج1 ص 372، ح514، ص420ص580 ط1 بيروت .
2. تفسير الطبري ج19 ص 74 ط بولاق، ج19 ص68 ط الميمنة .
3. تاريخ الطبري ج2 ص309 ط مصر .
4. مسند احمد بن حنبل ج1 ص 111.
5. تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 38 .
6. منتخب كنز العمال بهامش مسند احمد ج5 ص 41 ، 42.

مقطع من حديث الغدير ( خطبة الوداع ) – وصية مهمة للغاية
فاعلموا معاشر الناس! إن الله قد نصبه لكم وليا و إماما مفترضا طاعته على المهاجرين و الانصار و على التابعين لهم بإحسان، و على البادى و الحاضر و على الأعجمى و العربى، و الحر و المملوك، و الصغير و الكبير، و على الأبيض و الأسود، و على كل موحد، ماض حكمه، جائز قوله، نافذ امره، ملعون من خالفه، مرحوم من تبعه.
ثم الامامة فى ذريتى من ولده الى يوم تلقون الله عز و جل و رسوله.
أن من كنت مولاه فهذا على مولاه، و هو على بن أبى‏طالب عليه السلام أخى و وصيى، و موالاته من الله عز و جل أنزلها على. معاشر الناس! إن عليا و الطيبين من ولدى هم الثقل الأصغر، و القرآن الثقل الاكبر، فكل واحد مبنى عن صاحبه و موافق له، لن يفترقا حتى يردإ؛ على الحوض، هم أمناء الله فى خلقه و حكماؤه فى أرضه. أن من كنت مولاه فهذا على مولاه، و هو على بن أبى‏طالب عليه السلام أخى و وصيى، و موالاته من الله عز و جل أنزلها على. معاشر الناس! إن عليا و الطيبين من ولدى هم الثقل الأصغر، و القرآن الثقل الاكبر، فكل واحد مبنى عن صاحبه و موافق له، لن يفترقا حتى يردإ؛ على الحوض، هم أمناء الله فى خلقه و حكماؤه فى أرضه.
هذا على أخيى و وصيى و واعى علمى و خليفتى على أمتى.
اللهم إنك أنزلت على أن الامامة بعدى لعلى وليك عند تبيانى ذلك، و نصبى إياه بما أكملت لعبادك من دينهم و أتممت عليهم بنعمتك و رضيت لهم الاسلام دينا.
ثم على من بعدى، ثم ولدى من صلبه أئمة يهدون بالحق و به يعدلون.
منا القائم المهدى صلوات الله عليه.
بعض المواقف والأعمال والمنجزات المهمة التي قام بها قبل خلافته
أولاً: الدخول في الإسلام بشكل مبكر.
ثانيا: مؤازرته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الدار.
ثالثا: مشاركاته البطولية المتميزة في الحروب ومنها حرب بدر وأحد والخندق وغيرها من الحروب.
رابعاً: إعلان خلافته ووصايته على الأمة في غدير خم في آخر حجة حجها النبي الاكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم قبل وفاته.
خامساً: مواقفه الشجاعة ضد الانحرافات التي حدثت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومواقفه المبدئية الصلبة تجاه الشخصيات على مختلف مستوياتها، فقد عرف عنه عليه السلام بعدم مهادنته وتساهله مع المنحرفين.
بعض الأعمال التي قام بها الإمام علي عليه السلام أثناء خلافته الشرعية
أولاً: تغيير عاصمة الدولة ونقلها من المدينة الى الكوفة.
ثانياً: الإصلاح الإداري والمالي.
ثالثاً: الاهتمام بشؤون القضاء.
رابعاً: إدارة المعارك وقيادتها ومن أهم تلك المعارك الجمل والنهروان وصفين قاتل فيها الناكثين والخارجين والقاسطين.
خامسا: إمامته للصلوات ومنها صلاة الجمعة وقد ترك ذلك آثارا عظيمة بعد أن جمعت تلك الخطب وشكلت النهج الذي عرف بنهج البلاغة الذي جمع بين الأمور العقائدية والسياسية والحديث عن الكون والحياة والحديث عن الاخلاق والقيم والمبادئ الى غير ذلك من الأمور.
نظرية ولاية الفقيه: هي نظرية ارسى اسسها الامام الحسن العسكري وابنه الامام المهدي عليهما وعلى ابائهما السلام وتعمقت فكرتها باجتهاد العلماء الى ممارسة الانتخاب الشعبي لمؤسسات الدولة برعاية الولي الفقيه او المرشد الاعلى للحكومة الاسلامية.
الفهرست
المقدمة - (الخالق – المخلوق)
المستخلِف والمستخلَف، الله المستخلِف والانسان المستخلَف
حاجة المجتمع الى القيادة، مهمات القائد
كفاءة القائد ومميزاته
سبب الاستخلاف وعلته
الشياطين - من ذرية آدم وذرية إبليس
حركة الأنبياء - الحركات الكبيرة للانبياء – حركات إصلاحية وحركة إنقاذ
عدد الأنبياء الذين ذكروا في القرآن الكريم
قصر عمر بعض الأنبياء
(الخليفة والخلافة في الكتاب والسنة النبوية المطهرة – رؤية إسلامية قرآنية وحديثية)
أولا: الرؤية القرآنية، ثانيا: الرؤية الحديثية
(الإمامة - رؤية قرآنية)، (مسائل في الإمامة، الخلافة والإمامة) - (رؤية قرآنية وحديثية)
مقطع من حديث الغدير ( خطبة الوداع ) – وصية مهمة للغاية
بعض المواقف والأعمال والمنجزات المهمة التي قام بها قبل خلافته
بعض الأعمال التي قام بها الإمام علي عليه السلام أثناء خلافته الشرعية، المصادر.
المصادر
القرآن الكريم مع تدقيق الآيات من موقع السراج في الطريق الى الله لسماحة الشيخ حبيب الكاظمي.
الميزان في تفسير القرآن للعلامة محمد حسين الطباطبائي الحكيم.
كتاب المراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي.
قصص الأنبياء للسيد نعمة الله الجزائري.
موقع الوكالة الاسلامية
من بحث في ولاية علي (ع) للكاتب محمود الربيعي.. اعتمدنا في ايراد المصادر على كتاب المراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي.
من بحث ( توضيح لمفاهيم شيعية - تصحيح لكتاب الشيعة والتصحيح لموسى الموسوي) للكاتب محمود الربيعي.
الجمعة المصادف ‏05‏/12‏/2009
والموافق 16 من ذي الحجة عام 1430 للهجرة
مكان المحاضرة: محاضرة القيت في دار الحكمة ( يوستن لندن ).

التعليق