عاجل:
مقالات 2015-05-04 03:00 463 0

الإستبداد وآثارهُ الكارثيةُ في الوطن العربي

الاستبداد كلمة كريهة منبوذة تستهجنها كل النفوس التواقة إلى استنشاق نسيم الحرية. ورب العائلة إذا كان مستبدا ظالما بحق أسرته ولم يكسب ودها ويعاملها بالعدل والخلق العالي

الاستبداد كلمة كريهة منبوذة تستهجنها كل النفوس التواقة إلى استنشاق نسيم الحرية. ورب العائلة إذا كان مستبدا ظالما بحق أسرته ولم يكسب ودها ويعاملها بالعدل والخلق العالي في والحسنى دون تمييز بين فرد وآخر في جميع الأمور المادية والمعنوية فإ نه يحول حياة الأسرة إلى جحيم. وكذلك رئيس المؤسسة أو الوزير فإن أفراد المؤسسة والوزارة يضيقون ذرعا بهذا الشخص الذي تسلط عليهم. ويتمنون الخلاص منه ومن تسلطه واستبداده. فكيف إذا كان حاكما مستبدا يتحكم برقاب الملايين، ويسومهم سوء العذاب ويجعل من نفسه شبه إله على الجميع وعليهم أن يرضخوا له، ويقبلوا يديه ورأسه وأنفه، وينقادوا لمشيئته الفردية الاستبدادية دون أن يتأوهوا أو يشكوا من ظلمه وجبروته مهما طال حكمه. وإذا تململ فرد أو جماعة فالويل لهم والسيوف جاهزة لقطع الرقاب . والسجون مفتوحة لابتلاعهم وخنق العدالة في دهاليزها المظلمة مادام الحاكم وأجهزته القمعية قادرة على قلب الحقائق. وكلما طال عهد الاستبداد طالت معاناة الشعوب، وكثر الفساد ، وتعطلت الطاقات الخلاقة، وانحسرت القيم الفاضلة،وعم الخراب الروحي، وازداد عدد الفقراء، وانتهكت الحرمات والقوانين. وتبقى الأجهزة القمعية والدعائية التابعة للحاكم الفرد تصول وتجول في الساحة وتطلق مايحلو لها من معسول الكلام لتجميل وجه الحاكم القبيح. ولو غرق الوطن في مأساة لها أول وليس لها من آخر.ولا يتم الخروج من هذه الطاحونة المهلكة إلا بزوال الفرد المستبد وأجهزته القمعية عن طريق الكفاح المرير للطلائع المؤمنة بحرية الإنسان وحقه في الحياة الحرة الكريمة التي سلبها ذلك الحاكم المستبد منه وليست القوى الإرهابية الإجرامية المتعطشة للقتل وروح الإنتقام والتي تدعي إنها ضد الحاكم لكن أفعالها تدل إنها لاتقيم وزنا لقيمة الإنسان.

ويصف الشيخ عبد الرحمن الكواكبي في كتابه المعروف (طبائع الاستبداد) المستبد بقوله:
 (المستبد يتحكم في شؤون الناس بإرادته لابإرادتهم ويحكم بهواه لابشريعتهم، ويعلم نفسه أنه الغاصب المعتدي فيضع كعب رجله على أفواه الملايين من الناس يسدها عن النطق بالحق والتداعي لمطالبته. والمستبد عدو الحق، عدو الحرية وقاتلها، والحق أبو البشر، والحرية أمهم والأمة لاتجد لها مكانا تحت الشمس إلا بزوال الاستبداد السياسي وتفرعاته.)

ولا أدري أية (شرعية) دستورية تسمح لحاكم أن يبقى أعواما طويلة في الحكم دون أي دستور أو برلمان يحاسبه ؟ وأية شرعية دستورية تعطيه الحق بشن الحروب وهي من أخطر القررات حين يقررمع عدد من أفراد العائلة بسلب أرواح الناس وقتلهم دون وازع من دين ضمير ؟
 وهاهم آل سعود يشنون الحرب على جارهم الفقير اليمن وقبل هذه الحرب تم غزو البحرين لقمع شعبها الذي رفض إستبداد حكم آل خليفة الفاسد، وبذلوا ويبذلون الأموال الطائلة لتدمير سوريا بحجة إسقاط حاكمها.

إن هذا النظام له تأريخ أسود في سلب الحقوق الشرعية للبشر. وفي سجونه المظلمة يقبع المئات من الأبرياء من سجناء الضمير وعلى رأسهم الشيخ النمر الذي رفض الإستبداد بفمه فضُرب بالرصاص وزُج به في أحد السجون الرهيبة وجراحه تنزف ثم حكم عليه بالإعدام من قبل إحدى محاكمه الصورية.

لقد لوث آل سعود الأرض التي يعيشون عليها جراء ماآقترفت أياديهم الآثمة من جرائم من خلال شعاروعاظهم الذي يرفعونه بوجوه الناس(عليك السمع والطاعة لولي الأمر وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك)
إنها عبودية القرون الوسطى تطبق في هذه المملكة بآسم الإسلام ولايقرها دين ولا قانون يؤمن بكرامة الإنسان وهو مخالف لآيات الله البينات الواضحات مخالفة صريحة بصورة لاتقبل الشك والتأويل وكتاب الله العزيز وسنة رسوله ص الطاهرة يرفضان الظلم رفضا تاما والآيات والأحاديث كثيرة وتحتاج إلى بحث طويل. وأورد آيتين كريمتين ترفضان مايدعيه المستبدون

بسم الله الرحمن الرحيم:
 (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ.) هود- 113
 (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ( البقره 256.

وهل يعقل أن هذا الدين العظيم الذي كرم الإنسان وجعله أفضل من الملائكة وخلقه الله ليكون خليفة في الأرض يرضى بأن يكون مهانا خاضعا ذليلا يضربه الجلادون والظالمون على ظهره ويسرقوا ماله ويقول لهم سمعا وطاعة.؟
إن المنطقة العربية برمتها تغلي كالبركان ضد الاستبداد الذي يمارس فيها ولا يظن آل سعود ومن يسير في ركابهم إنهم بعيدون عن النار التي أشعلوها بأيديهم. وإن غدا لناظره قريب.

التعليق