عاجل:
مقالات 2010-07-11 03:00 858 0

الأبعاد السياسية في الملتقى الثقافي للسيد الحكيم

في الوهلة الأولى يجد المتابع للملتقى الثقافي الأسبوعي للسيد عمار الحكيم انه مجرد (منبر) للتوجيه والإرشاد يرتقي

في الوهلة الأولى يجد المتابع للملتقى الثقافي الأسبوعي للسيد عمار الحكيم انه مجرد (منبر) للتوجيه والإرشاد يرتقي عليه رجل دين يطرح من خلاله أفكار وروى تتعلق بطائفة معينة أو موضوع ديني، ولكن التصورات قد تتغير بشكل كبير حينما يتمعن في متابعة ما يطرحه رئيس المجلس الأعلى من خلال هذا الملتقى الثقافي حيث تجد هناك اتساع كبير في مدى الطروحات الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية بل حتى يعود بك التفكير إلى انك أمام مدرسة خطابية ذات إبعاد كبيرة في الحداثة جديدة تطرى على الخطاب السياسي، وللمتابعة تطورات الحداثة في هذا الشأن تجد أن السيد مهدي الحكيم (1935-1988) قد كان أول من اعتلى منابر التوجيه والإرشاد في بداية عقد الخمسينات من القرن الماضي ليكسر فيها قواعد المدرسة التقليدية والتي كانت لا تخرج عن طرح الأحكام الشرعية والعقائدية البحتة حتى بدأت مدرسة الحكيم (الابن) بطرح مفاهيم جديدة لم يسمع بها المتلقي من قبل كمفردات (الوطن والديمقراطية والانتخابات وحقوق الإنسان) ومنذ تلك اللحظات بدأت مدرسة الخطابة الدينية والمفعمة بمفاهيم الحديثة تتطور، حتى وصل الحال بظهور مدرسة الشيخ احمد الوائلي (1928-2003) والتي تعد من المدارس الحديثة في الأسلوب الخطابي إذ بادر المرحوم الوائلي إلى استخدام الأفكار والطروحات العلمية التطبيقية لاسيما حينما يخاطب المتلقي بطرح أفكار (نيوتن وأديسون في الفيزياء والكيمياء وعلم النبات والبيئة وغيرها) بحيث أطلق على مدرسته (جامعة الوائلي المتنقلة) لغزارة العلوم فيها والتي استهوت كافة المستمعين من المذاهب الإسلامية المتعددة والديانات الأخرى وفي مختلف أنحاء العالم وفي أطار التطور في الطرح الخطابي هذا نجد الظاهرة الجديدة للسيد عمار الحكيم.
أن الملتقى الثقافي للسيد الحكيم يعد اليوم مدرسة حديثة في الطرح الديني السياسي حيث أن إلية تقسيم المحاضرة أو خطبة كما تشاء أن تسمى تختلف عن ما يطرحه خطباء الجمعة من حديث الخطبة الدينية ثم الخطبة السياسية أو الخطبة الأولى ثم الثانية متمسكين باعتبارها فرض واجب الالتزام به، ولكن ما يطرحه السيد الحكيم يختلف من حيث التقسيم فلم تكن هناك خطب متتالية وإنما تجد حديث مترابط متماسك يعجبك طرحه غير ملتزم بمعايير الفرضية الواجبة وإنما تجد الإصغاء والاندماج والتمعن في تحليل الموضوعات والمفردات يستوجب منك أن تجعل نفسك وكأنما أنت أمام أستاذ كبير في علوم الدين المتنوعة والسياسة والحديث والبلاغة والمنطق حتى يعجبك في سبكه للمفردات واستخدامه للعبارات.
أن السيد الحكيم قد استثمر الملتقى الثقافي السياسي الأسبوعي خير استثمار أولا لحضوره أغلبية من الطبقات السياسية والثقافية والاجتماعية التي يمكنها الاستفادة من الطروحات الجديدة والإطلاع على ما يدور في أروقة السياسة العراقية والتي بات المواطن يترقب ما يدور في كواليسها ناهيك عن الإجابات الشافية عن ما يدور في ذهنك من أسئلة إذ تجد السيد الحكيم هو من يجيبك عليها بدون أن تسأله أحيانا وحينما تسأله أيضا ثانيا أن تصدير فقرات الملتقى الثقافي إلى الوسائل الإعلامية المتعددة ناهيك عن تقطيعه المبرمج عبر قناة الفرات الفضائية وإعطاءه فسحة زمنية تليق بتعرف المشاهد والمستمع إلى ما يدور وكأنما هو جالس في الملتقى ثالثا أن الحضور المتنوع والنوعي في الملتقى يؤكد أهمية الملتقى وإعطاء الفرصة الكبيرة لدراسته ونقل مضامينه إلى الذين لم يطلعوا على مجرياته مما أصبح موضوع مهم أمام الكتاب والباحثين والمهتمين لتناوله في الحديث السياسي والتحليلات واللقاءات الصحفية والإعلامية.
لذا أن الملتقى الثقافي للسيد الحكيم يعد من أهم المصادر الحديثة للدروس السياسية للأوضاع القائمة في العراق في كافة الجوانب السياسية والاجتماعية والخدمية حيث تجد السيد الحكيم يناقش لك أسبوعيا أهم الموضوعات السياسية والمتعلقات بالشأن الحكومي العراقي معقبا على الجانب الخدمي والذي يهم مصلحة المواطن أكثر مما يهتم المواطن نفسه بالجانب السياسي - حيث أن الجميع يجمع على أن السياسة والسياسيين يجب أن يكونوا بمستوى المسؤولية لتوفير الخدمات للشعب لاسيما أن صعودهم إلى مراكز التشريع والتنفيذ هو من اجل المواطن وتحقيق طموحاته لا من اجل تحقيق طموحات المسؤول الذي يفكر كيف أن يستثمر أو يستغل الجماهير لانتخابه بدون تقديم أي مشروع خدمي لهم- وما استحدثه السيد الحكيم في هذا الملتقى هو فتح باب السؤال التحريري لما يدور في أذهان وخواطر الحضور لتكن إجابات رئيس المجلس الأعلى الإسلامي استكمال للدرس السياسي الذي يطرحه أسبوعيا وبذلك تكتمل الصورة لديك عن مجريات الإحداث وما يدور في أروقة السياسة العراقية من خلال الملتقى الثقافي للسيد الحكيم.

التعليق