عاجل:
مقالات 2010-09-28 03:00 456 0

اختيار خير الشرين

فقدان القدرة على التمييز او صعوبة انتقاء الخيارات المثلى او اللجوء الى اصعب الخيارات واسوءها ليست سمة عقلائية فالاسوياء

فقدان القدرة على التمييز او صعوبة انتقاء الخيارات المثلى او اللجوء الى اصعب الخيارات واسوءها ليست سمة عقلائية فالاسوياء من البشر هم الذين يختارون خير الشرين او يقدمون الاقل مفسدة على الاكثر كما ان الارتكاز العقلائي هو " درء المفاسد اولى من جلب المنافع" ولا يشذ من تلك القواعد العقلائية عادة الا الاداء السياسي باعتباره مخاضاً حافلاً بالمتغيرات والتطورات المتسارعة.
وثمة قول مثير ومؤثر في هذا السياق لامير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) "ليس العاقل من يعرف الخير من الشر بل العاقل من يعرف خير الشرين".
وقد يقال في هذا السياق ان تمييز خير الشرين او معرفة اقل الضررين قد يحتاج الى وعي متميز وعقل متنور ومعرفة تدرك الاولويات والاساسيات وتمتلك القدرة على التشخيص بين اهون الشرين وليس جميع البشر بقادرين على ذلك فلربما ما يراه البعض خيراً يراه الاخرون شراً وما يراه الاخرون شراً قد يراه غيرهم خيراً وتمييز الخير من الشر او تميير اهون الشرين واقل الضررين من اختصاص ذوي الخبرة من العلماء والفقهاء وليس من مختصات بقية البشر وربما هذا يعزز خطورة التساقط والتفاوت بين الفرق والمذاهب والتيارات الدينية والفكرية.
وفي العراق الجديد توفرت امامنا عدة خيارات فعلينا انتقاء الافضل وليس الاسوء لان ذلك يقود البلاد والعباد الى حافة الهاوية والانتقاء الصحيح يحتاج الى عقل جماعي وشوروي وشراكة حقيقية بين جميع المكونات.
ولابد من اللجوء الى مجلس النواب لاتخاذ القرار الصائب والمناسب والخروج من الازمة الخانقة التي تهدد الديمقراطية والتجربة الجديدة في العراق.
ومشكلة بعض المتصدين والمتسلطين هو اللجوء الى خيارات هي الاسوء وادخال العباد والبلاد في دوامة الازمات والتوترات وان الذي يدفع الثمن هو ليس الحاكم وحده بل الشعب كله ويتحمل اخطاء حكامه لانهم لم ينجحوا في ادارة البلاد بالطريقة الصحيحة المعتمدة على اختيار افضل البدائل واحسن الخيارات.
ان الكثير من الخيارات التي توفرت لتشكيل الحكومة فوتها الاخرون بذرائع شتى مرة باعادة العد والفزر وتارة بتفعيل اجتثاث الفائزين واخرى بالتمسك بالسلطة والضغط على المحكمة الاتحادية لتسييسها وهو الذي ادى الى تأخير الحكومة حتى هذه الساعة.

التعليق