عاجل:
مقالات 2011-09-22 03:00 560 0

اتهامات قاسية

لازال مسلسل الاتهامات والتصريحات المتشنجة والمتقاطعة مستمر بين طرفي النزاع السياسي الرئيسين في العراق ، وهما

لازال مسلسل الاتهامات والتصريحات المتشنجة والمتقاطعة مستمر بين طرفي النزاع السياسي الرئيسين في العراق ، وهما إياد علاوي رئيس القائمة العراقية التي بدأت بالتشظي والتجزؤ نتيجة للمواقف الكثيرة التي صدرت من رئيسها ، ونتيجة عدم الوصول إلى حلول وتوافقات مع بعض الكتل السياسية وعلى رأسها التوافق والتقارب مع ائتلاف دولة القانون ( الحزب الحاكم ) مما سبب حالة من الإرباك في إستراتيجية القائمة العراقية ، وباتت المواقف متباينة عند اغلب نواب هذه القائمة . فمنهم من يؤيد ما يقوم به السيد إياد علاوي ومنهم من يعارض . وبين الطرف الأخر من معادلة الاتهامات رئيس قائمة ائتلاف دولة القانون السيد نوري المالكي الذي حصل على رئاسة الوزراء بعد مخاض عسير من الاتفاقات والمساومات والصفقات التي رجحت كفته لتسنم هذا المنصب الحيوي والكبير ، والذي حتم عليه أن يرضي اغلب الأطراف السياسية العراقية ، وبالتالي فانه بات مثقلا بالوعود او( التوقيعات ) التي لم ينفذ منها سوى الشيء القليل مما سبب أزمة كبيرة وواضحة بينه وبين شركاءه في العملية السياسية . لذلك ونتيجة لما حدث ويحدث فان الاتهامات والمناكفات والتقاطعات هي العلامة الفارقة في المشهد السياسي العراقي وخصوصا كما قلنا بين المالكي وعلاوي . فقد اتهم رئيس قائمة العراقية إياد علاوي حكومة نوري المالكي بهدر المليارات على موازنات النفط والكهرباء دون نتيجة ودون مساءلة حقيقية، لافتاً إلى أن القيمة الفعلية للفرص الاقتصادية المهدورة تتجاوز مئات المليارات . فأداء المصافي ما زال متردياً، ومستوى إنتاج المشتقات النفطية لا تبرره عشرات المليارات المبذولة، والغاز مازال يحترق دون أية استثمارات وطنية مدروسة، وبخسائر تتجاوز الـ 50 مليار دولار خلال خمسة أعوام . كما إن القطاع الصناعي الخاص شبه منعدم، وكذلك القطاع الزراعي الذي تأثر تأثراً مباشراً بالأسباب ذاتها، إضافة إلى غياب الصناعات التحويلية الناتجة عن الصناعة الغازية. وأن القيمة الفعلية للفرص الاقتصادية والاستثمارية المهدورة جرّاء سوء الإدارة والنظرة القاصرة إلى اقتصاد السوق تتجاوز مئات المليارات من الدولارات، فضلاً عن ضياع مئات الآلاف من فرص العمل المنتج للمواطن العراقي ، وتفاقم البطالة المقنعة في قطاعات الدولة المختلفة . هذا عزيزي القارئ جزء بسيط من مسلسل الاتهامات ( المباشرة ) من قبل رئيس القائمة العراقية ضد السيد رئيس الوزراء العراقي وقائمته . وهناك في الجهة المقابلة اتهامات من قبل السيد المالكي وبعض نواب قائمته ضد السيد إياد علاوي ، وهذه الاتهامات بطبيعة الحال لا تصب في خدمة المصلحة الوطنية بقدر ما تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار وضياع روح المواطنة لدى السياسيين العراقيين ، لأنها تدق مسمار الخلافات السياسية والشخصية التي تؤثر بشكل او بأخر على طبيعة الشهد العراقي . فلابد على الطرفين من التوقف عن الإدلاء بمثل تلك الاتهامات القاسية التي لا تغني ولا تشبع ، لان المستفيد الوحيد منها هم أعداء العراق وأعداء العملية السياسية التي نأمل جميعا أن يكتب لها النجاح .

التعليق