عاجل:
مقالات 2010-10-14 03:00 628 0

ابو علي تعارك مع ابو محمد فتطلقت خيرية واحترگـ المعمل وانباگـ الديج

خلاصة هذه القصة تتكرر في كل بيت عراقي انها تعكس جزء من ثقافة شارعنا العراقي المؤسف والقصة تقول ان ابا علي

خلاصة هذه القصة تتكرر في كل بيت عراقي انها تعكس جزء من ثقافة شارعنا العراقي المؤسف والقصة تقول ان ابا علي وابا محمد جاران واثقان من بعضهما البعض ,متحابان ومتآخيان لايفترقان في الشدة والرخاء منذ ان وضعا اول لبنة لبناء داريهما في الحي الواحد الذي جمعهم منذ كان ارض قاحلة عليها بيوت متفرقة هنا وهناك وكانو يدافعون عن بعضهم البعض ضد السراق والكلاب المسعورة , وكل منهما متزوج ولديه عائلة والعديد من البنين والبنات , وكل منهما كان يسعى الى طلب رزقه , وفي وقت من الاوقات وجد الاثنان ان بحوزتم بعض الامكانات والمال الفائض عن حاجتهم وفروه من عملهم الحلال وفي جلسة صفاء ومحبة بينهم فكروا في مشروع يشتركان فيها لاجل تسخير امكاناتهما وتوظيف هذه الاموال والاستفادة منها لاجل تامين حاضر ومستقبل عوائلهما وبعد تفكير سليم في اجواء ثقة وود قررا انشاء معمل منتج يتناسب مع امكاناتهما العملية والمالية وفعلا شرعا في مشروعهما وانطلق مشروعهما بعد تمامه بنجاح باهر وكان ابناء وبنات العائلتين وكانهم عائلة واحدة بينهم اواصر صداقة تكاد تكون اقرب الى الاخوة منها الى الصداقة وبينهم من المودة والمحبة ان الاباء اتفقوا ان تكون خيرية ابنة ابا محمد زوجة لعلي ابن جاره وصديقه الحميم وكذلك بقية الاولاد والبنات وتزوج الاولاد والبنات وانجبوا احفاد ملئوا البيتين بالفرح والسرور واستمروا سعداء في مسيرة حياتهم لان احدهم يكمل الاخر وكان من عادة ابا علي انه يقتني ويربي الحيوانات الداجنة ولديه بعض الدجاجات والديكة وطيور الحب وكان هناك ديك عزيز على قلب ابا علي يوقظه في الفجر للصلاة ورباه صغيرا ويعلم ابا محمد كم هو عزيز هذا الديك على قلب جاره وصديقه ..

في يوم من الايام السوداء اشترى احد الطارئين بيتا بالقرب من هذين الجارين المتحابين جاء من مدينة اخرى وكما يقال سيماهم في وجوههم واعمالهم وكانت سيما وتصرفات الجار الجديد تتميز بما يتناقض واخلاقيات ابناء المنطقة السليمة وخصوصا الجارين المتحابين ابا محمد وابا علي وكان هذا الجار السئ الجديد حقودا حسودا ولديه شياطين وليس باطفال يستغيث من شغبهم اسفلت الشارع واعمدة الكهرباء حتى حديد الشبابيك لانهم لايتركون فرصة اذى الا ويستثمروها لتنغيص هدوء ابناء المنطقة ..

هذا الجار الحسود الحقود لم يرق له ما يراه من صفاء وود ومحبة بين الجارين خصوصا وان هذا الود انتج لهما بناء قوي متراص قوامه اسرتين قويتين منيعتين سعيدتين متمكنتين ماديا واخلاقيا وهو ماشكل مصدر ارق وصداع لهذا الجار السئ الجديد فهو يعاني من التفكك الاسري وانتشار ثقافة التفسخ الاخلاقي والقيمي في بيته ويعاني قلة الرزق الحلال ويسره رؤية الاخرين بحال اسوء من حاله وفكر في كل الوسائل الشيطانية التي تجعل من هاتين الاسرتين كتلة من الجحيم المحترق يحركه الحسد والحقد وفعلا بعد جولة هنا واخرى هناك ودس هنا وفتنة هناك وقال هنا وقيل هناك وبعد جهد شيطاني مضني استطاع هذا الجار الخبيث زرع بذور الفتنة بين الجارين وخصوصا بين الابوين المتحابين واشتعلت اول فتائل الحريق حينما فتن هذا السئ بينهم في احد المواقف ونجح في ذلك وحصل شجار بدأ صغيرا وكبر مع وجود من يرمي الزيت على النار وتطور الشجار الى صراخ فعراك بالايدي وحصل ما يجعل الجارين بحال يسر الاعداء ويبكي الحبيب وكل ذلك حصل بعيدا عن بيتيهما وفي الوقت الذي كان شجارهما في اوجه يتصاعد مع وجود تلك الفتنة السيئة كانت العائلتين في حالة من المودة والمحبة والتزاور فضلا عن وجود نسب بين بعض ابنائهما ووجود احفاد وكان الابناء في مودة وحنان وتقارب وابويهما يتشاجران بسبب الفتنة التي زرعها ذلك الشيطان..

عاد الابوان بعد ذلك الشجار الدامي الى بيتيهما مكفهرين مغبرين مزمجرين واول قرار اتخذاه هو فك الشراكة في المعمل واختلفوا هنا اكثر حينما قال كل منهما ان المعمل من حقه لانه لايمكن تقسيمه ففيه ماكنة كبيرة واحدة ولايمكن تقسيمها وهو معمل منتج وبعد اخذ ورد وتهديد ووعيد قرر كل منهما اخذه نتيجة العناد بالقوة وباي طريقة كانت واستثمر جار السوء الخبيث مابين الاثنين واقنع احد الاطراف ان عدوه أي صديق عمره وجاره الودود سابقا سياخذ المعمل منه ويستحوذ عليه بسهولة لانه مسجل باسمه لما كان بينهم من ثقة سابقة واقنعه بالانتقام منه وباحراق المعمل حتى لايستفيد منه وحصل ذلك وتحول مصدر رزقيهما الى رماد في ساعة واحدة فاستشاط جاره وشريكه سابقا غضبا وقرر البدأ بالانتقام واول شئ فعله هو تطليق خيرية ابنة جاره من ولده علي وطردها خارج منزله ورد جاره بتطليق زوجات اولاده وبنات جاره وامر كل منهم زوجته ان هي تكلمت مع زوجة الاخر فانها سترمى في الشارع مطلقة وتطورت المشاكل الى تخريب ممتلكات بعضهم البعض ولهم في كل يوم مصيبة ونائبة ولان ابا محمد يعلم كم هو عزيز ذلك الديك على قلب جاره فترصده واختطفه وذبحه وامر زوجته بطبخه وترك راسه بعرفه الاحمر الجميل رماه امام دار جاره ابا علي ليكون سببا في لوعته وحسرته ولم يقف الامر عند هذا الحد فقد انشق الحي بين مؤيد لهذا الطرف واخر مؤيد ومدافع عن ذاك وتطور الامر واشتعل النزاع بين عشيرتي الطرفين وانتشرت الفتنة بين هؤلاء كالنار في الهشيم وترتب على تلك المشكلة تفرعات اهونها المشكلة الاولى التي بدات بين ابا محمد وابا علي ..

استيقظ ابناء الحي في صباح احد الايام ليجدوا ان جار السوء ومسبب الفتنة وقد اختفى من المنطقة ورحل الى منطقة اخرى فهو كان قد قتل احدهم في مدينة اخرى وهرب فارا بعائلته الفاسدة وحينما علم اهل القتيل بوجوده في حي هذين الجارين لاحقوه للاقتصاص منه ولكنه كان يعلم بقدومهم اليه فسبقهم وفر ليلا تاركا الحي و الجارين المتحابين سابقا في حيص بيص ومشاكل لاحصر لها ادت الى تفكك الاسرتين وتطليق الابناء وذبح الديك وتفريق ابناء الحي والعشيرتين التي ينتمي اليهما الرجلين واود ان اخبركم هنا انني كنت رقيقا في نقل الصورة ولم اخبركم بان الثقافة الجديدة في العراق وعند أي اختلاف بسيط في وجهات النظر بين أي طرفين فان الحل يتمثل باطلاقة في الراس وبعدها معركة بقاذفات الآربي جي 7 ان لم تستخدم الهاونات لدك بيوت الاخوة الاعداء ويحصل هذا كثيرا ..

اصل كل حريق كبير شرارة صغيرة واختلف الاباء فتمزق الابناء تلقائيا وانشق الحي الى فريقين متناحرين واختلفت العشيرتين ولكم معرفة نتائج تلك الخلافات فثقافة شارعنا تقول ان اختلف الاباء افترق الابناء وانتهت كل اواصر المحبة والمصالح المشتركة وهذا هو بالضبط حال قياداتنا السياسية ما ان يختلف قادة حزبين حتى نطلع على اثر ذلك الخلاف على قواعدهم ويدب التنابز والشجار والتسقيط بينهم وحالما يعود بعضهم الى التقارب مرة اخرى حتى نرى انتهاء تلك الحالة من التراشق الاعلامي ونتسائل هل يعي القادة نتائج خلافاتهم التي تنعكس سلبا على الشارع ولو تم تثقيف الشارع وقواعدهم على ثقافة الحكمة والتروي والعدل وعدم الانجرار الى تلك النزاعات لادخل لهم بها خصوصا انها تشتعل بين القادة في الغرف المغلقة ويدفع ثمنها الجمهور في الشارع وفق مبدا انصر حزبك وقيادتك ظالما او مظلوما ولاتفكر بالمتسبب لهذا الظلم وحتى لو علمت ان قائد حزبك هو الظالم فانصره وحارب منافسيه بكل قوة ..

نسال الله ان يعي قادة الاحزاب والتيارات خصوصا من يحملون ذات المشتركات ومنهم قادة التحالف الوطني خطورة مايجري بينهم من خلافات اسبابها ضيق الافق ونوازع شخصية وفتن يتسبب بها ويغذيها من يهمه تفريق صف الاخوة لتمرير احقاده ونواياه السيئة .

التعليق