يبدو الإرتباك واضحاً على تصرفات العصابة الوهابية الحاكمة في السعودية فبعد حادث التفجير الغامض بدأت تلوح بالأفق أمور سياسية وأخرى دينية غريبة. فعلى المستوى السياسي فإن التنقل الكثير لبندر بين أمريكا والمغرب والسعودية يدل على وجود شيءٌ ما وراء الأكمة وخصوصاً وقد أُعيد إنتخابة رئيساً لمجلس الأمن القومي السعودي.
وأما على مستوى الإعلام فصحافتهم مشغولة بـذلك التفجير وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها فماذا لو حدث عندهم مثل تفجيرات الأربعاء الدامية في بغداد فأخال أن أمرائهم سيغادرون البلاد وربما الى الأبد!!.
وأما على المستوى الديني وهنا مربط الفرس في فتاوي غريبة لا يستطيع المرء أن يتنبأ بمبانيها فأقرأ معي ما نشرته السفير اللبنانية في 4.9.2009م عن فتوى أصدرها الإستاذ بمعهد القضاء والخبير بمجمع الفقه الإسلامي الدولي محمد بن يحيى النجيمي: إنّ "الإرهابي المُنتحر" لا يُؤم الصلاة عليه إمام المسجد ولا نائبه بل يُؤم الصلاة عليه أحد عوام المسلمين وأضاف إن على إمام المسجد أو نائبه ترك هـذا الأمر لأحد المصلين!!. إنتهى.
والفتوى غريبة بكل مبانيها فأما أن الصلاة لا تجوز على المنتحر وأما إنها جائزة!! فإذا كانت جائزة فلماذا هـذا الإستثناء؟ ولماذا هـذه الفتوى الآن بعد محاولة قتل الأمير!! ومن سيحدد أن هـذا إنتحاري أم غير إنتحاري !! هل إذا إستهدف مسجداً شيعياً إنتحاري أم شهيد؟!!

يُقال أنه بعد أن توفى سيبويه كان هنالك معلم للنحو يدرس كتبه ويوماً إعترض عليه إبن أحد البقالين والظاهر ممن لا يعرفون شيئاً عن اللغة العربية فجاء بكتاب سيبويه ونقعه في الماء وراح يمزقه بعصبية ويقول: لم يبق لي إلا أبناء البقالين ليعترضوا على سيبويه!! وأخال أن علماء الفقه الحاليين والسابقين لو حضروا لمزقوا كل أمهات كتب الفقه وهم يقولون: لم يبق إلا الجهلة لإصدار الفتاوي!!.