عاجل:
مقالات 2011-08-05 03:00 434 0

ألعدالة في العراق بين هوى السياسيين و آلمعايير ألأنسانية !؟

لا نعني قياس أو مقارنة آلوضع العراقي الجديد بعد 2003م مع آلوضع أيام النظام البائد ألأسود أو حتى أي نظام عربي جاهلي مت

 

لا نعني قياس أو مقارنة آلوضع العراقي الجديد بعد 2003م مع آلوضع أيام النظام البائد ألأسود أو حتى أي نظام عربي جاهلي متخلف قائم إلى آلآن, فهناك فرق كبير ما بين السماء و آلأرض بينهما - بين العراق الجديد ألذي أصبح فيه كل شيئ بآلمكشوف و بحرّية و بين نظام بائد - أو أنظمة ظالمة - كانت تهدر و ما تزال حقوق و دم الشعب كما يهدر آلأطفال آلماء! و كذا الأموال و الشرف حتى باع العراقي آلمسكين بسبب نظام البعث الجاهلي خلال سني التسعينات شبابيك و سقف بيته كي يعيش, كما لا نعني هنا بحث العدالة في النظام العالمي فهو ليس محل حديثنا.

و أقول قبل آلبدء بآلموضوع بأنّ سقوط ألنظام البعثي المجرم كانت بحقّ معجزة إلهية .. بل فلتة التأريخ - كما أُسميّه - حين هجمتْ قوات الحلفاء ألتي كانت بنفسها تدعم النظام ألبعثي الجاهلي ضد الثورة الاسلامية ألمعاصرة حتى قبيل سقوطه - بإذن من هيئة الأمم المتحدة لإزالة أقسى و أظلم نظام جثم على صدر العراق عقوداً ليتخلص العراقييون منه بعد ما قتل أكثر من خمسة ملايين عراقي لأسباب مختلفة, و تجويع ألباقيين منهم و إذلالهم لإشباع العربان و الأجانب, حسب آلسياسة العوجاوية التي خطّطتْ طبقاً لمعادلة "ألقبض و آلبسط" في آلعطاء .. ألقبض؛ بمعنى تجويع العراقي و هذا يعادل إشباع العرب بآلعطيات و الرواتب و الأجانب من الأمريكان و الأنكليز و الفرنسيين و الألمان بتصريف أسواقهم و مضارباتهم و أسلحتهم مع ضمان عدم قدرة ألشعب العراقي ألذي فقد آلأرادة بعد ما أنهكه الحروب و السجون و الجوع.. عدم قدرته ألقيام بآلثورة ضدّه بسبب وجود عشرة أجهزة أمنية و جيوش جبانة تحرس الدكتاتور ليل نهار بعد ما سخّر كلّ طاقات العراق لحماية نفسه بأموال النفط و الكلّ تنابلة و عاطلة عن العمل, هذا من جانب, أما جانب "آلبسط" في السياسة آلبعثية البائدة فكانت لكسب ودّ العرب و الأجانب على حساب قوت الشعب العراقي لفرض إسم المريض المقبور المجرم صدام إعلامياً كفارس للعرب بسبب عقدة النقض التي كان يعانيها!

لا نعني تلك المقايس و تلك الأوضاع أبداً .. لكونها باتتْ واضحة كآلشمس للجميع, حتى إنّ أحد المسؤوليين الفلسطينيين قال لي مؤخراً بأننا لم نكن نعلم بكل تلك الجرائم التي قام بها صدام ضد شعبه, و الله أعلم بنية هذا الفلسطيني ألذي كان من المدافعين عن النظام حتى الأمس القريب!

بل ما نعنيه هو :

تطبيق العدالة في العراق بين هوى السياسيين و معايير تطبيق العدالة آلأنسانية, بعد تصريحات رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني في حضور الكتل السياسية التي شاركت في مراسم آلفاتحة على روح والدته ألسيدة حمايل خان!

حيث أعلن رئيس إقليم كردستان السيد مسعود البرزاني بأنه سيقيم العدالة في كردستان و العراق معاً, جاء ذلك في ختام إنتهاء مراسم آلعزاء التي أقيمت في أربيل يوم السبت الماضي.

أنا أتحدى آلسيد مسعود برزاني و جلال الطالباني و جميع رؤساء الكتل السياسية ألعراقية و ألعربية و الكردية و الاسلامية .. أن يُوضحوا لنا معنى العدالة .. مُجرّد معناه؛ فأنا متأكد بعدم فهمهم و وعيهم لمعنى و فلسفة العدالة ألتي أرادها الله تعالى أو حتى الفلاسفة آلأرضيين كسقراط و شوبنهاور و ديكارت و ماسلو و غيرهم للأنسان .. إننا نطالبهم بمجرد تعريف أكاديمي أو أدبي منصف و شامل لتلك آلكلمة التي يرددونها من دون معرفة معناها - فقط تعريف صحيح - لا أكثر و لا أقل, فآلدستور العراقي لم يوضح أبعاد تلك العدالة سوى إشارة بسيطة للمساواة و الحرية من دون وجود الشفافية خصوصاً في كيفية توزيع الموارد الطبيعية ألعراقية!؟

كما إننا نترك مسألة التطبيق و إقامة العدالة عملياً على أرض ألواقع و نشره في المجتمع, فهذا أمرٌ قد يُبرّره كما هو آلمعتاد جميع آلكتل ألسياسية ألعاطلة عن العمل .. بكونهم غير مسؤولين عن الأخطاء و الجرائم و السرقات و ذلك بإلقاء أللوم على هذه آلجهة أو تلك الجهة, و السياسيون العراقيون إن كانوا لا يعرفون شيئاً من الأخلاق و الأدب والعلم و التقوى و آلفكر فأنهم يُتقنون على آلأقل لغة التزوير و آلنفاق و الكذب فتلك تربية بعثية ما زالت آثارها فاعلة بين الأوساط للأسف, و هذا ديدن ألسياسيين كما عرفناهم منذ أكثر من نصف قرن!؟

 

و الدليل على عجزهم في إقامة ألعدل هو: إن ما قاموا و يقوموا به إلى آلآن من تبذير لأموال العراق على ذويهم و أحزابهم و أجهزة آلحمايات و الألبسة و الأربطة "العنقية" ألمقززة للروح آلسليمة بألوانها الصريحة لأنها لا تُليق بآلعراقيين أساساً, و كذلك موائد الترف و آلبذخ و آلقصور و العمارات و إحتكار آلسلطة و تبذير آلأموال و تسنينٍهم لقوانين لا تتفق مع أبسط القواعد الأنسانية, كآلموقف من إعدام ألمجرمين, و دفع مبلغ خمسة آلآف دولار أمريكي لكل جريح أمريكي قبل أيام من قبل آلسيد جلال آلطالباني من أموال الفقراء العراقيين, و تبذير مئات الملايين على أحزابهم و المرتزقة ألمرتبطين بهم .. كلّ ذلك تُوضح بأنّ هؤلاء ليس فقط لا يقدرون على تطبيق ألعدالة بل إنّهم لم يفهموا معنى العدالة و الأنصاف و الحرية و الحق!؟


لذلك:

 

كيف يُمكن لمن لا يفهم معنى العدالة آلأنسانية و حقوق الأنسان و آلتواضع و آلمحبة و آلعشق أن يُطبّق العدالة؟

إنّ السيد رئيس آلوزراء مُكلّف من قبل أكثرية آلشعب - و هذه فرصته آلتأريخية - لأن يلعب دوره في إحقاق ألحق و تقسيم ثروة العراق خصوصاً و مواقع المسؤولية على الذين تمّ تعذيبهم و قتلهم و ملاحقتهم و سجنهم و تشريدهم .. و نخص بآلذكر ألسجناء السياسيون لأنهم ألشهداء الأحياء - و المغتربين منذ السبعينات و الثمانينات فهم شهود الحق و عماد الحكومة و آلشعب و لهم وزنهم السياسي و آلعلمي و إمتدادهم بين آلناس, و على الحكومة أن لا تأخذها في الله لومة لائم خصوصاً إذا كان ذلك اللوم من قبل ألمنتمين للنظام السابق و الذين لم يتوبوا حتى بعد فتح العراق ألذي كان غارقاً في الدم بسببهم, و بغير ذلك ستضيع العدالة و يكرس الظلم بآلمقابل و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.

التعليق