عاجل:
مقالات 2011-02-04 03:00 520 0

ألبيان الأخير لأمة العرب المغبونة من المحيط إلى الخليج

إنّ أيّة نهضة مُباركة لا يُمكن أن تستوفي شروط النصر لتُحقق الحُرية و الكرامة و العيش السعيد لأمة من الأمم ما لم تستجمع في

 متى تستوفي ألنهضة العربية ألمعاصـرة شروط النصــر؟

 

إنّ أيّة نهضة مُباركة لا يُمكن أن تستوفي شروط النصر لتُحقق الحُرية و الكرامة و العيش السعيد لأمة من الأمم ما لم تستجمع في وجودها ثلاث شروط هي ؛ القيادة الربانية و الفكر الصحيح و النخبة الواعية التي ترتبط بجماهير الأمة من جهة و بالقيادة آلشرعية من الجهة آلأخرى!

 

هذه الشروط ألثلاث لم تستوفي لحدّ الآن حقّها في أوساط الأمة العربية, لذلك لا غرابة إنْ إسْتَمرّت عليها ألمعاناة و المحن و الدكتاتوريات بألوان و مقاسات متنوعة بين الحين و الآخر, حيث لم يعد من الصعب كثيراً على مطابخ البيت الأبيض و الدوائر المخابراتية العالمية ألأتيان بالبديل المناسب حال الطلب, بتمرير خططها عبر عملائها و لوبياتها و أحزابها الوضعية التي لا تريد سوى الحكم بأي ثمن لأستبطانه كل الشهوات لقادتها المتعجرفين؛ كنسخ من التجربة الفرنسية و الأنكليزية ألتي كانت وليدة التأريخ الأوربي - الغربي بسبب تطورات الأوضاع و إنحراف قساوسة الدين المسيحي ألمنحرف أساساً, لذلك إنقطع حبل الغرب المرتبط بالسماء ليتلاعب بهم أهل الأرض من الاقطاعيين ثم البرجوازيين ثم الرأسماليين بعد أنْ إستخدموا الديمقراطية كوسيلة لأنتخاب طبقة التكنوقراط التي تنحدر عادة ما من العوائل الغنية و ترتبط بأصحاب المصالح و الشركات الكبرى, ألتابعة للمنظمة الاقتصادية الدولية, ليكون النظام الديمقراطي بأيدهم  كسلاح ذو حدين؛ الحدّ الأول هو : إسكات الجماهير التي إنتخبت التكنوقراطيين المدعومين مالياً و علمياً و أعلامياً من طبقة الأغنياء الذين يُسيطرون على مفاتيح الأنتاج و الأدارة و الأقتصاد, لتكميم أفواه الجماهير في حال قيام النخبة المتسلطة بسنّ أو تشريع قوانيين لا تأخذ بنظر الأعتبار سوى مصلحة الاغنياء بالدرجة الأولى!

 

ألحدّ الثاني من سيف الديمقراطية : يكون مسلطاً على أي صوت أو حركة تظهر هنا أو هناك قد تطالب بالأصلاحات و العدالة و الحقوق, و بما أنّ الأستجابة لهم مُكْلِفة و لا يُمكن إعمالها بسهوله كونها تعني إفراغ جيوب السارقين و أصحاب  البنوك الكبرى! و هذا لا يروق لهم بالطبع - من هنا يبدأ دور الحد آلآخر من السيف .. أ لا و هو رجم و حصار تلك المجموعات المعترضة إقتصادياً و مادياً! كون الذين أوصلوا المشرعين إلى الحكم هم عامة الناس بإنتخابهم للطبقة التكنوقراطية, ألتي عادة ما يميلون لمصلحة أولياء نعمهم ألذين دعموهم بالمال و الأعلام و المكاتب!

 

هنا تكمن آلأشكالية الكبرى و العقدة المستعصية في النظام الغربي ألديمقراطي! ألذي إستطاع بجهود و عرق جبين الطبقة  الكادحة من ركوب الموج لِتبْني بها صرح البنوك و التكنولوجيا و العمارات و الناطحات التي تعود رأسمالها و ملكياتها إلى مجموعة 1%  التي تتحكم بكل الوضع الأقتصادي المحلي و الدولي, و من هنا فأن تلك المظاهر ألمدنية و الفنادق العملاقة و القصور و السيارات الفارهة لا يستلذ و لا يستفيد منها ألطبقة الكادحة و الفقير ألذي بناها بكده و ماله لأنها لا تعود لملكيته و لا يملك المال الكافي للتمتع بذلك!

 

 و المُتتبع لهذا النظام ألدكتاتوري الجمعي من قرب يرى كيف أنّ بعض العمال و الموظفين – و ليس الكل ألذي لا يحصل حتى على عملٍ للأرتزاق منه – تحث ظل هذا النظام و في أفضل الأحوال و بعد عمل متواصل يمتد لأكثر من ربع قرن لا يحصلون سوى على بيت صغير و سيارة عادية بالطبع يكون العامل و الموظف حينها قاب قوسين أو أدنى من الموت لأنه يكون عندئذٍ قد إستهلك طاقاته و قواه الجسمية و الروحية!

 

 

لذلك لا يُمكن لأمة العرب أو غيرهم أن يُحققوا الكثير من النجاح و التقدم في طريق الثورة الألاهية  بسلوكهم لهذا المنهج الغربي الذي يفتقر بالأضافة لذلك إلى القيم و المثل و العدالة و الأخلاق و الأيثار و الصدق؛ حيث لا تناسب الشخصية العربية الاسلامية التي ترفض الذل و العبودية و تسلط المستكبرين عليها – بالطبع هذا الأمر لا يتحقق إلّا بعد القضاء التام على الحكومات العربية القائمة الآن كشرط أساسي.

 

لذا لم يبقى أمامنا للخلاص سوى آلأتكاء على الله تعالى و على من يُمثّله بحقّ في هذا آلزمن ليكونَ لنا عوناً و سنداً و نبراساً في طريق الخلاص العملي من الظالمين المتجبرين, بجانب الفكر الأسلامي الرصين الذي لم يشوبه الدّس و التحريف و البدع و الأهواء,  و على المُثقفين و الباحثين بيان تلك الحقائق للناس بالرجوع إلى أهل الله الذين ثبتوا على الخط الأسلامي الأصيل و رسموا لنا طريق النهضة و الكفاح كالأمام الحسين بن علي (ع) و ليس من باع ضميره للمستكبرين في الارض, و بهذا الخيار فقط يمكن للنخب العربية المجاهدة أنْ تقوم بدورها الرائد كجسرٍ أمين بين القيادة الربانية و بين الأمة من الجهة الأخرى ليتحقّق النصر بإذن الله تعالى الذي قال؛ و هو أصدق القائلين :
{يا أيها آلذين آمنوا إنْ تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم}(محمد : 7).

 

و بما أن الوضــع العربي قاطبةً يفتقــر إلى العـاملَيْن الأوّلين - أيّ ألقيادة الربانية الصــادقة الشــجاعة و الفكر  "ألآيدلوجيا"الصحيحة الغير المشوهة بالأشتراكية و القومية و العنصرية و الحزبية - لذا نرى إستمرارها في مواجهة المحن حتى و أنْ قضوا على الحكومات العربية الساقطة و هزموا من تبقى من الحكام العرب المجرمين كآل مبارك و سعود و آل نهيان و حيان و علان, و قد بيّنا ذلك في رسالة سبقت الأحداث في تونس إلى الدكتور الغنوشي – أمين حركة النهضة التونسية - و آلمفكرين العرب, و وضّحنا لهم الأمر و ما يجب أن يكونوا عليه كما أشرنا آنفاً, و بغير هذا الخيار فأن الثورة العربية القائمة ليس فقط في تونس و مصر بل في كلّ آلأمة العربية من المحيط إلى الخليج سوف لن يُكتب لها النصر و النجاح ما لم يَسْتَيقنِ العرب و مُفكريهم مُقوّمات النصر و النجاح التي عرضناها! خصوصاً تمسّكها بالمبدأ آلصحيح الذي يُحدّد لها أهدافها و غاياتها و يضع لها مثلها العليا, و يرسم إتجاهها في الحياة فتسير في ضوئه واثقة من نيلها لإحدى الحُسْنيين؛ ألنصر أو الشهادة!

 

 علينا أنْ نُبصر أسباب نجاح الثورة الأسلامية المعاصرة كتجربة و كدرس عمليّ مُبين لكلّ من ألقى السمع و هو شهيد, حيث إكتنفت تلك النهضة العظيمة ألمقومات الثلاثة بأروع صورة, و عند تجسيدها من قِبَل الشعب الذي إلتصق بقيادته الربانيّة سقط الشاه و سقطت المؤآمرات التي اعقبت نجاح الثورة واحداً تلو الآخر .. حتى يومنا هذا بحيث عجزت قوى الأستكبار العالمي ألنيل منها كثيراً رغم الحروب و الحصار!

 

 لقد حان الوقت كي يتعلم العرب هذا الدّرس الألهي الكبير ألذي تَجَسّدَ فيه كلّ معاني العشق و الوفاء لآل بيت الرّسول المظلومين عليهم السلام! أ لا يكفي العرب ما جرى عليهم من الظلم و الأسى على مدى أربعة عشر قرناً ؟

                                                    

 (قَد جَاءَكُم منَ الله نُور و كتاب مُبِين يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَ يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَ يَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (المائدة/ ١٦) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  صدق الله العلي العظيم

التعليق